محافظ قنا يقرر رفع كثافة فصول رياض الأطفال بجميع المدارس    خبراء: نظرة على المنطقة تكفي لإدراك كيف أنقذت ثورة يونيو مصر من التقسيم والفوضى    رئيس العاصمة الإدارية يبحث مع السفير طارق الأنصاري نقل السفارة القطرية للحي الدبلوماسي    حملات بيئية للتصدي لحرق المخلفات الزراعية والبيئية بالأقصر    عضو "طاقة النواب": مصر نجحت في عمل بنية تحتية جاذبة للاستثمار    محافظ المنيا يوجه بوضع آليات عاجلة والاستجابة الفورية لطلبات المواطنين    إطلاق برامج تدريبية مجانية على الخياطة والحاسب الآلي لسيدات جنوب سيناء    الوصيف: عقد عمومية اتحاد الغرف السياحية.. وبدء التصويت لانتخاب 6 أعضاء    آليات عسكرية إسرائيلية تقتحم قرية قصرة جنوب شرقي نابلس    الرئيس السيسى يحذر من توسع الصراع بالمنطقة خلال استقباله أورسولا فون دير لاين    سيراميكا كليوباترا يحذر طاقم التحكيم قبل مباراة الزمالك    الأهلى تعبان وكسبان! ..كولر يهاجم نظام الدورى.. وكهربا يعلن العصيان    فرص منتخب البرازيل في التأهل إلى ربع نهائي كوبا أمريكا    رد من فابريجاس على إمكانية تدريبه ل ريال مدريد    الزمالك: قراراتنا عن قناعة والكرة المصرية تعيش فسادا ماليا وإداريا    الأمن يكشف تفاصيل قيام شخص بالتعدي على آخر وترويع المواطنين بالشارع    رسائل عاجلة من التعليم بشأن امتحان الفيزياء لطلاب الثانوية العامة    ضحية إمام عاشور يطالب أحمد حسن بمليون جنيه.. و14 سبتمبر نظر الجنحة    بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو    نسرين طافش تنشر فيديو أثناء لعبها التنس.. والجمهور: "صباح النشاط"    مهرجان المسرح المصري يكرم الفنانة سلوى محمد على خلال دورته ال 17    صراع السينما المصرية على شباك التذاكر.. "أولاد رزق وبيت الروبي وصعيدي في الجامعة الأمريكية" أفلام حققت أرقامًا قياسية بالإيرادات.. والشناوي: السيناريو ونجم العمل من أهم أسباب النجاح    «صحة القليوبية» تعلن عن تشكيل فريق طوارئ متنقل لكبار السن    إصدار مليون و792 ألف شهادة صحية مؤمنة ب «رمز الاستجابة» للمقبلين على الزواج    سلمى أبوضيف: قصة حبي حصلت صدفة والضرب في "أعلى نسبة مشاهدة" حقيقي    بيل جيتس: الذكاء الاصطناعى يمكنه إنقاذ البشر من تغير المناخ والأمراض    مصر تدعو دول البريكس لإنشاء منطقة لوجستية لتخزين وتوزيع الحبوب    علامات مبكرة للذبحة الصدرية.. لا تتجاهلها واذهب للطبيب فورا    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    ماهو الفرق بين مصطلح ربانيون وربيون؟.. رمضان عبد الرازق يُجيب    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بذكرى 30 يونيو    بدءا من اليوم.. فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين    نقيب التمريض تؤكد: مجلس النقابة سيظل داعمًا للوطن وقيادته    الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني    أكرم القصاص: علاقات مصر والاتحاد الأوروبى تعتمد على الثقة وشهدت تطورا ملحوظا    الاتحاد الأوروبي يعلن توسيع العقوبات المفروضة على روسيا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الفريق أسامة ربيع: نسعى لتوطين الصناعات البحرية والصناعات الثقيلة وإعادة الريادة للترسانات الوطنية    «رأسه أكبر من المعتاد».. أم تلقي بابنها من الطابق الثاني    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل جواهرجي بولاق أبو العلا ل28 يوليو    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    جليلي وبيزشكيان يتنافسان في جولة الإعادة الرئاسية في إيران    امتحانات الثانوية العامة 2024.. طلاب علمي يشكون صعوبة الفيزياء وارتياح بالشعبة الأدبية بعد التاريخ بالمنيا    انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الموريتانية    السياحة تكشف حقيقة التحذيرات البريطانية والأمريكية لرعاياهما بشأن السفر إلى مصر    استطلاع: 66% من الإسرائيليين يؤيدون اعتزال نتنياهو للحياة السياسية    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    استعدادات أمنية لتأمين مباراة الزمالك وسيراميكا في الدوري الممتاز    مجلة جامعة القاهرة للأبحاث المتقدمة تحتل المركز السادس عالميًا بنتائج سايت سكور    اليوم.. الحكم علي كروان مشاكل وإنجي حمادة بتهمة نشر الفسق والفجور    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حظك اليوم| برج العذراء السبت 29 يونيو.. بشائر النجاح والتغيير بنهاية الشهر    لقطات من حفل محمد حماقي في «ليالي مصر».. شكر «المتحدة» وأعلن موعد ألبومه الجديد    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    الأنبا باسيليوس يتفقد النشاط الصيفي بكنيسة مارجرجس ببني مزار    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    البنك الأهلي: تجديد الثقة في طارق مصطفى كان قرارا صحيحا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب «القرى» يعزفون عن الزواج
بسبب العادات الغريبة والمطالب الجزافية
نشر في الوفد يوم 04 - 07 - 2018

تحقيق : حسام أبوالمكارم - على عبدالعزيز - اشراف: نادية صبحى
الأهالى يرفعون شعار: الميكروويف فى الجهاز.. يا نأجل الجواز
«يا الميكروويف فى الجهاز.. يا نأجل الجواز.. شاشة LED بلازما ثرى دى.. وثلاجة (جامبو) 27 قدماً ب(دورين).. وديب فريز.. 60 عباية.. شوال مكرونة وأرز.. 50 طقم ملايات.. 35 طقم فوط.. نصف سيارة نقل (فواكه وخضراوات)».. هذه ليست قائمة أحلام تراود فتاة فى حظة خيال.. بل هى متطلبات زواج فى قرى مصر.. أبطالها بسطاء، وفقراء لا يملكون قوت يومهم.. لكنهم يبيعون كل شىء ليغرقوا فى ديون لا نهاية لها.. تطارد أهل العروسين حتى بعد الزواج.
كلها شكليات وعادات لزوم «المنظرة».. لتجنب كلام الناس.. أو خشية من رعب «العايرة».. أنهم لا يبنون بيوتاً بل يهدمون بيوت؛ بسبب الديون التى قد تنتهى بالحبس.
«أنا مش عايزة جهاز.. غير نجفة وبوتاجاز.. أنا هشيلك فى عينى لو على لمبة جاز» هذه الكلمات لخصت حال الزواج فى الماضى؛ لإيمانهم بأهمية السعادة والستر الذى لا يحققه الشروط والعادات الغريبة.
الآن تختلف عادات وتقاليد الزواج من محافظة لأخرى، لكنَّ الغريب فى الأمر أن تكاليفه ارتفعت بشكل كبير فى القرى والنجوع وجميع أنحاء مصر من خلال الإصرار على شراء مستلزمات وأجهزة لم تكن يوماً من الأساسيات أو يعتمد عليها الريف فى مصر، حتى أصبحت الفتاة المقبلة على الزواج عبئاً ثقيلاً على عاتق والديها قبل الزواج، كذلك الشاب المقبل على الزواج عليه حمل ثقيل جداً بداية من شراء أو تأجير شقة الزوجية وتشطيبها مروراً بتجهيز أو شراء العفش ومصاريف ليلة الزفاف.
وتبدأ أولى حلقات عذاب أسرة الفتاة والشاب عندما يتقدم لطلب يد فتاة للزوج بها، تدخل الأسر مرحلة الاتفاق التى تمر بالكثير من الشد والجذب لتلبية مطالب كلا الطرفين؛ حيث تطالب أسرة الفتاة بضرورة منح العروس 50 أو 100 جرام من الذهب «الشبكة» ومؤخر صداق قد يصل إلى آلاف الجنيهات، ومقدم وحمولة يصلان إلى أكثر من 15 ألف جنيه، لكى تقبل الأسرة زواجه من ابنتها.
ليأتى بعدها دور أسرة الفتاة فى تجهيزها بأكثر من 150 ألف بالتقسيط أو بالتوقيع على شيكات وكمبيالات حتى يتم تسديدها على فترات، وقد تصل إلى حد الحبس فى حال عدم السداد ما جعل الأسرة التى لديها فتاة مقبلة على الزواج تعيش «كابوساً» لا ينتهى إلا بانتهاء الديوان.
ولم تقف أزمات الزواج فى القرى على احتياجات العروس فقط.. بل وصل إلى المزيد من الأعباء التى تتكبدها الأسر فى «الواجبات» فلا يكاد يمر شهر دون منح أهل الفتاة «هدية» تصل تكلفتها ل1000 جنيه، وتشمل جميع الاحتياجات والسلع التى تستخدمها البيوت المصرية من خضار وفاكهة ومشروبات وملابس ولحوم، إضافة إلى ذلك فهناك مبلغ مالى يصل فى بعض الأحيان إلى 1000 جنيه يتم إعطاؤه للفتاة «العروس».
ووفقاً للعادات والتقاليد لا تترك أسرة الفتاة بذهاب أهل العريس دون تحضير بعض الواجبات الصغيرة يحصلون عليه أثناء عودتهم للمنزل بعد تأدية الواجب، ثم يأتى بعدها بأيام قليلة دور عائلة الفتاة فى رد الواجب لأسرة العريس» حتى يتجنبوا حديث العائلات.
وبجانب تلك الواجبات التى يتبادلها الطرفان طوال فترة الخطوبة، يلتزم أهل الزوج بتقديم واجب «العشاء» كما يسمى فى القرى والنجوع، فى المناسبات والأعياد الرسمية بشكل أساسى ويشمل يوم عاشوراء، وواجب فى السابع والعشرين من رجب، وشهر شعبان وأول شهر رمضان ويليها عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، ويستمر الطرفان فى تبادل الواجبات حتى لعدة سنوات بعد الزواج، وبعدها يقتصر تقديم الواجب من قبل أهل الفتاة فقط.
سيدات: المغالاة رفعت نسبة العنوسة
أم يحيى، إحدى السيدات التى تقطن فى محافظة الفيوم، لديها ثلاثة أولاد مقبلين على الزواج، وثلاث فتيات تمكنت من تجهيزهن بشكل كامل ونجحت فى زواجهن، رغم الظروف الحياتية التى تعيشها كافة الأسرة المصرية فى القرى نظرًا لارتفاع الأسعار وقلة الدخل، قالت: «يابنى الجواز بقى حاجة صعبة اليومين دول، البنت بتخرب بيت أبوها فى المصاريف وبتتكلف أكثر من 150 ألف جنيه علشان تجهيزها قبل الفرح»، وبعدين إحنا أقوى من المدينة فى التجهيز والشروط.
وأضافت: «لو ابنى عايز يتزوج من فتاة معينة بنسأل عليها وعلى أهلها وعائلاتها، وبعد أن نعرف كافة التفاصيل عنها وعن أسرتها نطلب من أهلها بأننا نريد التقدم لخطبة ابنتهم للشاب، بعدها ننتظر الرد فى الموافقة ونذهب بعدها للاتفاق ومعرفة مطالبهم وشروطهم للموافقة على الزواج، وتتضمن الحمولة والشبكة والفرح وكل الإمكانيات التى يستطيع أهل العريس تدبيرها للزواج».
وعن شروط الزواج فى القرى سردت أم يحيى قائلة: البداية تأتى دائماً من العريس بنتفق على كل حاجة واللى عايز يناسب حد بيكبر دماغه عن المطالب والشروط التعجيزية اللى ممكن تبوظ الجوازة.
وأشارت السيدة إلى أن هناك عائلات تطلب أكثر من 50 جرام دهب «الشبكة»، والبعض الآخر يستطيع تقديم أكثر من 100 جرام، وعائلات لا توافق على 100 جرام وتكتفى ب50 أو 60 جراماً حسب الاتفاق مع أهل العروسة.
وتضيف السيدة: لو وافقت عائلة العريس على شروط العروسة وأهلها يبدأ أهل الفتاة فى الاتفاق على الحمولة وتصل إلى 15 ألف جنيه تمنح لأهل الفتاة لتجهيز الكحك والبسكويت الخاص بالفرح، ويتم شراء الملابس الخاصة بها وهذا يسمى كسوة الرقبة، وممكن ناس تتفق على المبلغ والعريس يأخذ البنت تختار وهو يدفع ثمن الملابس.
وتؤكد: من ضمن شروط الزواج فى القرى الاتفاق على الشقة وفرشها والفرح وكمية اللحوم التى تقدم لأهل العروسة فى الفرح ويبلغ حجمها إلى 30 كيلوجراماً يتم الاتفاق عليها بين الطرفين، وبعد الاتفاق يشرع أهل العروسة فى التحضير لدعوة عائلة العريس على العشاء «العزومة»، ويقوم أهل العريس بتحضير واجب ومشروبات فى حدود 1000 جنيه، ثم تمنح الفتاة مبلغ 1500 جنيه «نقطة» بعد خطوبتها لأحد شباب العائلة.
وتبدأ بعدها تبادل الواجبات، بعد خطوبة البنت بشكل رسمى تدخل الأسرتان فى التحضير للواجبات وتبادلها ويبدأ أهل العريس فى اتخاذ تلك الخطوة فى البداية بتجهيز واجب يصل تكلفته ل1500 جنيه ليقدم لأسرة الفتاة.
وتتابع السيدة: «بنروح بالواجب إلى بيت العروسة ثم تقوم العروسة برد الواجب بعد أيام قليلة، ومع مرور الأيام تأتى مناسبات «المسيم كما يطلق عليه فى القرى» لازم يقدم لأهل العروسة واجب كبير مثلا تحضير: 10 كيلو أزر، و10 لحم، وزوجين من البط، و10 كيلو طماطم، و10 بطاطس، و10 مكرونة، من الآخر
كل حاجات الطبيخ لازم تروح من كل نوع عشرة كيلو علشان الناس «ماتاكلش وشنا»، حتى توابل الطبيخ لازم تروح مع الواجب».
واختتمت قائلة: «فيه ناس يابنى عمرها ما شافت ال100 ألف جنيه بس جهز بنتها بأضعافها، الناس غلابة والحياة مش مساعداهم على الفرحة»، عبارات أطلقتها السيدة للتعبير عن معاناة الكثيرين فى القرى والنجوع أثناء شراء أساسيات العروسين، وتضيف: «الشاب لو فضل سنتين خاطب بنت بتكلفه دم قلبة لحد الفرح من المصاريف والواحبات، وبعد الفرح تقدم العروسة صباح أول يوم زواج هدية إلى والدة العريس، لتبدأ معها صفحة مليئة بالمحبة والسلام وتحاول بالهدية كسب ودها، لعدم إثارة المشكلات بينهم وتقبلها الوضع الجديد، وتقدم الفتاة الثرية هدايا ذهبية مثل الخواتم والسلاسل والغوايش بينما تقدم الفتاة متوسطة الحال الملابس وتقدم الفتاة الفقيرة بعض مستلزمات المنزل مثل احتياجات المطبخ والبطاطين والمفروشات».
ومن جانبه قال الشيخ خميس حامد، أحد مواطنى قرية الصعايدة بالفيوم، إن الزواج قديمًا بمثابة البحث عن كنز، حيث كانت تبذل والدة العريس أو إحدى بنات العائلة جهوداً كبيرة فى البحث عن العروسة المناسبة من حيث السمعة والأصل، وكان الرجل ينفق من أجل المرأة النفيس من الذهب والفضة والشوار، وتقام الأفراح والولائم لمدة خمسة عشر يومًا ويجتمع أعيان القرى وكبرائها للاحتفال بالعروسة والعريس.
وأردف خميس قائلاً: الإقبال على الزواج فى الفترة الحالية بمثابة انتحار بالنسبة للشاب نظرًا لتكلفته العالية ومطالب عائلة العروسة التى لا تنتهى ولا تراعى الظروف، مشيرًا إلى أن أقل مصاريف للزواج فى الفترة الحالية تتخطى نصف مليون جنيه، مؤكداً أن هناك خلافات كثيرة تحدث أثناء التقدم لخطبة الفتاة منها القائمة.
وعن تجهيز «العروسة» قبل الزواج، تقول أم محمد سلومة «إللى عنده بنت بتخرب بيته لو يتقدم لها عريس، بتصرف أكثر من 100 ألف جنيه علشان تقدر تجهزها قبل الفرح، الكل بيتداين فى الفرح وبيسدد على فترات علشان حياتنا على قدها ما نقدرش نتحمل المصاريف مرة واحدة»، وأضافت: «العروسة بتجيب المطبخ كامل وكافة الأدوات المنزلية ومن كل حاجة 10 أطقم وفيه ناس بتجيب 60 طقم أو 50 طقم أطباق، حتى الميكرويف العروسة بتجيبه بالرغم أننا فلاحين مش بنحب نستخدم الحاجات اللى زى كدا بس هنعمل إيه لازم نجيبها البشر بتتغير والناس بتبص لبعض ولازم تبقى أحسن علشان ما تبقاش سيرتك على كل لسان، وتتجنب الفضايح والكلام اللى زى السم من الناس».
وتابعت: «أنا بعت أرض علشان أقدر أجوز ابنى لأن أبو العروسة طلب 50 جرام ذهب و5 آلاف جنيه (حمولة) لعمل الكحك والبسكويت، و15 ألف جنيه عبايات وملابس للعروسة، وبعدها اتفقنا على كتب الكتاب ولو العروسة قاصر أهلها ممكن يكتبوا شيك على العريس لحد ما تتم السن القانونى لضمان كافة حقوقها المشروعة».
وأضافت أم محمد: مصاريف تجهيز الفتاة تضع أسرتها فى حال من الضيق المادى حتى يجبر الوالدين على الاستدانة ليتمكنوا من إظهار العروسة فى أفضل حال أمام أسرة زوجها من خلال شراء عشرات الأطقم من الأوانى والأجهزة التى لا تستخدم فى الريف المصرى، مشيرة إلى أن كافة مستلزمات النيش التى تعتبر من الشروط الأساسية للزواج لا تستخدم فى القرى ولا يستخدمها أحد وتستخدم فقط كأنها عرض أو شيء جميل يراه كل زائر للبيت.
وأكملت: «البنت لو ما جابتش حاجات أكتر من البنات الأخرى الناس تقطع فروتها بالكلام وتسلخ أهلها بالحكاوى، علشان كدا تلاقى بنات تجيب 50 طقم مفارش، 60 عباية غير الملابس الأخرى، وتجيب بأكثر من 15 ألف جنيه للنيش، 5 أطقم حلل من جميع الأنواع حتى الأوانى التيفال، وأطقم صينى»، وقالت: «البنت فى القرية بتجيب حاجات تجهز 5 عرائس فى مصر».
وأضافت: أن هناك العديد من الأسر تتعرض لمشكلات مختلفة بسبب الخلافات الزوجية مع أبنائهم نظرًا لصغر سنهم وعدم إدراكهم للحياة الجديدة التى يقبلون عليها واستعجال الأسر فى زواج الفتيات ما يؤدى إلى ارتفاع حالات الطلاق واللجوء للمحاكم والقضايا التى تستمر لسنوات حتى تتمكن البنت من الحصول على كافة حقوقها، موضحة أنه ظهرت منذ فترة قصيرة بعض الحلول للتحايل وزواج الفتاة القاصر التى لم تبلغ السن القانونية من خلال توقيع الشاب على شيك حسب المبلغ التى يتفق عليه الأهل وقد يصل إلى 500 ألف جنيه لضمان حقوق الفتاة فى حالة الطلاق، ما أضاف مشكلات أخرى تتمثل فى إقامة دعوة ضد الزوج مع أول مشكلة تحدث مع زوجته حتى تحولت بعض الخلافات الزوجية إلى مشكلات كبيرة بين العائلات.
وأشارت إلى أن هناك فتيات تتزوج ولا تستمر فى بيت الزوجية أكثر من شهرين ويتم طلاقها قبل أن تسدد أسرتها المبالغ التى استدانتها على الجهاز.
من جانب آخر قالت نادية رمزى، إن شروط الزواج فى الريف سبب رئيسى فى ارتفاع حالات العنوسة فى القرى بسبب التكاليف الباهظة، لافتة إلى أن العادات والتقاليد وضعت الشباب أمام مشكلات عديدة قبل الإقبال على الزواج، لأن الجميع يعتبره أصعب مرحلة يمر بها فى حياته لأنها تتطلب الكثير من المال لتحقيق وتلبية كافة المطالب التى يضعها أهل الفتاة أثناء خطبتها بالرغم من أن هناك العديد من الشروط والمطالب ليست ذات أهمية مثل شراء شبكة بأكثر من 50 ألف جنيه والتنازل عنها يسهل مهمة الشاب والفتاة من انتهاء عقدة زواج القرى والأرياف فى مصر، إنما العائلات لا تستطيع التخلى عن تلك الشرط خشية من إهدار حقوق العروسة.
ولفتت إلى أن هناك فتيات تم تزويجهن فى الرابعة عشرة والثانية عشرة من
العمر، وحدثت مشكلات كبيرة فى حياتهن وفقدن حقوقهن المشروعة بسبب عدم بلوغهن السن القانونية، ما أدى إلى تمسك كافة الأسر والعائلات بكل الحقوق الواجبات التى تفرض على العريس دون التنازل عنها.
اساتذة اجتماع: فيروس التطلعات الشيطانية يجتاح المجتمع المصري
الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وصفت عادات وتقاليد الزواج ب«بفيروس التطلعات الشيطانية» الذى يجتاح المجتمع المصرى، مشيرة إلى أن شروط الزواج لا تراعى حياة وبيئة الشباب ما دفعهم للعزوف عن الزواج، وتسبب فى ارتفاع نسبة العنوسة نتيجة للشروط التعجيزية التى تضعها العائلات للموافقة على زواج أبنائهم.
وأكد خضر أن السبب الرئيسى لتلك الشروط التى لم تكن يومًا من أهداف المصريين هى أحد العوامل الدالة على افتقاد الأخلاق وعدم مراعاة الظروف التى يمر بها العديد من الناس فى المجتمع، لافتة إلى أن الكثيرين حولوا السعادة الزوجية إلى أهداف ومكاسب مادية، كأن الفتاة سلع تباع وتشترى، من خلال الشروط والمطالب التى تضعها الأسر أمام الشباب للتقدم لخطبة إحدى الفتيات.
وأكد أستاذ علم الاجتماع أن الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع تكاليف الزواج والمطالب التى لا تنتهى للموافقة على زواج الفتاة أو الشاب هى انعدام الثقافة والأخلاق فى المجتمع المصرى، ما أثر بالسلب على حياة الشباب بمختلف أعمارهم، نتيجة لغياب الدور الرقابى والاعتماد على المسلسلات والأفلام التى لا تراعى أخلاق البلاد.
وتابعت موضحة أن عدم النظر للسعادة والرضا لدى العائلات جعلتهم يضعون شروطاً للزواج لا يقدر عليها إلا القليل من المواطنين بعيدًا على الاعتماد على زواج الفتاة من شخص يستطيع أن يحافظ على كرامتها واحترامها والثقة بها حتى يحيا حياة سعيدة بعيدًا عن أى مشاكل حتى يتمكن من الإنتاج والعمل للارتقاء بمستواه إلى الأفضل، مضيفة أنه توجد حالة طلاق فى مصر كل ثلاث دقائق ما يزيد من المشكلات التى تواجه المجتمع.
وشددت خضر على أهمية رفض المسلسلات والأفلام التى تؤدى إلى انهيار الأخلاق والعادات والتقاليد الأصيلة التى يتمتع بها المجتمع المصرى منذ نشأته.
القاهرة تتصدر عقود الزواج والطلاق
كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، النقاب عن أكثر 5 محافظات سجلت أعلى معدلات الزواج والطلاق على مستوى الجمهورية فى 2017.
وجاءت محافظات «القاهرة، والجيزة، والشرقية، والدقهلية، والبحيرة» كأكثر 5 محافظات سجلت أعلى معدلات زواج خلال عام 2017؛ حيث بلغ العدد فى محافظة القاهرة والتى احتلت المركز الأول، 130.1 ألف عقد زواج، تلاها محافظة الجيزة ب70.7 ألف عقد، أما محافظة الشرقية فشهدت 62.6 ألف عقد زواج، تلاها محافظة الدقهلية ب59.8 ألف عقد، فيما جاءت محافظة البحيرة فى المركز الخامس بين محافظات الجمهورية من حيث ارتفاع عقود الزواج، وسجلت 55.5 ألف عقد.
أكثر معدلات الطلاق
وفى المقابل، سجلت أكثر 5 محافظات أعلى معدلات طلاق خلال عام 2017، متمثلة فى محافظات «القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والدقهلية، والشرقية»؛ حيث بلغ عدد إشهادات الطلاق فى محافظة القاهرة 36.8 ألف عقد، تلاها محافظة الجيزة ب23.6 ألف إشهاد، ثم محافظة الإسكندرية ب17.2 ألف إشهاد طلاق، فيما سجل العدد فى محافظة الدقهلية 15.1 ألف عقد، و12.6 ألف عقد طلاق تم تسجيلها فى محافظة الشرقية خلال العام المشار إليه.
وسجلت محافظة جنوب سيناء أقل معدلات فى الزواج والطلاق معاً، مقارنة بباقى محافظات الجمهورية؛ حيث بلغ عدد عقود الزواج بجنوب سيناء خلال عام 2017 نحو 733 عقداً فقط، وبلع عدد إشهادات الطلاق، 184 إشهاداً، تلاها محافظة الوادى الجديد التى تعتبر من أكثر المحافظات التى سجلت أقل عدد فى عقود الزواج والطلاق خلال العام المشار إليه؛ حيث بلغ عدد عقود الزواج بها 1687 عقداً، وبلغ عدد إشهادات الطلاق 286 إشهاداً.
وبلغ إجمالى إشهادات الطلاق خلال عام 2017 ما يزيد على 190 ألف إشهاد.
60 ألف جنيه للمقبلين على الزواج
وافقت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فى فبراير، على نص مشروع قانون بإنشاء صندوق تمويل زواج الشباب المقدم من النائب محمد عطا سليم و60 نائبًا آخرين، على أن يقوم صندوق تمويل زواج الشباب بتمويل ما يحتاجه الشباب من قرض حسن وفق الشروط الواردة بهذا القانون وطبقاً للائحة الداخلية للصندوق، وتكون له الشخصية الاعتبارية، وتعتبر أمواله عامة ويتبع رئيس الجمهورية.
ويقوم صندوق تمويل زواج الشباب بتقديم كافة وسائل المساعدة للمقبلين على الزواج، كما يقوم بتقديم قرض حسن دون فوائد قدره 60 ألف جنيه بغرض مساعدة المقبلين على الزواج، وذلك على النحو التى تنظمه اللائحة التنفيذية وتوضح كذلك عدد المستفيدين منه شهريًا.
ولا يخضع القرض المقدم للزواج لأى نوع من أنواع الضرائب أو الرسوم أو غيرها مما يؤثر فى قيمته، ويشترط الحصول على قرض حسن لزواج الشباب، ألا يقل عمر طالب القرض عن 19 عامًا، وأن يكون زواج الشباب لأول مرة ويستثنى من ذلك من توفيت زوجته الوحيدة ومن طلق زوجته الوحيدة قبل الدخول بها.
وأن يقدم عقد نكاح رسمى مصدق من المحكمة المختصة أو محضر خطبة للمسيحيين (أو ما يقوم مقامه لدى المواطنين غير المسلمين حسب شعائرهم)، وألا يكون الزواج قد تم بالدخول، وألا يكون المتقدم للقرض مديناً لأى بنك يقرض آخر مهما كان نوعه أو قيمته المادية، وفى حالة تزاحم المتقدمين لهذا القرض تكون الأولوية للزوجات الأكبر سنًا وفى حالة التزاحم تكون الأولوية للزوجة المصرية ولصاحب الدخل الأقل.
ويمنح الحاصلون على قرض الزواج فترة سماح عام واحد، ويسدد القرض بأقساط متساوية بحد أقصى 400 جنيه شهريًا، ويشترط أن تظل الزيجة قائمة طول مدة سداد القرض وإلا استحقت باقى أقساط القرض فى غضون 6 أشهر وتنظم اللائحة التنفيذية لهذا القانون، وأن تسقط أقساط القرض المتبقية فى حالة وفاة الزوج أو العجز الكلى عن العمل، وتسرى أحكام القانون على حالات الزواج التى عقدت قبل العمل به بسبع سنوات.
مدونون يدشنون حملة «بلاها نيش»
لجأت العديد من الأسر إلى التخلى عن النيش لارتفاع تكاليفه، الذى كان فى السابق من أساسيات بيت الزوجية، ودشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى حملات وجروبات للتخلى عن النيش، لعدم فائدته فى المنزل من وجهة نظرهم، والاكتفاء بالمطبخ للتقليل من ميزانية الغرف التى تتكلف أموالاً باهظة، واستبداله بركن القهوة أو بمكتبة فى العادات وفقاً للتقاليد الشبابية الجديدة.
واختفت حجرة الصالون هى الأخرى من أغلب البيوت الشبابية، نتيجة العبء المادى والتكلفة الباهظة التى فرضت على الأسر المتوسطة، واستبدالها بأشياء أخرى، والتى باتت تقدم على الاكتفاء بغرفتين، وتدرج الأمر مع تدهور الحالة الاقتصادية، وأصبح التفكير العملى يقتضى الاستغناء عن الصالون حال توافر «أنتريه» مثلاً، أو غرفة صالون حديثة بسيطة.
التخلى عن الشبكة
لجأ عدد كبير من الشباب إلى التخلى عن الشبكة مع ارتفاع أسعار الذهب، وأقنعوا الأهل خاصة فى نطاق القاهرة الكبرى والجيزة، ما جعل عدداً كبيراً من الأسر تتخلى عن إلزام العريس بميزانية كبيرة للشبكة التى كانت تصل إلى مبالغ كبيرة، ليقتصر العروسان على الدبلتين.
وتخلى آخرون عن غرفة الأطفال، خاصة أنها كانت فى السابق مهمة للغاية، ورفض التخلى عنه كان يمثل عيبًا كبيرًا واختلافا غير معتاد للعادات والتقاليد الأسرية، التى كانت تستبشر بوجودها لإنجاب العروس، إلا أنها تحولت إلى عبء على العريس الذى لجأ إلى شراء غرفتين فقط.
اساتذة فقه : الإسلام دين الاعتدال والوسطية
أكد الدكتور رمضان عبدالرازق، أستاذ الفقه المقارن بمجمع البحوث الإسلامية، أن الدين الإسلامى أمر الناس بضرورة الاعتدال والوسطية، بعيداً عن الإسراف والطغيان فى الإنفاق والمطالب، مستشهداً بقول الله تعالى: «يَا بَنِى آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ».
وأوضح أستاذ الفقه، أنَّ البعض لا يخشى سوى حديث الناس، ويدين نفسه لتجهيز أبنائه من احتياجات ومطالب ليس لها أى فائدة فى البيوت المصرية سوى العبء، مضيفاً أن الإسلام أمر بالاعتدال حتى فى الحب والكره، وأن هذه العادات التى تسببت فى العديد من المشكلات والظواهر المجتمعية تحتاج إلى خطب دينية ومبادرات من قبل مؤسسات الدولة للحد منها حتى لا تتراكم المشكلات على الأسر والعائلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.