عادت طبول الحرب فى السودان بدولتيه الشمال والجنوب المنفصل لتدق بقوة ، لتنذر بحرب شامله مدمرة وليس مجرد حرب محدوده على منطقتى النفط «هيجليج» او «أبيي» ، فقد شن الجيش السوداني هجوما مضادا لاستعادة منطقة «هيجليج» والتى استولت عليها دولت الجنوب يوم الثلاثاء الماضى ، واعلن المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد «الصوارمي خالد سعد» ان الموقف في «هيجليج» سيحسم خلال ساعات معتبرا ان «خطط جنوب السودان الرامية للسيطرة على كل ولاية جنوب كردفان قد فشلت. ودعا «الصوارمى» المجتمع الدولي فى نفس الوقت الى التحرك لوقف القتال الذي بدأ الثلاثاء الماضى بقصف مدفعي وجوي على جنوب السودان ، اعقبه اعلان دولة جنوب السودان سيطرتها على منطقة «هيجليج» بعد طرد الجيش السوداني منها ، وفى نفس الوقت اكد متحدث باسم جيش جنوب السودان ان جيشه ما زال يسيطر على «هيجليج» على الرغم من الهجوم الذى شنته الخرطوم لاستعادة المنطقة الواقعة على الحدود بين الدولتين ، وقال الكولونيل «فيليب اجير» ان قوات جنوب السودان صدت عناصر للجيش السوداني في قرية «كيليت» التي تبعد حوالى 40 كلم عن «هيجليج» ، واضاف ان الجيش الشعبي لتحرير السودان ما زال يسيطر على «هيجليج»، مشيرا الى ان الخرطوم قصفت امس السبت المناطق الحدودية في «جاو وباناكواش» في ولاية الوحدة شمال اراضي جنوب السودان. وقد ادى تصعيد الصراع العسكرى بين شقى السودان الى ترنح اتفاق «سلام نيفاشا» الموقع بين الجانبين عام 2005 مع تزايد احتمالات الحرب الشاملة التى اشعلها الصراع على منطقة «هيجليج» بعد المرور بمرحلة حرب باردة بين دولتي شمال وجنوب السودان تصاعدت حدتها سخونة باعتداء قوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان على المنطقة ، وهو أكبر تصادم بين الشقيقتين منذ إعلان انفصال الجنوب في يوليو من العام الماضي ، فضلا عن تبادل الجانبين الاتهامات فيما بينهما بشأن دعم حركات التمرد على حدودهما منذ إعلان الانفصال . وتعد «هيجليج» وايضا «ابيى» تلك المنطقة الغنية ايضا بالنفط، ضمن ملفات شائكة بين الدولتين بمثابة القشة التي قد قصمت ظهر البعير في الصراع السوداني، حيث تدعى دولة جنوب السودان تبعية منطقة «هيجليج» إلى أراضيها، فيما يرفض الشمال ، ويبدو ان الشمال يكسب بعض الدعم الدولي في نزاعه مع الجنوب، وكذلك تعاطف الاتحاد الافريقي الذى دعا جنوب السودان الى سحب فوري وغير مشروط لقواته من منطقة «هيجليج»، بينما يتمسك الجنوب بانتزاع حقه فيا لمناطق النفطية، وترى بعض القوى الدولية ان الصراع على ثروات النفط لن يتم حله بالحرب بين الجانبين وتطالب بضرورة العودة للتفاوض وتحقيق تقدم حول الترتيبات الأمنية في مرحلة ما بعد الانفصال، بجانب وضع قواعد للمواطنة وعائدات النفط ، وذلك رغم وجود مؤشرات إلي ان بعضاً من قوى الغرب تغذى الصراع بين الجانبين لمصلحتها الخارجية.