وزير هادئ يعى حجم الكلمات التى تخرج منه تمامًا، يتناول الأساليب السلسلة والدبلوماسية التى أهلته ان يكون محل ثقة واهتمام المسئولين كى يظل حاضرًا رسميًا بالإعلام وآرائه الدبلوماسية ليؤهله تاريخه الزخم الى ترشحه لتولى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلفًا للدكتور نبيل العربى عقب توليه منصب وزير خارجية مصر. وقد أختير أبو الغيط كأمين عام للجامعة العربية وهى مهمة جديدة في مسيرته بالعمل الدبلوماسي الذي بدأها منذ 1965، حيث جاء انتخابه ليكون الأمين الثامن للجامعة، وتم اختياره بحسب المادة الثانية عشرة من ميثاق جامعة الدول العربية، بتعيين أمين عام للجامعة بموافقة ثلثي أعضائها. وافق مجلس وزراء الخارجية العرب فى دورته غير العادية، اليوم الخميس اول مارس 2016، على تعيين وزير الخارجية المصرى الأسبق، أحمد أبو الغيط أمينًا عامًا لجامعة الدول بالإجماع، خلفًا للدكتور نبيل العربى الأمين العام الحالى. وكان الاجتماع التشاورى لوزراء الخارجية العرب لترشيح الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية قد شهد اعتراض قطر على أحمد أبوالغيط، فيما طالبت السودان بتدوير المنصب، وتحفظت على أبو الغيط. دبلوماسية العقد الثالث ولد أحمد أبو الغيط في 12 يونيو من عام 1942، وعام 1964 حصل على بكالوريوس تجارة في جامعة عين شمس، ثم التحق بوزارة الخارجية عام 1965، وعين عام 1968 حتى عام 1972 سكرتيرًا ثالثًا في سفارة مصر بقبرص، ثم عين عضوًا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي. ثم عين سكرتيرًا ثانيًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، وفي عام 1974 ، ثم رقي إلى سكرتير أول، وفي عام 1977 عين سكرتير أول لمكتب وزير الخارجية، وفي عام 1979 عين مستشارًا سياسيًا بالسفارة المصرية بموسكو، وفي عام 1982 أعيد إلى الوزارة وعين بمنصب المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفي عام 1984 عين مستشارًا سياسيًا خاصًا لدى رئيس الوزراء. وفى عام 1985 عين مستشارًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، وفي عام 1987 عين مندوبًا مناوبًا لمصر لدى الأممالمتحدة، ثم عام 1989 عين بمنصب السكرتير السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفي عام 1991 عين مديرًا لمكتب الوزير. عام 1992 سفيرًا لمصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلًا لمصر لدى منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، وخلال عام 1996 عين مساعدًا لوزير الخارجية، وفي عام 1999 عين بمنصب مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة، ثم في يوليو من عام 2004 عين وزيرًا للخارجية ليخلف أحمد ماهر بالمنصب. وقد شغل أبو الغيط منصب وزير الخارجية منذ يوليو 2004 حتى مارس 2011، ليستمر في منصبه لفترة بعد اندلاع ثورة 25 يناير بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن حكم البلاد. فيما شهدت فترة تولي أبو الغيط، العديد من الأحداث الهامة كان أبرزها: الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، من الفترة 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009، وهي عملية عسكرية ممتدة شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين. وقد جاءت هذه العملية عقب انتهاء تهدئة دامت 6 أشهر كان قد تم التوصل إليها بين حركة حماس من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، برعاية مصرية في يونيو 2008، وخرقت التهدئة من قبل الجانب الإسرائيلي وعدم التزامه باستحقاقاته من التهدئة من حيث رفع الحصار الذي يفرضه على القطاع وبالتالي عدم قبول حماس لتمديد التهدئة. أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية في حينها، قام بلوم حماس، وحملها مسؤولية ما يحدث في غزة، وقال في تصريح له: إن «مصر قامت بتحذير حماس منذ فترة طويلة بأن إسرائيل ستقوم بالرد بهذا الأسلوب» مضيفا: «فليتحمل اللوم هؤلاء الذين لم يولوا هذا التنبيه أهمية»، في إشارة إلى حركة حماس . مذكرات شهاداتى حرص أبو الغيط، منذ 5 أعوام، على طرح مذكراته في كتاب أسماه "شهادتي"، وقدم خلال تمهيدية الكتاب عددا من التساؤلات التي كان منها: كيف كان أسلوب اتخاذ القرار في مصر وقت حكم مبارك؟ ما حقيقة تراجع الدور المصري وتأثيره في المنطقة والعالم؟ هل تخلى نظام مبارك عن مسلمات السياسة الخارجية المصرية في بؤر التوتر والصراع لأطراف أخرى لاعبة؟ ما حقيقة ما حدث في مصر في الأيام الأخيرة لحكم الرئيس المصري السابق؟ ماذا قال عمر سليمان عن محاولة اغتياله قبل تنحى مبارك؟ ويضم الكتاب في مجمله العديد من التساؤلات الأخرى التي جاءت في سياق السياسة المصرية إبان حكم مبارك، والتي يحاول أبو الغيط الإجابة عنها من خلال ما تضمنه الكتاب من إجابات على ما قدمه المؤلف من تساؤلات، مقدما شهادته عما عاصره من أحداث ومواقف، وما تعامل فيه من ملفات الخارجية المصرية، بالإضافة لما عايشه من أحداث في الأيام الأخيرة لعهد الرئيس المصري السابق.