تتكون الأذن في جسم الإنسان من ثلاثة أجزاء: أذن خارجية ووسطي وداخلية وتكون طبلة الأذن عبارة عن غشاء رقيق شبه جلدي يفصل بين الأذن الخارجية والوسطي مكوناً جداراً بينهما، وتكمن أهمية طبلة الأذن في نقل الموجات الصوتية وتكبيرها من الأذن الخارجية إلي الأذن الوسطي ثم إلي عصب السمع بالأذن الداخلية، وكذلك في كونها جداراً يحمي الأذن الوسطي من دخول الميكروبات والعدوي من الجو أثناء الاستحمام أو السباحة. ويوضح الدكتور أشرف عامر أستاذ الأنف والأذن بجامعة القاهرة أسباب حدوث ثقب طبلة الأذن، فيقول: يعتبر الالتهاب الحاد للأذن الوسطي هو السبب الرئيسي، حيث تصل الميكروبات إلي الأذن الوسطي عقب نزلات البرد والأنفلونزا والتهاب الحلق عبر قناة ستاكيوس وهي قناة تصل بين الأذن والأنف والحلق من الداخل مما يؤدي إلي حدوث التهاب بأغشية طبلة الأذن واحتقان بالأنسجة المكونة لها، ومع ازدياد الضغط علي هذه الأنسجة يحدث الثقب، أما عن الأسباب الأخري لحدوث الثقب فقد تكون استخدام أدوات حادة لتنظيف الأذن مثل عود الكبريت أو الإبرة أوالدبابيس أو غسيل الأذن بدون الطبيب المختص أو عند لعب الأطفال في الأذن الخارجية بدون وعي، وكذلك في حالات الحوادث أو الارتطام الشديد للرأس أو الصفعات القوية علي الوجه والأذن، حيث يؤدي زيادة الضغط الناتج عن ذلك إلي حدوث ثقب بالطبلة. ويضيف الدكتور أشرف عامر أن هناك عدة أعراض مصاحبة لثقب طبلة الأذن، وغالباً ما تكون أثناء نزلات البرد والأنفلونزا أو التهاب الحلق، حيث يشعر المريض بآلام بالأذن تزداد تدريجياً وعند الأطفال يؤدي ذلك إلي بكاء شديد ومتواصل ويقوم الطفل بمسك أذنيه تعبيراً عن الألم مع ارتفاع بدرجة الحرارة، وعند حدوث الثقب يتم نزول إفرازات من الأذن الخارجية قد تكون صديدية أو مصاحبة ببعض نقاط الدم، ويلاحظ المريض وجود ضعف بالسمع بهذه الأذن مقارنة بالأذن الأخري، وأود أن أؤكد أن ثقب طبلة الأذن يؤدي إلي ضعف السمع وليس فقد السمع كلياً بهذه الأذن كما هو شائع عند كثير من الناس، أما إذا كان سبب حدوث الثقب بطبلة الأذن نتيجة حادث أو استخدام الآلات الحادة فيكون الألم في لحظة وقوع الحدث فقط ويصاحبه نزول قليل من نقاط الدم وضعف السمع وحدوث طنين بالأذن. ويري الدكتور أشرف عامر أن علاج ثقب طبلة الأذن يكون بالوقاية فهي العامل الأهم لمنع حدوث ثقب طبلة الأذن وذلك باستشارة طبيب الأنف والأذن عند حدوث ألم بالأذن، خاصة مع حالات البرد والأنفلونزا واحتقان الحلق، خصوصاً عند الأطفال حيث يؤدي العلاج المناسب مبكراً لمنع ازدياد التهاب الأذن الوسطي، وبالتالي عدم حدوث ثقب بالطبلة، أما إذا وقع الثقب بالفعل فيكون العلاج بالأدوية المناسبة مع منع استخدام القطرات أو دخول الماء نهائياً للأذن حيث يؤدي ذلك إلي حدوث نمو للأنسجة المكونة لغشاء الطبلة وبالتالي حدوث التئام بالثقب، خاصة إذا كان حجم الثقب صغيراً وقد يستغرق ذلك فترة من 6 إلي 8 أسابيع، أما إذا استمر الثقب بعد هذه المحاولات فيكون العلاج في صورة عملية ترقيع طبلة الأذن. وعن أهمية وخطورة عملية ترقيع طبلة الأذن ينبه إلي أنه لابد من العملية إذا فشلت محاولات العلاج بالأدوية خلال شهرين وذلك للمحافظة علي السمع بهذه الأذن، حيث يؤدي استمرار الثقب إلي تكرار الالتهاب الصديدي للأذن الوسطي مما يضعف السمع ويؤدي إلي العديد من المضاعفات، وتتم العملية من خلال الميكروسكوب الجراحي مما يعني عدم وجود أي أثر أو تشوهات بالوجه علي الإطلاق، وهي من العمليات التي يتمكن المريض من مغادرة المستشفي في اليوم التالي للعملية، وكذلك يمكنه العودة للعمل وممارسة حياته الطبيعية خلال أربعة أيام من إجراء الجراحة.