تحت عنوان "الأممالمتحدة لم تعد تثق في وعود الأسد"، سلطت صحيفة "تليجراف" البريطانية الضوء على القرار الذي اتخذه مجلس الأمن امس السبت بشأن السماح بنشر ما يصل إلى 30 مراقبا غير مسلحين لمراقبة عملية وقف إطلاق النار التي انتهكها الرئيس السورى "بشار الأسد" في سوريا. ووصفت الصحيفة هذا القرار "بالصائب" لاسيما بعد عدم التزام قوات الرئيس السوري بالهدنة التي أطلقها "كوفي انان" المبعوث الخاص للأمم المتحدة حول وقف إطلاق النار على المعارضين، بل ازداد الأمر سوءا وضاعفت قواته عمليات القصف مما أسفر عن زيادة حصيلة القتلى في البلاد. واعتبرت الصحيفة القرار الذي اتخذه مجلس الأمن هو الأول من نوعه الذي وافقت عليه الدول الأعضاء بالاجماع، منذ بدأ الانتفاضة المناهضة للحكومة السورية المستبدة والتي بدأت قبل 13 شهر. ويأتي هذا القرار بعد موافقة روسيا والصين اللتان قد استخدمتا حق "الفيتو" مرتين ضد قرارات مجلس الأمن التي تدين أعمال العنف والاعتداءات التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتظاهرين المعارضين لحكمه والتي أودت بحياة الآلاف من المدنيين. ومن جانبه، صرح "بان كي مون" الأمين العام للأمم المتحدة في بيان له "سوف يتم إرسال فريق من المراقبين إلى سوريا لرصد عملية وقف إطلاق النار هناك، وأنه سيعمل على تقديم مقترحات بحلول يوم الأربعاء المقبل بشأن بعثة مراقبة كاملة والتي سوف يصل عددها إلى 250 مراقبا." وأضافت الصحيفة أن الأممالمتحدة لم تتخذ تلك الإجراءات إلا بعد أن أسفرت عمليات العنف عن مقتل ما لا يقل عن 9 ألاف شخص منذ اندلاع الإنتفاضة وما زال العدد في ازدياد مستمر. في حين ألقت السلطات السورية اللوم على مجموعة من المسلحين الممولين من الخارج الذين ينفذون عمليات ارهابية، أودت بحياة أكثر من 2500 من الجنود وأفراد الشرطة. وفي نفس السياق، دعا "مارك ليال جرانت"، السفير البريطاني لدى الاممالمتحدة، الرئيس السورى إلى التنحي، وقال يجب إن يكون هناك بداية لحوار سياسي يؤدي إلى التحول السياسي وإدخال نظام ديمقراطي تعددي في سوريا.