انطلاق أعمال القمة الأفريقية فى «نواكشوط» بحضور «مدبولى» و«شكرى»

كتب عبدالرحيم أبوشامة وسحر رمضان:
انطلقت، أمس، أعمال القمة الأفريقية ال31 فى العاصمة الموريتانية «نواكشوط» على مدار يومين بحضور رؤساء 22 دولة أفريقية تحت شعار «الانتصار فى معركة الفساد: نهج مستدام نحو تحول أفريقيا»؛ حيث تتضمن فعالياتها مناقشة عدد من الموضوعات، فى مقدمتها عملية الإصلاح المؤسسى والمالى والاتفاقيات التجارية التى تحكم تعاملات دول القارة الأفريقية، ويمثل مصر نائباً عن الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الوزراء، مصطفى مدبولى، كما يشارك فى القمة وزير الخارجية، سامح شكرى، ومشاركة أوروبية بقيادة الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون.
كما تبحث القمة الأفريقية التى تستضيفها موريتانيا لأول مرة محاربة الفساد بالقارة الأفريقية، وجهود مكافحة الإرهاب والأزمات التى تشهدها القارة، وانتشار العنف فى المناطق المضطربة خاصة وسط أفريقيا. وستناقش القمة الأزمات الإقليمية الساخنة فى القارة السمراء، ومنها الأزمة الليبية فى إطار التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية فى ليبيا قبل نهاية العام الجارى، كما ستشارك دول جوار ليبيا فى اجتماع مصغر على هامش القمة لبحث آخر التطورات بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين الفصائل الليبية حول ما يسمى «الهلال النفطى» فى محاولة السيطرة على منابع النفط فى البلاد.
ويقدم الاتحاد الأفريقى لأول مرة خلال القمة تقريراً بشأن رؤيته لحل النزاع فى الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة «البوليساريو»، ومن المقرر أيضاً مناقشة مكافحة الإرهاب فى القارة وأمن الحدود، فضلاً عن سد النهضة والتعاون الاقتصادى بين الدول الأفريقية.
وأكد وزير الخارجية، سامح شكرى، حرص مصر خلال عضويتها الحالية فى مجلس السلم والأمن الأفريقى، وأثناء عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن خلال عامى 2016 و2017 على التأكيد على مسئولية الدول الأفريقية فى إيجاد حلول
لمشاكلها، مشيراً إلى دعم مصر لجميع الجهود الرامية لتسوية الأزمة، وإحلال الأمن والاستقرار فى البلاد، فى ظل احترام سيادة ووحدة جنوب السودان الشقيق.
وأوضح أن رؤية مصر للتعامل مع الأزمة تتأسس على أن السلام لا يمكن أن يُفرض من الخارج، وأن الاستقرار والرخاء لن يتحقق إلا من خلال اتفاق سلام ترتضيه الأطراف الجنوب سودانية، وتحرص على تنفيذه، وأن فرض العقوبات ليس السبيل إلى الحل، لما لها من تأثير سلبى على سير المفاوضات.
وشارك «شكرى» فى الاجتماعات التمهيدية للقمة الأفريقية التى عقدت على مدى اليومين الماضيين؛ حيث عقد العديد من اللقاءات الجانبية على هامش الاجتماعات مع عدد من نظرائه الأفارقة، كما شارك، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول تمكين المرأة فى أفريقيا، واجتماع قمة مجلس السلم والأمن بشأن جنوب السودان، فيما يشارك رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، فى أعمال القمة نيابة عن الرئيس «السيسى».
وتأتى المشاركة المصرية فى القمة الأفريقية فى إطار التفاعل الدائم مع قضايا القارة، فى الوقت الذى تم اختيار مصر لتولى رئاسة الاتحاد الأفريقى خلال عام 2019، وهو ما يمثل تتويجاً للجهود التى بُذلت خلال السنوات الأخيرة لاستعادة الدور المصرى الفاعل فى أفريقيا، الأمر الذى برهنت عليه استضافة مصر خلال الأعوام الماضية العديد من الفعاليات والقمم الأفريقية وقرب استضافتها خلال الأشهر المقبلة مؤتمر الاستثمار فى أفريقيا خلال الفترة من 8–10
ديسمبر 2018 بمدينة شرم الشيخ والمعرض التجارى الأفريقى الأول خلال الفترة من 11–17 ديسمبر 2018 بالقاهرة.
كما يأتى الإصلاح المؤسسى والمالى على رأس أولويات القمة الحالية، وهو أيضاً المعتاد بالنسبة للقمم السابقة؛ حيث تسعى الدول الأفريقية لتنظيم تمويل المنظمة الأفريقية على أساس عادل، فضلاً عن تعديل العديد من الإجراءات التنظيمية للاتحاد، وتستحوذ قضية جنوب السودان على الجانب الأكبر من أعمال القمة فى إطار الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار هناك والذى تم التوقيع عليه بين الأطراف المعنية فى السودان؛ حيث عقدت مجلس السلم والأمن الأفريقى جلسة خاصة فى هذا الشأن.
وقال الرئيس الموريتانى، محمد ولد عبدالعزيز، إنَّ القارة تواجه تحديات أمنية كبيرة مثل الإرهاب، والعنف والتطرف، وتجارة المخدرات، تشكل عائقاً حقيقياً فى وجه التنمية المستدامة، الأمر الذى يتطلب وضع مقاربة جماعية ترتكز على تنسيق جهود دول القارة لمواجهة التحديات.
وأكد الرئيس الموريتانى فى كلمته الافتتاحية للقمة ال31 المنعقدة فى «نواكشوط»، أنَّ خطر الإرهاب يقف عائقاً أمام تحقيق التنمية فى أفريقيا، وقال إن مكافحة الفساد تمثل شرطاً ضرورياً للنمو والرخاء للدول التى وضعت نهاية له وسجلت نتائج مهمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية.
وأوضح أن موريتانيا عملت، خلال السنوات الأخيرة، على محاربة الفساد بلا هوادة من خلال سن قانون لمكافحة الرشوى بفاعلية، كما تمكنت البلاد من تحقيق نهضة نوعية فى مجال الحريات الفردية والجماعية، وتم ترسيخ دولة القانون، وتفعيل الرقابة والتفتيش.
وأشار «ولد عبدالعزيز» إلى أن بلاده قررت، خلال السنوات الأخيرة، التركيز على تطوير علاقاتها مع دول أفريقيا وتعزيز السلم والأمن، والاستقرار فى الساحل والصحراء، والمساهمة فى حل النزاعات بالقارة، فضلاً عن العمل على أن تتبوأ أفريقيا مكانتها على الصعيد الدولى.
وكان رئيس مجلس الوزراء الموريتانى، يحيى ولد حدمين، قد استقبل صباح أمس، بمطار «نواكشوط» الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الذى من المقرر أن يحضر الدورة العادية والحادية الثلاثين لمؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقى نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ورحب رئيس الوزراء الموريتانى بالدكتور مصطفى مدبولى، مؤكداً أهمية التعاون المشترك بين البلدين فى مختلف المجالات.