كشف تقرير الطب الشرعى الأولى، فى واقعة إلقاء حداد بأبنائه الثلاثة فى النيل بمنطقة الساحل، ثم انتحاره بإلقاء نفسه هو الآخر أن الوفاة حدثت نتيجة إسفكسيا الغرق، مشيرًا إلى عدم وجود آثار عنف، أو اعتداء ظاهر على الجثامين. فيما كشفت تحقيقات النيابة العامة أن الحداد انتحر والقى أبناءه الثلاثة فى النيل بسبب أزمة نفسية دفعت الأب إلى ارتكاب فعلته، نتيجة إصابته بعجز جسدى، ثم تعرضه للخلع من زوجته، بالإضافة إلى رفض الأم العودة إلى منزل الزوجية، أو تسلم الأبناء لتربيتهم، فى ظل عدم قدرته على رعايتهم. وأشارت التحقيقات إلى أن الأب المنتحر نشبت بينه وزوجته خلافات فى رمضان الماضى، تطورت إلى رفع قضية «خلع»، كسبتها الزوجة، وسط محاولات من الضحية إعادتها إلى منزل الزوجية، من أجل مراعاة الأطفال، لكنها انتهت برفضها. وتبين أن الأب تعرض لضغوط نفسية شديدة، لعدم قدرته على تربية الأبناء، فى ظل رفض والدتهم العودة إلى البيت، فقرر التخلص من أبنائه، بأن اصطحبهم لكوبرى الساحل أعلى نهر النيل، وألقاهم واحدًا تلو الآخر فى النهر، ثم ألقى بنفسه خلفهم. وقالت شقيقة الأب المنتحر، أمام النيابة، إن زوجة أخيها هجرت منزل الزوجية، وأقامت دعوى خلع، بدعوى مكوث الزوج فى المنزل، إثر إصابته بعجز خلال العمل. وأضافت أن الزوج طلب من طليقته أكثر من مرة، تسلم الأطفال لتربيتهم، فى ظل عدم قدرته على رعايتهم، لكنها كانت ترفض وتتهرب من ذلك. وأوضحت أن الزوج كان يعانى منذ فترة من مرض نفسى، ويتعاطى مخدر «أبتريل»، وهو السبب الرئيسى فى عدم وعيه لتصرفاته الغريبة التى لاحظها كل من حوله خلال الفترة الماضية. وأجرى وكلاء بنيابتى قسم إمبابة والوراق، مناظرة لجثتى الأب وأحد أطفاله، وأسفرت عن أن الأول يرتدى «بنطلون وتيشرت أسود»، وقد عثر على جثته أمام مقر المسطحات فى إمبابة، و«محمد»، 8 سنوات، يرتدى زيًا كحلى، واستخرجت جثته من أمام مقر شركة الكهرباء بالوراق، فيما ناظرت نيابة الساحل جثتى «ملك»، 7 سنوات، وعثر عليها أسفل كوبرى الساحل، و«عمرو»، 10 سنوات، وانتشلت جثته بنطاق منطقة روض الفرج. وكانت شرطة النجدة قد تلقت بلاغًا بالعثور على جثة «عيد.ا.ع»، 43 سنة، طافية فى نطاق دائرة قسم إمبابة، بالإضافة إلى جثة طفل عمره 7 سنوات، بمنطقة جزيرة الوراق، إلى جانب جثتى طفلين آخرين بمنطقة الساحل، أحدهما عمره 8 سنوات.
