استمرارا لمسلسل التعذيب داخل أقسام الشرطة، تعرض مريض نفسي لاعتداءات بالضرب والسحل داخل قسم شرطة الشرابية علي يد ضابط وأمين شرطة مما أدي الي وفاته نتيجة نزيف بالمخ . وحاول القسم التخلص من الجريمة بإلقائه فجرا أسفل كوبري الشرابية، بدلاً من إنقاذه وإحالته إلي أقرب مستشفي لإجراء الإسعافات الأولية . كشفت تحقيقات النيابة التي أجراها أحمد رشاد رئيس نيابة حوداث شمال القاهرة أن المجني عليه مجدي أحمد عبد الرحيم، كان متهما بتحطيم سيارات جيرانه أثناء ركنها بأحد شوارع الشرابية، عقب إصابته بحالة هياج قام علي اثرها بتحطيم زجاج السيارات الموجودة بشارعه. فحرر أصحاب السيارات محضر ضده ، ليتم حبسه بعد اعترافه بارتكاب الوقاعة لإصابته بحالة نفسية . واستمعت النيابة لأهالي المجني عليه الذين أكدوا إصابة شقيقيهم بحالة صرع في بعض الأحيان، وأنه مريض نفسي يتلقي علاجا ومهدئات، حبس بقسم الشرابية، وانقطعت الأخبار عنه . وبعد فترة تلقوا اتصالا يفيد بعثور أحد المارة علي شقيقهم أسفل كوبري الشرابية مصابا بكدمات برأسه، و نقله للمستشفي لإجراء عملية لوجود نزيف بالمخ إلا أنه لقي مصرعه عقب خروجة من غرفه العمليات ، ودفن دون الإشتباه في شبة جنائية . وبعد أيام فوجئ أهل المجني عليه بقدوم شريف محمد حمدين أحد المتهمين الذين حبسوا في ذات القسم مع نجلهم يفجر لهم مفاجأة تقلب الموازين ، حيث اعترف لهم بأن المجني عليه تعرض لعمليات تعذيب داخل قسم الشرطة علي يد ضابط وأمين شرطة، بعد غصابته بحالة صرع أثناء محبسه ، وظل يقرع علي أبواب القسم في حالة هياج . استمعت النيابة لشهود الإثبات الذين أكدوا أن المجني عليه تعرض للضرب بالعصي علي يد أحمد سمير ضابط شرطة ، ومجدي علي أمين شرطة بقسم الشرابية . وقال أحد الشهود أن أمين الشرطة أمسك بقدم المجني عليه وجذبه لإسقاطه أرضا ، فوقع المريض النفسي علي رأسه مما تسبب إلي إصابته بنزيف ، ثم لقنه عدة لكمات متتالية علي رأسه ، وحاول المحبوسين الإستغاثة لإنقاذ المجني عليه ونقله للمستشفي لإجراء الإسعافات الأولية له، بعدما ظهرت عليه علامات الموت . وأضاف الشاهد أمام النيابة أن ضباط القسم أخرجوا المجني عليه ، وألقوه أسفل كوبري الشرابية بدلا من نقله إلي أقرب مستشفى ، وذلك للتخلص منه دون مسألة قانونيه. وتبين من تحقيقات النيابة بعد الإطلاع علي الدفاتر الخاصة بالمحبوسين بقسم الشرابية أن المجني عليه دخل القسم بتهمه التعدي علي سيارات جيرانه . أمرت النيابة بإستخراج الجثة من مدفنها وإحالتها للطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وسرعة تحريات الأمن العام حول الواقعة.
