أجل، لقد أسقطنا الرئيس حسني مبارك ولكننا للآن لم نسقط نظامه بعد، إذ إنه ممتد كالأخطبوط في كل مفاصل الدولة من أمن وإعلام وتعليم إلي آخره، فرجاله لا يزالون يعيثون في الأرض فساداً وقد رأينا ذلك جلياً مما لا يدع مجالاً للشك من مسلسل الإضرابات الفئوية والمظاهرات المفتعلة والتي تستغل معاناة الناس والتي نجحت عن سياساتهم الفاسدة والآن يتاجرون بهم في ابتزاز حقير لإحداث فوضي وارتباك لدي المجلس العسكري ولإفساد فرحة الشعب بثورته العظيمة، هؤلاء فلول الحزب الفاسد الذي يحاول بشتي الوسائل للانفضاض علي الثورة بثورة مضادة وما يعطيهم هذا الأمل أو هذا النفس في القتال الشرس الذي يعدون له وجود الرئيس المخلوع في شرم الشيخ يمارس حياته العادية كما كان وسط نفس الطاقم الرئاسي والأمني والإعلامي والذي سرب الأسبوع الماضي أخباراً عن صحة الرئيس من تدهور واكتئاب وما إلي ذلك من أجل زذف الدفع واستدرار العطف والشفقة علي هذا العجوز الذي يتمني الموت والدفن بجانب حفيده كما ذكرت إحدي الصحف الحكومية!! ومن أجل ذلك نظموا مظاهرة هزيلة لا تزيد علي الألفين شخص للمطالبة بتكريمه لتكون في موازاة مظاهرة التحرير التي فاقت الثلاثة ملايين مصري أصيل لا يشترون بالمال ولاؤهم لمصر وليس لأي شخص انتماؤهم لتراب الوطن وليس لعصابة إجرامية أو لحفنة فاسدة منحلة نهبت خيرات مصر وروعت شعبه، وزرعت الحقد والبغضاءيين أبناء الوطن الواحد بل بين الأسرة الواحدة لذلك طالبت في المقال السابق بضرورة تطهير البلاد من براثن هذا النظام لنقضي علي بؤر الفساد بحق. واليوم أؤكد لابد من خروج حسني مبارك من البلاد ليستتب الأمن والأمان في هذا البلد ولقطع دابر هؤلاء الفاسدين المتآمرين علي مصر وشعبها وإن كانت العدالة تقتضي أن يقدم للمحاكمة جراء ما اقترفته يداه الملوثتان بدماء الشهداء من أبناء وطنه وإن كنا نشم رائحة مساومة أجراها بين التنازل عن الرئاسة شريطة عدم ملاحقته جنائياً هو وأسرته وبين أن يحرق مصر ومَن عليها وإلا فلماذا لا تتخذ أية إجراءات حتي الآن لملاحقة أموال أسرة مبارك في البنوك الأمريكية أو الأوروبية؟! إن هذا التصرف يثير الريبة والشك خاصة أن كبري الجرائد العالمية المعروف مصداقيتها تتناول ثروة آل مبارك بشكل شبه يومي، مما يثير البلبلة في الشارع المصري فلماذا لا يريحون الشعب ويتخذون إجراء رسمياً لتعقب ثروته واستردادها لخزينة الدولة؟! إن الوفاء للوطن أهم من الوفاء لشخص حتي لو كان أحد أبناء القوات المسلحة وهذا هو أملنا في جيشنا العظيم الذي رفض أمر قائده الأعلي بإطلاق الرصاص علي أبناء وطنه. وأيضاً قطع دابر الأفعي يقتضي تغيير الوزارة كلها وليس بعض الوزارات وقد قالها الشعب في جمعة الانتصار »الشعب يريد تطهير البلاد«، »يا شفيق برة برة مصر هتفضل حرة«، »مش عاوزين مبارك ولا أعوانه« هذه هي مطالب الشعب فيجب أن يستجيب لها المجلس العسكري ولا يتباطأ في تنفيذها فمن غير المقبول أن نري أحمد شفيق يستفز الناس كل يوم والتاني بتصريحات صدامية سواء من خلال أحاديثه التليفزيونية أو ذلك المؤتمر الصحفي الذي جمع فيه كل رموز الفساد القدامي، السابقين والحاليين في جميع الصحف الحكومية! ماذا أراد أن يوصل رسالة إلي الشعب؟! هؤلاء هم جنودك الجدد وهل هذه الكتيبة الإعلامية هي التي ستدافع عنك؟! بئس ما اخترت! ألم تر كيف تحولوا بين عشية وضحاها علي ربيب نعمتهم وأخذوا ينعتونه بأبخس الألفاظ وبكلمات يعف اللسان عن اللفظ بها لألد الأعداء، لا نريد أن نري تلك الوجوه علي الساحة السياسية ولا تلك الأقلام علي صفحات الجرائد ولا هؤلاء الإعلاميين علي شاشات التليفزيون نهائياً، نحن في ثورة والثورة تعني التغيير من الجذور وفورياً لتواكب نبضات الثورة السريعة لا ينفع معها التلكؤ أو التروي حتي لا يضيع بريقها وشعاعها الساطع الذي من الممكن أن يخفت مع الوتيرة البطيئة التي تسير عليها الأمور وهذا ما يراهن عليه أعداء الثورة ويعززه وجود نفس الكتيبة الإعلامية كتيبة آل مبارك! هل فهمتم الرسالة؟! علي كل حال سيصلكم الرد يوم الجمعة، فالشعب في حالة انعقاد دائم في ميدان التحرير كل جمعة - لم يهمه الأمر - والسلام علي من اهتدي ودمتم وعاش شعب مصر!