كشفت المحللة السياسية فاطيما أبو الأسرار، عبر مقالها المنشور على صحيفة عرب نيوز، خطوات وضع اليمن على أول الطريق إلى السلام. وأوضحت المحللة في معرض رأيها، بالصحيفة السعودية الناطقة بالإنجليزية، أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن ، مارتن جريفيث قد أظهر تفاؤلاً غير عادي بعد رحلته التي استغرقت ثلاثة أيام إلى اليمن، حيث التقى القيادة الحوثية في صنعاء، ووصف محادثاته مع زعيم الميليشيا عبد المالك الحوثي بأنها "مثمرة وداعمة". وقد سبقت زيارة جريفيث إلى صنعاء اجتماعات مع المتحدث باسم الميليشيا في مسقط، وعُمان، ومع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن، وهي إجراءات دبلوماسية تخدف إلى هدفين، الأول: تفادي تصاعد النزاع في الحديدة، والثاني، ضمان قبول الفصائل اليمنية في المفاوضات السياسية التي يحاول مبعوث الأممالمتحدة إحياءها مجددًا. ومن وجهة نظر الكاتبة، فإن الجهود التي يبذلها المبعوث للتواصل مع جميع الأطراف المتحاربة جديرة بالثناء، إلا أن حماسه لفرص المفاوضات منفصلة عن حقائق الواقع، وقد يخاطر بالثقة اليمنية في عملية الأممالمتحدة. رأت المحللة أن جزءا من السبب وراء فشل العمليات التفاوضية الخارجية في اليمن باستمرار هو استبدال الوساطة القبلية المحلية غير الرسمية، بالآليات الدولية التي تعتبرها القوى القبلية في اليمن بلا جدوى، وأدى هذا إلى جعل المواجهات وعمليات الأممالمتحدة غير مقبولة من قبل ميليشيا الحوثي، التي تعد المفاوضات الرسمية تكتيكًا سياسيًا ضدهم وليس عملية فعلية، حيث إن الحوثيين يجتمعون مع كبار الشخصيات والمبعوثين الأجانب، ويناقشون الاتفاقيات والخطط، ويشاركون في الحوارات ليس لأنهم حريصون على عملية سياسية سلمية وديمقراطية، بل لأنه يخدم أجندتهم في المشاركة والمعرفة. اختتمت المحللة مقالها بأنه يجب على الأممالمتحدة أن تستمر في دفع جميع الأطراف اليمنية للتفاوض، ولكن مع الحرص على عدم تعزيز موقف ميليشيا الحوثي التي أضعفتها بالفعل من خلال منحها الشرعية الدولية وتجاهل انتهاكاتها على الأرض. اعتبرت المحللة أن ميليشيا الحوثي الشعبية والقوة التي كانت تتمتع بها في أدنى مستوياتها الأن، بسبب معارضة الأحزاب السياسية اليمنية لهم، حتى القبائل التي كانت تحالفت معهم، تهاجمهم الآن، بسبب تعرض الحوثيين للإهانة من قبل سياسات الحوثيين الطائفية والتمييزية على مدى السنوات الأربع الماضية. وشددت كاتبة المقال، على أنه يجب ألا تؤدي المحاولات المفرطة لاسترضاء الحوثيين إلى عزل عديد من فئات اليمنيين، والذي قد يؤدي إلى تحريض مجموعات أخرى على أن تحذو حذوها وأن تستخدم العنف للحصول على مقعد على طاولة المفاوضات.