فاز مشروع يهدف لمكافحة ظاهرة التحرش الجنسي في مصر بجائزة دولية تمنح لأفضل موقع الكتروني يستخدم التكنولوجيا في خدمة القضايا الاجتماعية. وحصل موقع "خريطة التحرش الجنسي في مصر" على جائرة "البوبز" الدولية لعام 2012 التي تمنحها إذاعة "دويتش فيلا" الألمانية. ويستخدم المشروع خدمة الرسائل النصية القصيرة من خلال الهاتف المحمول، والتي يتم إرسالها من المتضررة فور التعرض للتحرش إلى موقع "خريطة التحرش الجنسي"، مما يؤدي عبر تقنية حديثة على الموقع إلى تحديد مكان صاحبة الرسالة فورا ومن ثم إبلاغ الشرطة بالواقعة فضلا عن توجه متطوعين إليها لحمايتها. وتقول "إنجي غزلان" إحدى مؤسسي المشروع: لجأنا لاستخدام خدمة الرسائل النصية SMS لتوفير وسيلة سرية للإبلاغ عن وقائع التحرش في أقرب وقت أو حال وقوعها. وأضافت غزلان بحماس: استطعنا خلال عامين من عملنا أن نكون أداة لتسليط الضوء على خطورة وانتشار هذه المشكلة. وحول آلية عمل الموقع، تشرح غزلان: الموقع صنف أشكال التحرش الجنسي إلى: "لمس، بسبسة (همس)، النظرة المتفحصة للجسد، تعليقات، متابعة أو ملاحقة، معاكسة تليفونية، كشف عن أعضاء جسدية، اقتراحات جنسية، تعبيرات بالوجه، الاغتصاب وهتك العرض". وتم تمييز كل شكل من أشكال التحرش هذه بلون معين على الخريطة المحدد بها كل المناطق بمصر، ويحدد اللون عدد المرات التي وقعت فيها حادثة تحرش على الخريطة. وتضيف غزلان أن المشروع سيعقد غدا "الخميس" ندوة بعنوان "التحرش الجنسي بين خطاب الحماية وحقوق النساء"، بهدف عرض خبرات مجموعة من الفتيات قمن بفتح حوار على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لشرح ما تعانيه النساء في الشارع والأماكن العامة من تحرش جنسي. يذكر أن هذه التغريدات أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وجاءت بردود فعل متباينة وانتقلت أصداؤها لبعض المواقع الإلكترونية التي شهدت ردودا من بعض الشباب اعترافا منهم بأنهم متحرشون، وكرد فعل ظهرت عدد من المبادرات مثل: "أنا متحرش إذا أنا حيوان" و"احمها بدلا من أن تتحرش بها". وأشارت دراسة أجراها المركز المصري لحقوق المرأة في 2010 إلى أن 83% من النساء المصريات، و98% من الأجنبيات تعرضن لتحرشات مختلفة مثل اللمس والكلام أو الملاحقة وغيرها.