كتب - شريف الجنيدي: أعلنت المملكة المغربية وبشكل مفاجيء، أمس الثلاثاء، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، بحجة قيام مليشيا حزب الله اللبناني التابعة لإيران بدعم جبهة البوليساريو عسكرياً. وأعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن بلاده ستغلق سفارتها في العاصمة الإيرانيةطهران، كما ستطرد السفير الإيراني من الرباط. جذور الأزمة تمتد جذور الأزمة الى عام 1974 عقب انسحاب اسبانيا من الصحراء الغربية، الممتدة على مساحة 266 ألف كلم مربع، حيث تدير المغرب الصحراء، إلا أن جبهة بوليساريو، المدعومة من الجزائر، تطالب باستقلالها عن المغرب. وجبهة البوليساريو هي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة باسم البوليساريو، وهي حركة تسعى إلى استقلال الصحراء الغربية عن المغرب. وقد أسس المجلس الوطني الصحراوي المؤقت، باسم الشعب الصحراوي، في 27 فبراير 1976 الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وتأسست جبهة البوليساريو في 10 مايو 1973. وخاضت جبهة بوليساريو صراعا مسلحا مع السلطات المغربية بعد انسحاب إسبانيا من المنطقة في عام 1974 تواصل حتى عام 1991، حتى نجحت الأممالمتحدة في عقد اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة الصحراوية. ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا من ترابه الوطني ويقترح منحها حكما ذاتيا، إلا أن "بوليساريو" تصر على إجراء استفتاء على استقلال الصحراء برعاية الأممالمتحدة. وقالت بوليساريو مطلع العام الجاري إنها مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب في المستقبل بشأن المنطقة المتنازع عليها، إلا أن الجانبين لم يعقدا أي مفاوضات منذ عام 2012. المظلة الصامدة نقلت تقارير صحفية مغربية عن مصادر أمنية محلية، أن جبهة البوليساريو قامت بحفر أنفاق تحت الأحزمة الدفاعية المغربية في المنطقة العازلة، وهي ما أسمته ب "المظلة الصامدة". وأشارت المصادر إلى أن تلك الأعمال تمت بإشراف عدد من خبراء حزب الله اللبناني وبتمويل إيراني. التدريبات العسكرية وأوضحت المصادر أن تلك الانفاق جرى فيها تدريبات عسكرية بإشراف خبراء عسكريين من حزب الله، حيث تم تجهيزها بوسائل تهوية وإنارة ورصد ومراقبة وذلك تحسباً للعودة الى العمليات العسكرية ضد القوات المغربية. وبحسب صحيفة الصباح المغربية، في عددها الصادر في مارس من العام الماضي، فإن الخبراء العسكريين التابعين لحزب الله سافروا الى الجزائر لتأهيل وتدريب قيادات جبهة البوليساريو على استخدام صواريخ ارض جو (SAM-9) والصواريخ المضادة للطائرات (STRELLA). التمدد الشيعي ويبدو أن قرار المغرب بقطع علاقاته مع إيران له دوافع أخرى بعيداً عن الدعم العسكري لجبهة البوليساريو تتعلق بالتمدد الشيعي في المملكة، حيث أفادت تقارير صحفية مغربية أن هناك أنشطة قامت بها السفارة الإيرانية في المغرب داعمة للتشيع، والتي تهدف إلى إخراج الآلاف من المغاربة من المذهب السني المالكي. وأوضحت التقارير أن التمدد الشيعي استوطن عدداً من المدن المغربية، حيث نجح التشيع في استقطاب 40 شخصاً في حي سباتة بالدار البيضاء، وفي مراكش أكثر من 6 آلاف، وفي الرباط يقدر عدد المتشيعين بالمئات، بالاضافة الى طنجة ومكناس وغيرها. ويقول مراقبون أن الانشطة الايرانية التي تسعى لفرض التشيع في المغرب دوافعه سياسية وليست مذهبية. التحالف العربي منذ أن تم الاعلان عن نية الدول العربية بتشكيل تحالف عربي موحد يدعم الشرعية في اليمن ضد انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من ايران في 2014، كان المغرب هو اول الدول التي اعلنت انضمامها الى التحالف العربي، وهو الأمر الذي أثار غضب طهران مما جعلها تبحث عن الية تمكنها من زرع المشكلات وتدبير الازمات داخل المملكة.