لم تخطئ كلمات قصيدة الشاعرة سعاد الصباح: "كم جميل لو بقينا أصدقاء" في لوم الصديق على انجذابه العاطفي لصديقته، هذا الانجذاب الذى على مايبدو هو الضريبة الأكبر في الصداقات بين الجنسين بحسب دراسة حديثة. فقد أثبتت دراسة حديثة للصداقات بين الجنسين شملت 400 بالغًا بين 18 و 52 من العمر أن الانجذاب بين الأصدقاء من الجنسين شائع لكنه مضرٌ كذلك، فكلما ازداد انجذاب الشخص لصديقه من الجنس الآخر، كلما ازداد عدم رضاه عن علاقته العاطفية التي يعيشها مع شريكه. وتقول الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة: "بناء على البيانات التي بين أيدينا، أستطيع القول إن معظم الصداقات بين الجنسين تحتوي على مستوى ضعيف على الأقل من الانجذاب، وإذا كان هذا الانجذاب من طرف صديق أكثر من الطرف الآخر فإنه من المرجح أن يكون من جهة الرجل". هذا البحث الذي نشر فيthe Journal of Social and Personal Relationships" "، أظهرت نتائجه أن انجذاب الرجال إلى صديقاتهم يحدث بشكل أكبر من النساء، وكذلك بالغ الرجال بتقييم مستوى انجذاب صديقاتهم لهم بينما على العكس قللت النساء من أهمية الانجذاب الذي يكنه لهن أصدقاؤهن، كما أظهر الرجال رغبة أكبر في أخذ صديقاتهم إلى موعد رومانسي. وتعقب الباحثة الرئيسية في الدراسة على ذلك بقولها: "على ما يبدو فإن الانجذاب الجنسي بين الصديقين من مساوئ الصداقة مع الجنس الآخر لكن الناس يرغبون بأخذ هذه الخطوة بسيئاتها وحسناتها لأنهم يشعرون بالرضا عن هذه الصداقات". كما أظهرت النتائج أن الناس الذين كانوا يعيشون علاقات عاطفية جدية لم يشيروا إلى الانجذاب إلى أصدقائهم من الجنس الآخر، بينما في المجموعة صغيرة العمر وخصوصا لدى الذكور فإنه كلما ازداد انجذابهم نحو صديقاتهم كلما قل ّرضاهم عن علاقتهم العاطفية. ولايزال تأثير الصداقات بين الجنسين على حياتهم العاطفية بحاجة إلى دراسات معمقة بشكل أكبر لأنه على ما يبدو فإن معظم الناس تعي وجود خطر من الصداقة بين الجنسين لكنهم مازالوا يؤمنون بأن الفوائد التي يجنوها من تلك الصداقات تفوق ما يخسرونه بكثير. وقد بحثت إحدى الدراسات السابقة في أهم تلك الفوائد التي يجنيها الناس من وجود صديق لديهم من الجنس الآخر، وكان أبرزها عدم الشعور بالوحدة والقدرة على التحدث بانفتاح إلى شخص ما وزيادة الثقة بالنفس ومعرفة معلومات أكثر عن الجنس الآخر، بينما أظهرت ذات الدراسة أن من مساوئ وجود صديق من الجنس الآخر هو الانجذاب من طرف دون الآخر والشعور بالإلزام لمساعدة الصديق في بعض المواقف وكذلك الشعور بالنقص حيث يشعر الصديق أنه ليس جيدا بما يكفي ليختاره الطرف الآخر كحبيب له.