على أرض الواقع ثمة تحول كبير فى الاهتمام بأفريقيا اقتصادياً، تعكسه أنشطة متنوعة لمنظمات الأعمال خلال الأسابيع الأخيرة. اتحاد الصناعات المصرية كان الأسبق فى تكثيف التوجه نحو أفريقيا فبدأت بعثاته للعام الحالى ببعثة تجارية انطلقت الأسبوع الماضى متوجهة إلى دولتى جنوب أفريقيا ثم زامبيا ترأسها الدكتور شريف الجبلى رئيس لحنة التعاون الأفريقى بالاتحاد وضمت عددا كبيرا من المصدرين. قبلها بشهور نظمت اللجنة نفسها بعثات مشابهة إلى دول زامبيا، ورواندا، وأوغندا، وكينيا. «الجبلى» كشف أن البعثات لم تستهدف مجرد زيادة الصادرات المصرية إلى الأسواق الأفريقية فقط، وإنما امتدت إلى دعوة المستثمرين الأفارقة للاستثمار فى مصر، موضحاً أن مصر مهيأة لجذب استثمارات كبيرة من مختلف بلدان العالم خاصة فى مشروعات قناة السويس.. وقال أيضاً: إن أفريقيا اليوم تختلف كثيراً عن الصورة النمطية السائدة، مشيراً إلى أنه أطلع على تجربة رائدة لدولة جنوب أفريقيا فى مجال صناعة السيارات، والتى تنتج سنوياً نحو 600 ألف سيارة وتستهدف الوصول بإنتاجها إلى مليون و400 ألف سيارة بحلول عام 2025. وقال «الجبلى»: إن هناك خططًا للذهاب إلى دول مختلفة ومتنوعة داخل القارة السمراء، مشيراً إلى ضرورة الاعتراف أننا تأخرنا كثيراً وأننا يجب أن نعيد ترتيب أولوياتنا التصديرية. المجالس التصديرية هى الأخرى تسعى إلى التركيز بقوة على القارة الأفريقية باعتبارها أسواقًا واعدة وترى أن هناك فرصًا كبيرة مهدرة وأن حجم الصادرات الذى يقل عن 10% من إجمالى صادرات مصر لا يعكس حقيقة الفرص المتاحة. التصديرى للصناعات الهندسية نظم بعثات متخصصة إلى كل من إثيوبيا وغانا وغيرها من الدول، كذلك فإن المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية ركز على المشاركة فى بعثات متنوعة فى كثير من المعارض المتخصصة فى القارة السمراء. وقال خالد أبوالمكارم، رئيس التصديرى للصناعات الكيماوية: إن الفرص المتاحة فى أفريقيا كفيلة بتعويض الصادرات المصرية نتائج خروج كثير من الأسواق التقليدية. وعلى مستوى الغرف الصناعية تسعى بعض الغرف إلى إقامة جسور تعاون حقيقية للتواجد بشكل دائم داخل الأسواق، وربما تعد غرفة الصناعات الهندسية واحدة من تلك الغرف إذ اتفقت بشكل فعلى مع دولة رواندا على إقامة معرض دائم للمنتجات المصرية فى العاصمة، ومن المقرر أن يبدأ المعرض خلال الصيف القادم مستهدفاً فتح سوق جديد للسلع المصرية من الأجهزة المنزلية والأوانى والأدوات الكهربائية فى رواندا. وقال محمد المهندس، رئيس الغرفة الهندسية: إنه يجب الاستفادة من حركة التنمية الجارية فى البلاد الإفريقية والتى تشهد معدلات نمو كبيرة فى الآونة الأخيرة.. أضاف أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى يجب أن تصاحبها تكثيف للتعاون واستفادة أكبر من الفرص المتاحة.
