الذى يحدث الآن فى مصر، يدعو إلى الخوف على المستقبل ويهدد البلاد تهديداً مباشراً فى أمنها القومى.. فالذى يقوم به تيار الإسلام السياسى يؤدى إلى إحداث المزيد من الفوضى والاضطراب بالبلاد، فلا يهم على الاطلاق أن يكون هذا التيار متعطشاً إلى السلطة، بقدر ما يهم تصرفات هذا التعطش التى تظهر بشكل مخيف وعنيف، يدعو الغرب وأوروبا إلى تكريس هذه المخاوف وهذا العنف... فرغم أن هناك مرحلة انتقالية يحددها إعلان دستورى بدأت باستفتاء على تعديلات فى الدستور ومروراً بإجراء انتخابات مجلسى الشعب والشورى وانتهاء بانتخابات الرئاسة... إلا أن مرحلة التحول الديمقراطى شهدت ولاتزال حتى كتابة هذه السطور تشهد ممارسات خاطئة جداً تظهر تحديداً التيار الإسلامى المسيطر على البرلمان بمظهر مشوه.. والولاياتالمتحدة ضمن مخططها «الصهيو أمريكى» يدعو إلى تشويه صورة الإسلاميين ويدعم كل موقف غير طبيعى لهم ويؤجج نار الفتنة بين هؤلاء وباقى أفراد الشعب المصرى.. ولو قلت إن أمريكا تساعد التيار الإسلامى السياسى للصعود لا أكون مبالغاً، بهدف تشويهه فيما بعد، وتدعيمه لإحداث المزيد من الفتن والاضطراب داخل المجتمع المصرى.. وما هدف أمريكا من ذلك؟!.. إنها تقصد هنا جر مصر إلى حرب مع إسرائيل، قد تكون مصر غير مستعدة لها فى هذا التوقيت، وما قول رجل مثل صفوت حجازى بأن «الإخوان» فى مصر يعتزمون قيام الولاياتالمتحدة العربية وعاصمتها القدس إلا نوع من تأجيج الصراع أولاً داخل مصر، ثانياً مع إسرائيل وأمريكا.. وليس معنى ذلك أننى أقبل بالخنوع أو الاستسلام، لكن الواقع لو تم تحليله تجد أن جماعة «الإخوان المسلمين تجر البلاد إلى مشاكل كبرى هى فى الأساس رغبة أمريكية إسرائيلية، ونحن غير مستعدين لها ولم نعد بعد العدة لذلك. مصلحة أمريكا الكبرى أن تحارب التيارات الإسلامية، وتهديداتها المستمرة بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، لن تقدر أمريكا على تنفيذها لعوامل كثيرة، أول هذه العوامل وأهمها على الاطلاق أن أمريكا ستكون الخاسر الأول فيها، ليس لأن إيران تتفوق عليها عسكرياً وإنما لأن ضرب إيران يعنى مزيداً من التدهور الاقتصادى للولايات المتحدة، وهى الآن فى ظل ظروفها الراهنة لاتقوى على تحمل أية خسائر فى اقتصادياتها.. يبقى إذن أن تقوم إسرائيل بتوجيه هذه الضربة إلى إيران، ولن تقدر إسرائيل أيضاً لأن التأثير المباشر الإيرانى بإغلاق مضيق هرمز فى حالة هذه الضربة سيعود بالأثر السيئ على أمريكا، بعد تعطيل وصول البترول إلى الولاياتالمتحدة... يبقى أن تنفيذ أمريكا وإسرائيل خطتهما الجهنمية عن طريق مصر، وهو يدخل ضمن مشروع التقسيم الذى وضعه المشروع «الصهيو أمريكى» ضد البلاد ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا سادت الفوضى والاضطراب فى مصر، وإظهار الغلبة للتيار الدينى وكشف مساوئه حتى يتم إحداث فتنة تكون ذريعة للتدخل فى شئون البلاد... ولذلك تلعب دولة قطر دوراً محورياً ورئيسياً فى كارثة المخطط الصهيو أمريكى، وتقوم بمساعدة التيار الدينى جهاراً نهاراً بكل ما أوتيت من سبل المساعدة، ليس طبعاً لسواد عيون «الجماعة» وإنما تنفيذاً لتعليمات أمريكا وإسرائيل. بات على الشعب المصرى أن يدرك هذه الحقائق، وعلى أنصار التيار الإسلامى أن يستوعبوا الأمر ويستشعروا وطنيتهم، لتفويت الفرصة على إسرائيل التى تسعى فى المقام الأول إلى حرب على مصر، وتحديداً تنفيذ مشروع التقسيم واحتلال شرق الدلتا طبقاً للمخطط الصهيونى وطبقاً لما ورد فى بروتوكولات حكماء صهيون من النيل إلى الفرات حرب إيران لن يتم إلا بوجود فوضى واضطراب فى مصر وجرها إلى حرب مع إسرائيل.. فهل يفهم التيار الدينى هذه الحقائق.. أم أن التكالب على السلطة أعماه؟!.. وساعتها لن تكون هناك سلطة ولا يحزنون.