[الكشف عن مشترى أراضى الفلسطينيين للاستيطان] تسحي مامو رام الله – وكالات: منذ 1 ساعة 17 دقيقة كشف تقرير لصحيفة هاآرتس الاسرائيلية اليوم السبت، كواليس ما يدور من عمليات شراء لاراضي المواطنين في الضفة الغربية. وقالت الصحيفة إنه "لدى إجراء اي عملية شراء للاراضي كي تقام عليها مستوطنة فإنه لا بد أن يكون هناك شخص يقف وراء هذه العملية، هذا الشخص الذي لم تتعرفوا على اسمه او وجهه لغاية الآن، انه أحد سكان عوفرا ويُدعى " تسحي مامو" ". وذكر التقرير "أنه كشف لأول مرة عن النزاعات القضائية، وطرق العمل السرية وشبكة العلاقات الوثيقة مع المؤسسات الاستيطانية، لهذا الشخص الذي يقف وراء عمليات شراء الاراضي في الشيخ جراح وبالقرب من مسجد بلال بن رباح في بيت لحم. واضاف التقرير:"يعمل "مامو" منذ تسعينيات القرن الماضي في شراء الاراضي، إلا ان علاقته الوطيدة كانت فقط مع العديد من زعماء الاستيطان المتورطة في هذا الموضوع، فلم يُعرف اسمه في الاوساط العامة، حيث بقي بعيدا عن رجال الصحافة، وإن صورته لم تكن معروفة لأحد، وكانت إجابته لدى الاتصال معه " ربما في المرة المقبلة" حتى انه لم يقم بالرد على الاسئلة التي وُجهت اليه مكتوبة". وقالت الصحيفة "عُرف "مامو" الابن بالتبني لوزير السياحة السابق الحاخام "بني ألون" والمعروف بدعمه الكبير لفكرة أرض إسرائيل الكبرى، في بداية التسعينيات عندما أقام "ألون" مدرسة "بيت اوروت " في القدس ساعده في إدارتها كما وتعلّم فيها، ويعتبر الشخصية المركزية في النزاع القضائي الدائر هذه الايام حول المبنى المُقام بالقرب من "مسجد بلال بن رباح" والمسمى البقّالة، حيث حمل المكان هذا الاسم منذ الفترة التي لم يكن فيها الجدار يطوق الحوانيت الموجودة هناك، وكان الوصول اليه يتم بالقدوم من بيت لحم". وقال التقرير: " من النظرة الاولى فإن المبنى المكون من طابقين يبدو مهجوراً، حتى ابراج المراقبة الموجودة، فخلف باب " البلاديلت"يجلس 15 شاباً يتعلمون التوراة، وجميع المحاولات لتصوير المكان من الداخل باءت بالفشل، وكان هذا المبنى قد بيع لليهود في العام 2000 عندما بدأ المسيحيون بالهجرة من المنطقة ، وبقي موضوع البيع شأنه شأن جميع المباني التي بيعت لليهود موضع نزاع قانوني بين البائع والمشترين". واضاف "إلا ان هذا النزاع تم حسمه في النهاية، ولكن نشأت مشكلة داخلية بين الشركاء الذين إشتروه، حول لمن ستؤول السيطرة على المكان، ففي الجانب الاول تقف إمرأة يهودية من نيويورك اسمها "إفلين هايز"، والتي إستثمرت في المكان اكثر من نصف مليون دولار، وفي الجانب الاخر يقف الحاخام "بني ألون" والذي من وجهة نظر "هايز" سيطر عليه، وفي الوسط تقف أطراف أخرى لها علاقة بالموضوع ومن بيها يقف" مامو" الذي كان له دور في عملية الشراء من خلال سمسار فلسطيني والذي كان الشخص الذي نفّذ العملية" . واضافت الصحيفة في تقريرها: "ان ما دفع "مامو" للعمل بشراء الاراضي هو على ما يبدو علاقاته الحميمة بالحاخام "ألون" الذي يقول " ان مامو ساهم مساهمة كبيرة جداً في هذا المجال، وأنه تلميذ وصديق منذ فترة طويلة، انه يقوم بدور معقد جدا في تحرير الأراضي في القدس وفي اماكن عدة في المناطق، ولقد إجتاز إختبارات قضائية عديدة بنجاح، وإنني آمل أن يستمر بالعمل والنجاح في هذه المهمة المعقدة والخطيرة". ويعمل مامو بشكل ملتصق بالمحامي بيسان كوخي، والذي عمل كمستشار قضائي خارجي لشركة تطوير القدس، وقال كوخي عن علاقته بمامو "انها علاقة زبون بمحاميه ورفض التحدث حول القضية "، فيما تقول محامية أخرى عملت مع مامو " انهم رجال يؤمنون بالتوراة وان هذه الارض هي لشعب إسرائيل، وان مصلحة هذا الشعب هو بفدية جميع الاراضي وإعادتها لليهود". ومن التحقيق الذي قامت به "هآرتس" تبين، ان علاقات مامو بمؤسسة الاستيطان هي وثيقة جداً، ففي بداية العام 2000 والتي اشتغل فيها بشراء ارض موقع "ميغرون" الاستطياني، كان دائما يضع رئيس مجلس الإستيطان ومدير عام شركة التطوير بصورة عملياته على هذا الصعيد، وكان يتقاضى 500 دولار عن كل دونم يتم تسجيله لدى دائرة الطابو، على أن لا يقل المبلغ عن 2000 دولار في حال كانت قطعة الارض اقل من 4 دونمات، وان لا يزيد عن 10000دولار. وذكرت الصحيفة "ان الاشخاص الاكثر أهمية في عملية شراء الاراضي هم الذين لم تظهر أسماؤهم في اي اوراق رسمية، بل كانوا يقومون بذلك من خلال طرف ثالث وهنا هو مامو". كما أظهر تحقيق "هآرتس" انه فيما يتعلق بصفقة ميغرون المقامة على اراض فلسطينية في دير دبوان وبرقة، فإن مامو عمل من قبل المجلس الاقليمي بنيامين، الذي اقام شركة باسم "الوطن" والتي اشترت اجزاء مختلفة من الاراضي، وقدم لها مامو كشف حساب بمئات الالآف من الشواكل والتي تم تحويلها الى حساب خاص في الفرع الرئيسي لبنك ديسكونت في القدس - شارع بن يهودا.