لا تيأس، سوف تمر الأزمة، وسوف نصنع دولتنا الديمقراطية المدنية الحرة، لا تهتم بهذه الحرب الإعلامية التى تستهدفك أنت شخصياً، وتحاول النيل منك، لأنك تسعى لصناعة فكرة الدولة التى تؤمن بمنطق جديد لا تعرفه بلادنا، ويسميه الناس فى الدول المحترمة «تداول السلطة» ويرفضه أعداء الحرية باعتباره تدخلاً غربياً، ويطلق عليه عشاق الظلام «تغريب»، ونتعايش « نحن» الأحرار مع كل هذه الرؤى باعتبارها أمراً واقعاً لا يمكن تغييره.. لكن صدقنى التغيير بات قريباً وسوف نتمكن من صناعة دولة لا يقفز على السلطة فيها من لا يؤمن بحريتك وحقك فى الحياة.. حرية لا ينغصها حاكم وحياة لا يسرقها مسئول! صدقنى.. نحن الباقون.. دعهم يتصارعون على السلطة.. واحد باسم الدين، وآخر بشعار الفزاعة والتخويف من المجهول.. كلا المرشحين للرئاسة فى جولة الإعادة، شفيق ومرسى، يعتقدان أننا سنعيش ما تبقى من عمر هذه الأمة صرعى الخداع والتدليس.. كلا الفريقين ينتمى لتيار لا يصلح للمستقبل، كلاهما تيار يعشق الاستبداد، يريد وضع الوطن فى قبضته، ويسعى لإعادة انتاج «فرعون» ذهب لحاله للأبد، كلاهما يمسك فى يده بنفس العجينة، فإذا كان شفيق يسعى لصناعة تمثال لديكتاتور يرقد الآن فى مستشفى طرة، اسمه حسنى مبارك، فهو مثله الأعلى، والنموذج الأمثل الذى يريد السير على دربه، ومرسى سيقول إن التماثيل حرام، وسيكتفى بكتابة اسم مرشده الأعلى، الذى يتلقى منه الأوامر والتوجيهات، فنصبح أسرى أفكارهم ورؤيتهم ودولتهم ومشروعهم! 2 صدقنى.. كلاهما من نفس العجينة،لأنهما ينتميان لفريقين يمثلان سبباً لكوارث مصر منذ سنوات طويلة، وكلاهما اتفقا على ضرورة وأد الديمقراطية الوليدة فى المحروسة عام 1952 وتآمرا على كل الأطياف والتيارات السياسية، وصنعا انقلاباً عسكرياً كسر روح الحرية المشتعلة فى الصدور! ارجع لكتب التاريخ، اقرأ تفاصيل المؤامرات التى شهدتها مصر منذ 60 عاماً، تابع كل ما يتعلق بالانقلابات السياسية، والعنف والاستبداد والقتل والاغتيال والإقصاء، ابحث عن الصفقات السياسية والاتفاقات السرية، ستجد فى المشهد صورة النظام الذى رحل رأسه مؤخراً، وستجد الجماعة التى تريد القفز إلى رأس السلطة والحكم.. نعم ستجدهما إما شريكين يتفقان على إهدار دم الأحرار، وإما متنافسين على غنيمة تبيض ذهباً اسمها مصر! ابحث عن التفاصيل فى الاتفاق الذى حدث بينهما ضد الوفد خلال انقلاب 23 يوليو، أو اتفاق السادات والإخوان ضد اليسار فى مطلع السبعينيات، أو صفقة مبارك معهم فى انتخابات 2005 والتى جاءت بمجموعة ال 88 نائباً إخوانياً، ودقق فيما حدث فى مصر منذ 25 يناير 2011 عقب ثورة مدنية حقيقية نظمها وأدارها أنصار هذه الدولة الحرة، ثم قفز عليه العسكر والإخوان، لنصبح أغراباً فى ظل ثورتنا، ويحصدون هم الدولة والبرلمان والحكومة والدستور! 3 إذا كنت تريد لأولادك الحرية، والعيش فى دولة مناخها «نظيف» غير ملوث بالكذب والفساد والخداع والمتاجرة باسم الدين، لا تتراجع، قف ثابتاً فى مكانك، حافظ على فكرتك، أعرف أن الأمر صعب، لأن الذى يحافظ على مبادئه، يشبه الممسك بقطعة من الجمر وسط الزحام، لكن هذه الدولة «الحلم» التى قمت «أنت» بالمشاركة فى الثورة من أجلها، تستحق تحمل كل الصعاب! عش بالأمل فهو الوحيد الباقى لنا وسط «أوغاد السياسة».. فهم بلا ضمير إنسانى، لا يعرفون سوى مصالحهم ، صحيح أن هذا النموذج معروف فى السياسة، ولكن السياسى الذى لا يحمل حداً أدنى من الأخلاق، وقدراً يسيراً من الرحمة، يقوم بتحويل العمل العام إلى مخاطرة، ويجعل التصويت فى الانتخابات «مغامرة»!! هذه الأجواء التى نعيشها فى مصر منذ عام ونصف العام، سببها أن أصحاب النموذج الظاهر على السطح ، لا يحملون قدراً كافياً من التسامح مع الآخرين، سواء كان هؤلاء الآخرون، من دين آخر، أو حزب منافس ، أو تيار مخالف لهم فى الرأى، وهذا النموذج المسيطر على سماء العمل السياسى فى مصر، لا يصنع حلم الدولة الحرة الديمقراطية، ويجعلنا أسرى فكرة «الانقلاب السياسى» عبر صناديق الانتخابات، ويجعلنا صرعى هواجس السقوط فى مستنقع الاستبداد مرة أخرى.. ولذلك نشعر بالخوف من التصويت لشفيق أو مرسى.. ونحس بأننا سقطنا فى «حفرة» كبيرة وأن خروجنا منه ليس له سوى طريقين، أحدهما يسيطر عليه «أسد» متوحش، والثانى يقف أمامه «نمر» يأكل لحوم البشر! ليس أمامنا سوى الانتظار.. حتى يأكل أحدهما الآخر.. وعندها نكون قد استجمعنا قوانا لمواجهته ومقاومته! هوامش حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد «جان جاك روسو» الحرية أساس الدولة الديمقراطية «أرسطو» طريق الحرية أفضل طريق للتقدم «جون كنيدى» الحرية حق مشاع لبني الإنسان، وغاصبها مجرم «محمد بن عبدالكريم الخطابي» المستبد عدو الحق، وعدو الحرية.. وقاتلهما «عبد الرحمن الكواكبى» لقد خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً؛ فوالله الذي لا إله إلا هو لا نُورَّث ولا نُستعبَد بعد اليوم «أحمد عرابى» اضطهاد الأحرار يزيدهم تمسكاً بالحرية أضعافاً مضاعفة «مصطفى النحاس»