إذا عزمت على الإدلاء بصوتك وذهبت لأقرب لجنة انتخابية ربما تجدين تجمعا من الأولاد والشباب في المقدمة يمنعوك من المرور بسدهم للطريق أمامك، وربما أثناء مرورك تجدين من يجذب حجابك، أو يحاول الاقتراب منك، أو ربما ينظر إليك نظرة ترتعبين منها لأنها تأتى من رجل يحمل لك كل الغدر، وربما يحدث ما هو أسوأ من ذلك كله وتقعين فريسة بين أرجلهم، عندها لن ينقذك منهم إلا العناية الإلهية. لذا من الأفضل لك أن تقرئي معنا الخطوات التالية التي تساعدك في الوصول للجنتك الانتخابية بسلام، والنجاة من محترفي التحرش المأجورين من قبل بعض المرشحين الذين يريدون إبعاد النساء والفتيات عن لجان بعينها حتى يضمنوا عدم ذهاب أصواتهن لمرشح آخر. استعدي جيدا - أولا وقبل الذهاب للجان الاقتراع عليك بالآتي: * ارتداء الملابس المناسبة التي يصعب تمزيقها أو رفعها بسهولة، كالبنطال الجينز، والبلوزات الطويلة التي تغطي الجسم جيدا. • الاحتفاظ في شنطة اليد ببعض الأسلحة المشروعة ك"بخاخة الفلفل" أو "الصاعق الكهربائي"، أو "دبوس الطرحة"، أو أي شيء غير مخالف للقانون. - ثانيا يجب أن تستعدي نفسيا لما قد يحدث لك، وأن تعلمي أن التعرض للتحرش ممكن الحدوث، وبالتالي لا تمنعك الصدمة من التصرف بسرعة. - ليس معنى أن تكوني مستعدة نفسيا أن تكون متحفزة "زيادة عن اللزوم"، فالتوازن النفسي مطلوب، فلا تذهبي للانتخابات وأنت منفعلة وفي حالة ترقب من أي شخص يقترب منك، فربما تظلمين أحدا باتهامه بالتحرش جزافا لأنك تخيلت ذلك. - توخي الحذر أثناء ذهابك للانتخاب، دون أن ترتابي بشكل مبالغ فيه فيظهر عليك القلق والخوف، وبالتالي تكوني فريسة سهلة إذا تواجدت في مكان يسهل التحرش بك فيه. - حاولي التعرف على مواعيد اللجان الانتخابية، وتجنبي وقت الذروة الذي يشتد فيه الزحام على اللجان، قد يكون التواجد باكرا أو قبل الانتهاء بقليل هو الأنسب للنساء والفتيات. - تجنبي الذهاب بشكل فردي، فالذهاب في مجموعة مكونة مما لا يقل عن 5 فتيات هو الأفضل، وبالتالي يمكن التنسيق مع الجيران أو زميلات العمل أو الدراسة للذهاب سويا، فهذه المجموعات تمثل جزءا كبيرا من الحماية. اطلبي الحماية - إذا كان في الإمكان التنسيق مع حزب أو مرشح معين ممن سيتم انتخابهم ليتولوا مسئولية حماية هؤلاء الفتيات وعدم تعرضهن لأي محاولات تحرش أو مضايقات من أي نوع، يكون أفضل بكثير. - إذا تعذر ذلك، من الممكن التنسيق مع بعض الشباب من الجيران أو زملاء الدراسة أو العمل للذهاب مع مجموعة الفتيات للانتخاب، المهم التأكد من التواجد في حيز مجموعة من الرجال المعروفين والمحترمين والموثوق بهم. - عند الذهاب إلى مكان الاقتراع، يجب تفقد المكان "من بعيد" جيدا قبل الدخول وملاحظة ماذا يحدث، هل المكان مزدحم أم غير مزدحم، وتحين الفرصة المناسبة للدخول. هروب إيجابي بالإضافة لاستراتيجية التفادي السابقة، تدلنا أميرة بدران ،المستشارة الاجتماعية والأخصائية النفسية، على المزيد من الاستراتيجيات المفيدة التي يجب أن تتبعها الفتاة الذاهبة للاقتراع فتقول: - إتباع "إستراتيجية الهروب الايجابي" هام جدا لك بعد الخطوات السابقة، بمعنى أنه في حال تم تعرضك لموقف المتحرش بها أو عرفت أنك ستقعين فريسة لأحدهم، تحاشي ذلك بسرعة من خلال التالي: * إذا لاحظت اقتراب أحدهم منك من بعيد، حاولي الابتعاد قدر الإمكان واللجوء لمكان آمن. * اطلبي من أحد ممن تتوسمين فيه الخير أو المروءة أن يتحرك لتقفي مكانه، ولا مانع من أن توصليه رسالة موجزة بأنك تتعرضين لمشكلة وهو سيفهم ويساعد في الأغلب. * حاولي الاقتراب من مكان يتواجد فيه النساء بكثرة للاحتماء بينهن. * المتحرش في أغلب الحالات يكون جبانا فيتراجع عند أول بادرة رفض أو تهديد، ولكن إذا لم يرتدع اخرجي من المكان كليا وبسرعة. المواجهة الأخيرة - وأخيرا إذا عرفت أن هناك محاولة تحرش لا محالة فيجب إتباع "إستراتيجية المواجهة"، والمواجهة لها درجات كالتالي: * النظرات الغاضبة والثاقبة والحاسمة والعميقة، فإذا اقترب أحدهم وجهي له رسالة قوية من خلال نظراتك بما يوحي له أنك في موقف قوي وأنك لست فريسة سهلة، فهذا يردع المتحرش فما يحركه بشكل أساسي هو شعوره بخوف الفريسة. * إذا لم تُجدي نظراتك نفعا ولم تردعه، أعلني رفضك بكلمات قليلة ومحددة، دون الدخول في نقاش معه. - لا ترفعي صوتك ولا تستخدمي كلمات جارحة أثناء تحذيرك إياه. - لا تقولي له من فضلك أو لو سمحت أو أي كلمات من هذا القبيل، ولا تفتحي معه مجالا للمناقشة، فلا تجيبي على أية أسئلة له ولا توجهي إليه بدورك أي سؤال. * لا تصرخي فجأة ولكن أعلي من صوتك بالتدريج حتى يفهم أنك غير خائفة ولا مهزوزة، فإما يبتعد هو أو يتدخل آخر للنجدة أو المساعدة. * إذا فشل كل ذلك أخرجي أدوات الحماية الخاصة بك-والتي تكون غير حادة جدا- كالدبوس مثلا، أو حاولي "قرصه" أعلى الكوع لأنه مكان مؤلم جدا. - التشابك بالأيدي مع مثل هؤلاء الرجال من المتحرشين غير مفيد، لأن ذلك سيلهي الناس عن الهدف الذي حضروا من أجله وهو الانتخاب، وبالتالي سيحدث التشويش المطلوب وينجح هدف البعض في الابتعاد عن التصويت في هذا المكان. وفي النهاية ننصحك بالحذر ليس من الرجال المتحرشين فقط، بل من النساء المتحرشات أيضا، حيث يتواجد بكثرة حول لجان الانتخاب نموذج المرأة البلطجية المتحرشة، خالتي فرنسا، والتي تبعد الناس عن الانتخابات مقابل أجر مدفوع لها، وقد تكررت هذه الأحداث بالفعل في معظم الانتخابات السابقة.