[غدًا. العالم يحتفل باليوم العالمى لمكافحة التصحر ] صورة ارشيفية القاهرة - أ ش أ: منذ 1 ساعة 29 دقيقة يحتفل العالم غدا باليوم العالمى لمكافحة التصحر حيث تقوم المنظمات الدولية المعنية والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني وبرامج الغذاء وغيرها بمراجعة ما تحقق من إنجازات وخاصة ما يتعلق بوقف خطر تدهور الأراضى وما يترتب عليه من تراجع الإنتاجية الزراعية ونقص المحاصيل وتدهور التنوع البيولوجى النباتى والحيوانى. واليوم العالمى لمكافحة التصحر والجفاف، الذى يوافق 17 يونيو ، أعلنته الجمعية العامة فى ديسمبر 1994 وتم الاحتفال به اعتبارا من عام 1995 ، ويأتى الاحتفال به هذا العام تحت شعار (فى التربة السليمة حفظ للحياة..فلنكف آذاننا عن الارض ). وفى كلمته بهذه المناسبة قال بان كى مون الأمين العام للامم المتحدة "إن اليوم العالمي لمكافحة التصحر يأتى هذا العام قبل انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة، والجهود التي تبذل على الصعيد العالمى لوقف تدهور الأراضى وتمكينها من التعافي جزء لا يتجزأ من الجهود التي نبذلها في سبيل المستقبل الذى نريد، واستغلال الأراضي بما يحفظ استدامتها أمر لا غنى عنه لانتشال ملايين البشر من الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي وصون إمدادات المياه، وهو بذلك ركن من الأركان التي تقوم عليها التنمية المستدامة. وأضاف مون أن الناس الذين يعيشون في الأراضي القاحلة، وهي تحتل أكثر من 40 % من مساحة اليابسة في كوكب الأرض - هم من بين أكثر الناس فقرا وضعفا في مواجهة الجوع، ولن نستطيع أن نحقق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015 ما لم نحافظ لهؤلاء على تربتهم التي يعتمدون عليها في معيشتهم . وقال مون ولن نكون قادرين على ضمان مواردنا من المياه العذبة، و 70 % منها يستخدم بالفعل لأغراض الزراعة، وحذر مون من أنه بحلول عام 2030 يتوقع أن يرتفع الطلب على المياه بنسبة 35 %، وإذا لم نغير ما تعودنا عليه من ممارسات في استغلال الأراضي، سنكون أمام احتمال تناقص إمدادات المياه وعدم كفايتها، وسنتعرض لموجات من الجفاف أكثر شدة. وتوقع الامين العام للأمم المتحدة أنه بحلول عام 2050 سنكون بحاجة إلى ما يكفى من الأراضي المنتجة لإطعام ما يقدر بتسعة ملايين نسمة، مع العلم بأن مستويات نصيب الفرد من الاستهلاك ستكون حينها أعلى مما هي عليه اليوم ، وهذا سيكون أمرا مستحيلا إذا استمر ضياع التربة بالوتيرة الحالية - إذ يضيع من التربة سنويا حوالى 75 بليون طن. وأكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أنه من الضرورى اتخاذ قرارات هامة تتعلق باستغلال الأراضي، بجانب القيام باستثمارات هامة فى مجالات يمتد نطاقها من خدمات الإرشاد الزراعي لصغار المزارعين إلى أحدث التقنيات اللازمة لدعم أنشطة الإنتاج الكثيف للغذاء بطرق تحفظ للبيئة استدامتها. وقال إن مؤتمر ريو 20 سيتيح الفرصة لتسليط الضوء على كثير من النظم والخيارات الذكية والفعالة، القائم منها والجارى استحداثه، في مجال إدارة الأراضي. وأضاف"الآن وقد مضى من الزمن عشرون عاما على اعتماد اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، لنعمل على جعل الالتزام بإدارة الأراضي بطرق مستدامة يتبوأ مكانة بارزة في النتائج الرسمية التي سيسفر عنها مؤتمر ريو، وفي التعبئة من أجل الاستدامة على نطاق أوسع التي ستكون أيضا جزءا من تراث ريو ، فإن التراب إذا كان عليلا، صار بقاء الحياة على الأرض مستحيلا. وظاهرة التصحر - وفقا لتعريف أقر في عام 1994 ضمن اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر - تعني (تراجع خصوبة التربة في المناطق القاحلة و شبه القاحلة وفي المناطق الجافة وشبه الرطبة، وهذا ينتج عن عوامل مختلفة منها التغيرات المناخية والنشاطات البشرية) ولكن هذا التعريف لا يعني غلق باب النقاش أمام تطوير هذا المفهوم، لأن دراسة التصحر تعتبر جديدة نسبيا حيث ظهر أول نص علمي يحمل هذه التسمية قبل حوالي 50 سنة وكانت أول خريطة للتصحر قد خطت من قبل الهيئات التابعة الأممالمتحدة في عام 1977 حيث تزامن ذلك مع انعقاد مؤتمر التصحر التابع للأمم المتحدة في نيروبي في كينيا. والتصحر هو عملية هدم أو تدمير للطاقة الحيوية للأرض، الامر الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى ظروف تشبه الظروف الصحراوية، كما انه يشكل مظهرا من مظاهر التدهور الواسع للأنظمة البيئية مما يؤدي إلى تقلص الطاقة الحيوية للأرض ومن ثم التأثير سلبيا على إعالة الوجود البشرى. وتهدد ظاهرة التصحر التنوع البيولوجي، كما أنها مشكلة بيئية عالمية تمتد آثارها السلبية على العالم كله، ووفقا لتقارير الاممالمتحدة يتعرض حوالي 30% من سطح الأرض لخطر التصحر مؤثرا علي حياة بليون شخص في العالم، وثلث الأراضي الجافة في العالم قد فقدت بالفعل أكثر من 25% من قدرتها الإنتاجية. ويفقد العالم كل عام 10 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر، ويؤثر التصحر على القارة الافريقية بشكل خاص حيث تمتد الصحارى على طول شمال أفريقيا تقريبا، كما أنها أصبحت تمتد جنوبا، حيث انها اقتربت من خط الاستواء بمقدار 60 كيلومترا عما كانت عليه من 50 سنة . ويكلف التصحر العالم حوالى 42 مليار دولار سنويا، في حيت تقدر الأممالمتحدة أن التكاليف العالمية من أجل الأنشطة المضادة للتصحر من وقاية وإصلاح وإعادة تأهيل للأراضي لن تتكلف سوي نصف هذا المبلغ. وحوالى 32% من أراضى العالم الجافة موجودة بالقارة الأفريقية ،و73% من الأراضى الجافة بأفريقيا المستخدمة لأغراض زراعية قد أصابها التآكل أو التعرية ،وفي بعض المناطق بالقارة الأفريقية تفقد أكثر من 50 طنا من التربة لكل هكتار من الأرض سنويا، وهذا يساوى فقدان 20 مليار طن من النيتروجين، و2 مليار طن من الفوسفور، و41 مليار طن من البوتاسيوم سنويا. ويجتاح التصحر الأراضي العربية في وقت أصبح فيه ارتفاع نسبة الإنتاج الزراعي والحيواني لمواجهة النمو السكاني وارتفاع مستوى المعيشة ضرورة ملحة .. كمايقدر برنامج الأممالمتحدة للبيئة القيمة الإنتاجية المفقودة سنويا في الدول النامية بسبب التصحر ب 16 مليار دولار. وشاركت الدول العربية مشاركة فاعلة في المؤتمرات السابقة التي نظمتها الأممالمتحدة من أجل مواجهة هذا التهديد، حجم المشاركة العربية هذا يعكس مدى القلق الذي تشعر به جميع الأقطار العربية من زحف التصحر وما ينتج عنه من آثار بيئية واقتصادية واجتماعية وحضارية، فالتنمية بمفهومها الحديث تجاوزت النمو الاقتصادي إلى الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية.