اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن مصر باتت الآن تتذوق طعم الديمقراطية التى كافحت من أجلها، خاصة بعد أن عرفت مذاق أول مناظرة تليفزيونية في سباق الانتخابات الرئاسية. وذكرت الصحيفة -فى سياق تقرير بثته اليوم الإثنين على موقعها الإلكترونى - أن مثل هذه اللحظة حدثت يوم الخميس الماضى عندما تواجه مرشحان بارزان لمنصب الرئاسة فى مصر - عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الإسلامى المعتدل - فى مناظرة تليفزيونية محتدمة امتدت لأربع ساعات. وأشارت الصحيفة "إلى أن المشاهدين تعرفوا على عالم جديد من سياسة قذرة إلى حد ما لكن شفافة حيث كانت هناك تصريحات متبادلة لاذعة فى الأثناء التى كان يحاول فيها كل من المرشحين تشويه الآخر عن طريق العودة للماضى من أجل البحث عن أمور مثيرة للجدل قد تلطخ صورته خلال الحملة". وقالت الصحيفة "إنه بالفعل كان هناك الكثير في هذه المناظرة من المواقف الغامضة إلى جانب التهرب أحيانًا من الإجابة أو تقديم أنصاف أجوبة، لكن الملايين من المصريين الذين شاهدوا المناظرة لم تتح لهم على الرغم من ذلك فرصة المقارنة واتخاذ قرار باختيار على أساس أكثر اطلاعًا". وأضافت "أنه بينما دفع موسى بموقف متشدد تجاه الإسلاميين، قام أبو الفتوح بتذكيره بأنه منذ أشهر قليلة فقط صوت المصريون بشكل ساحق للأحزاب الإسلامية التى تسيطر الآن على نسبة 70 فى المائة تقريبًا من البرلمان". وأوضحت الصحيفة أنه من الصعب حقًا تخيل - على المدى القصير - ألا تظهر سياسة الإسلاميين بشكل بارز فى مصر الجديدة.
