كتبت- سناء حشيش: أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الشعب المصري شعب انتصارات بإرادته وعزيمته القوية في البقاء ، والنماء ، والرقي . وقال من حسن الطالع أن يتوافق احتفال وزارة الأوقاف المصرية بذكرى غزوة بدر الكبرى مع أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية القسم الرئاسي أمام مجلس النواب الموقر لولاية ثانية . وأضاف قائلًا مقدرًا ما تحقق على يدي الرئيس من إنجازات مبهرة توّجت بهذا الإجماع الشعبي والحب الجارف له ، والذي استحق به هذه الثقة الكبيرة من شعب مصر العظيم ، سائلا الله (عز وجل) أن يوفقه في معركتي البقاء والبناء، ومواجهة التحديات ، وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه ، وما فيه صالح البلاد والعباد، وأن يرزقه البطانة الصالحة ، وأن يجعل ولايته الثانية ولاية خير ويمن وبركة ، وأمن وأمان ، ورقي وازدهار لمصرنا العزيزة الغالية . واشار خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى بمسجد السلطان أبو العلا بالقاهرة ،الى أن بناء الدول ليس بالمهمة السهلة ، حيث لم تكن هناك غزوات في مكة لأن المسلمين لم تكن لهم دولة فيها ، وعندما هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه إلى المدينةالمنورة بدأ بتأسيس الدولة ، وكانت غزوة بدر دفاعا عن الدولة ، مشيرا إلى أن جميع غزوات النبي (صلى الله عليه وسلم) لم تكن اعتداء ، ولا بغيا على أحد ، وإنما كانت لرد الاعتداء أو دفع العدوان ، أو وأد التآمر والخيانة ، فالإذن بالقتال في الإسلام محصور في رد الاعتداء ودفع الظلم. واشار الوزير الى ان غزوة بدر حينما علم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمقدم قريش بسادتها وشبابها وعبيدها ورجالها ونسائها على قلب رجل واحد لاستئصال شأفة المسلمين في المدينة وإجهاض دولتهم ، كانت غزوة بدر لرد الاعتداء ودفع العدوان لافتا الى انه لم يكن ، المسلمون ليبادروا بالقتال على قلة عددهم وعتادهم ، لولا أن الحرب قد فرضت عليهم ، فخرجوا دفاعا عن دينهم ووطنهم ، مؤكدا أن الدفاع عن الوطن من مقاصد الدين ، فحماية الأوطان من مقاصد الأديان ، مستدلا بقول الله تعالى : {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ * لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } . كما أكد الوزير أن النصر لا يكون إلا مع الصدق والصبر ، إن تصدقوا الله يصدكم ، {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}، {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } . كما أشار جمعه إلى أن كل ما يؤدي لقوة الدولة وإقامتها والحفاظ عليها هو من صميم مقاصد الأديان ، حيث إن حماية الأوطان من مقاصد الأديان ، وأن كل ما يمكن أن يهدد كيان الدولة يجب علينا جميعا أن ندفع ذلك الخطر كما كان من النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ، موضحا أننا نجد – عبر الزمان والتاريخ – أهل الباطل وقوى الشر والظلام يضيق بها أن ترى دولة الحق قوية ؛ ذلك أن وجود دولة قوية للحق والعدل يهدد مصالح المستعمرين والطامعين والمتربصين ، ويحاول أهل الباطل دائما إجهاض الدول التي تقوم على الحق والعدل في مهدها ، مؤكدا أنه لا يوجد في ثقافتنا الإسلامية الصحيحة ، ولا في عقيدة قواتنا المسلحة الباسلة ، ولا في سياستنا المصرية عدوان على أحد ، ولا بغي على أحد ، ولا نعرف الظلم أو البغي أو الاعتداء على أحد ، وبنفس القدر والقوة والجدية لا نقبل أن يعتدي علينا أحد ، أو أن ينال من كرامتنا أحد ، أو يمس أرضنا أحد ما دام فينا نفس يُلفظ . وفي ختام كلمته أكد على قوة الإيمان ، واليقين والوطنية ، وأن بناء الأوطان يكون بالعطاء والعرق والجهد والإخلاص والعدل والإتقان؛ فالأمة المنتجة المتقنة هي التي تستطيع أن تواجه العالم برأيها المستقل وبإرادتها القوية .