كتبت- نرمين عِشرة: حالة من العبس والتجهم تسود أوجه أولياء الأمور مع تأهبهم لبداية العام الدراسي الجديد؛ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها في ظل غلاء أسعار جميع الأدوات المدرسية. ولجأ أولياء الأمور إلى عدة حيل لتلاشي الأزمة الاقتصادية من خلال إعادة استخدام الأدوات والشنط السابقة، أو الذهاب إلى الأسواق الشعبية ومحال الجملة لشراء الأدوات المدرسية منها، إلا أن البعض لايزال يعاني لتواجد أكثر من ابن في المدرسة مع كثرة مطالب المعلمين. واشتكى أولياء الأمور من طلبات المعلمين طوال العام الدراسي ما يحملهم عبئا ثقيلًا ويكلفهم مبالغ طائلة بجانب مصاريف المدرسة والزي المدرسي والحقيبة والأدوات الأساسية التي أصبحت حملا ثقيلا على كاهلهم في ظل غلاء الأسعار. ورصدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، غلاء أسعار الأدوات المدرسية في أحد المتاجر المعروفة، موجهة النصح لأولياء الأمور بشراء الأدوات رخيصة الثمن والبعد عن "الماركات"، مشيرة إلى أن "البراية" بلغت 50 جنيها، والألوان 165 جنيها، في حين وصلت أسعار زجاجات المياه إلى نحو 600 جنيه. وطالبت عبير المعلمين بعدم المغالاة في الطلبات والاكتفاء بما هو ضروري ومراعاة ظروف أولياء الأمور الاقتصادية، ولمساعدتهم في مكافحة جشع التجار. وذكرت نورا علي، ولية أمر، أن لديها ولدين في المدارس وبنت في رياض الأطفال وأنها فوجئت بأسعار الشنط المدرسية التي تصل إلى 800 جنيه، فضلا عن تضاعف أسعار الأدوات المدرسية مع كثرة طلبات المعلمين من كشاكيل كبيرة و"سكيتشات" وألوان من نوع غالي الثمن. وأشارت نورا إلى أنها عندما ذهبت للمكتبات لشراء الأدوات المدرسية الأساسية فقط دفعت نحو 600 جنيه، في حين أنها لم تشتر بعد ما يطلبه المعلمين للأنشطة وغيرها من الطلبات المعتادة سنويًا. واستنكر عبد الله فتحي، ولي أمر، الطلبات المبالغ فيها من المدارس من لوحات وأوراق طباعة وأدوات تزيين وتنظيف وأقلام السبورة بجانب الأدوات الأساسية المتمثلة في الكراسات والكشاكيل والأقلام والألوان، المطلوبة بأنواع معينة ما يزيد من الأعباء المادية عليهم. وأضاف فتحي أنه تشاجر مع زوجته بعد سماعه المبلغ الذي طلبته لشراء الأدوات المدرسية، قائلا: "كفاية علينا المصروفات المرتفعة والملابس المدرسية.. هجيبلهم منين؟! أنا مش قاعد على بنك". ونصحت إنجي مصطفى، ولي أمر، بشراء الأدوات من محال الجملة بأسعار مخفضّة والبعد من الماركات عالية السعر وشراء الكراسات الصغيرة لأن المدرسين عادة يطلبون كراسات جديدة في الفصل الدراسي الثاني وتبقى نصف الكراسة فارغة. ودعت إلى حملة لإعادة تدوير الأدوات السابقة واستخدامها مرة أخرى دون حرج لمكافحة الغلاء، مشيرة إلى أنها لم تستطع شراء شنط مدرسية وقامت بإصلاح الشنط القديمة، ونظفت "البرايات" و"الأستيكات" والأقلام القديمة لتظهر كما الجديدة ليستخدمها أولادها هذا العام. وأعرب حازم إسماعيل، ولي أمر، عن استيائه من غلاء أسعار الأدوات المدرسية الذي دفعه إلى اللجوء لمعارض وزارة الداخلية للشراء منها بسعر مخفّض.