واصلت إسرائيل اليوم حملة الاكاذيب على مصر والترويج لمزاعم انطلاق صواريخ «غراد» من سيناء على إيلات، حيث قال الجنرال «بني غانتس» رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إن «منظمات الإرهاب العاملة في سيناء»، هى المسؤلة عن «الاعتداء الصاروخي» على مدينة إيلات، محذراً من جديد ان إسرائيل تنظر إلى هذا الاعتداء بخطورة متناهية، وأن جيش الدفاع مستعد للمواجهة على نطاق واسع ومتنوع لصد هذه التهديدات لإسرائيل ستنال فى نهاية المطاف كل من تسوّل له نفسه إيذاء مواطنيها، وأبناء الشعب اليهودي. فيما زعم الميجور «أفيف كوخافي» رئيس هيئة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي، أنه تم خلال الشهرين الماضيين اكتشاف أكثر من 10 «بنى تحتية للإرهاب» في شبه جزيرة سيناء، وأن اسرائيل قامت بإحباط الاعتداءات المخططة التى كانت تنوى هذه المجموعات تنفيذها ضد إسرائيل، وزعم «كوخافي» أن المنظمات الإرهابية تكثف نشاطاتها في سيناء و أن منطقة الشرق الأوسط التى تتعرض الآن لعمليات تغيير سياسى واجتماعى، تتزايد معها المخاطر على إسرائيل، سواء على المدى القصير اوالبعيد على حد سواء، وان الاعتداء الأخير على إيلات، هو احدى علامات التغيير هذه التي تشهدها المنطقة، مطالبا اسرائيل بضرورة الاستعداد لمواجهة التهديدات الجديدة، والتعامل مع حالة عدم الاستقرار التي ستتصف بها المنطقة، خلال السنوات القادمة. وقد عقد الدفاع «إيهود باراك» وزير الدفاع الإسرائيلى جلسة مشاورات استثنائية مع رئيس الاركان الجنرال بيني غانتس وغيره من رؤساء الدوائر الأمنية لتقييم الموقف استناداً إلى زعم اطلاق الصاروخين من سيناء باتجاه ايلات واتخاذ الخطوات الملائمة للرد على الارهاب القادم من مصر وفقا لهم ، وأكد «باراك» فى الاجتماع ان هذا الحادث خطير للغاية ويلزم اسرائيل بالرد عليه، وقال إن اسرائيل تحذر منذ فترة طويلة من تحول شبه جزيرة سيناء الى منطقة انطلاق لارتكاب اعتداءات ارهابية ضد مواطنين إسرائيليين. كما أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتصريحات فى هذا الصدد إبان مشاركته فى احتفال اقيم ببلدة «رمات أفعال» بمناسبة مرور أربعين عاماً على عملية السيطرة على خاطفي طائرة «سابينا» البلجيكية التى كانت متجهة الى اسرائيل والتي شارك فيها نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، عندما كانا من افراد احدى الوحدات الخاصة في جيش الدفاع. حيث شدد نتنياهو فى تصريحاته على ضرورة استمرار اسرائيل في محاربة ما اسماه بالإرهاب القادم من سيناء، مع الأخذ بالحسبان ثمن العمل وثمن الامتناع عن العمل وكذلك ضرورة حشد دعم المجتمع الدولي لنشاطات مكافحة الإرهاب. وفى سياق آخر قالت مصادر سياسية اسرائيلية في القدس لإذاعة صوت اسرائيل ، إن هناك تعاونا مثمرا بين اسرائيل ومصر في المساعي لإحباط الاعتداءات الارهابية المنطلقة من شبه جزيرة سيناء، وجاء على لسان مراسل الاذاعة « شمعون اران» ان اسرائيل وافقت على طلب القاهرة لنشر سبع كتائب من قوات الامن المصرية في سيناء، وان المصادقة على حجم القوات المنتشرة هناك تتم كل شهر مجدداً. ومن جانبه لم يعلق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على المزاعم والاتهامات الاسرائيلية لمصر، واكتفى امس بتقديم التهنئة للشعب اليهودي بمناسبة حلول عيد الفصح، واكد فى رسالة له انه سيحتفل بهذا العيد وفقا للتقاليد المتبعة في البيت الابيض برفقة ابناء عائلته وعدد من مساعديه اليهود ، وقال اوباما ان حادث الاعتداء الارهابي على المدرسة اليهودية في مدينة تولوز الفرنسية قبل بضعة اسابيع يذكر بحقيقة تعرض الشعب اليهودي لاعتداءات على مدى التاريخ ، فيما استعدت اسرائيل لاحتفالات هذا العيد بإغلاق الضفة العربية ونشر قواتها الامنية بكل الاراضى المحتلة تحسباً لتعرضها لهجمات.