الكويت – عبد المنعم السيسي: اعرب مجلس الوزراء الكويتي عن استيائه البالغ للتصريحات الفلبينية، والتصرفات التي قام بها بعض العاملين في السفارة الفلبينية داخل الكويت، واعتبر مجلس الوزراء الكويتي في جلسته الأسبوعية برئاسة الشيخ جابر المبارك ذلك تعديا وتجاوزا على سيادة دولة الكويت وقوانينها. وبهذا الصدد أحاط نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مجلس الوزراء علما بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية بشأن تلك التصرفات المتجاوزة للأعراف والقواعد الدبلوماسية، وفقا لما نصت عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ، حيث تم استدعاء السفير الفلبيني وإبلاغه بأن دولة الكويت تدين وتشجب تلك التصريحات وإنها تحتفظ بحقها في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي من شأنها الحد من التطاول على سيادة الدولة وقوانينها. وشدد على أن دولة الكويت لديها سجل ناصع وحافل فيما يتعلق بحقوق الإنسان ، وأنها تولي هذا الملف اهتماماً بالغاً . من جانبه أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن سجل دولة الكويت فيما يتعلق بحقوق الانسان "ناصع وحافل" مشددا على ان الكويت تولي هذا الملف اهتماما بالغا. جاء ذلك تعليقا على تقرير الخارجية الامريكية الاخير المتعلق بحقوق الانسان في دولة الكويت. وقال الجار الله خلال ندوة حوارية في ختام الملتقى الاعلامي العربي ال15."اننا تعودنا ان نستمع لهذا التقرير في هذا الوقت ونعتقد ان التقرير فيه اجحاف بحق الكويت وتجاوز في حقائق نحن نعيشها ويدركها العالم اجمع ونحن حريصون على هذا الامر" معربا عن تمنياته ان ينصف التقرير دولة الكويت في المستقبل. وحول زيارة وزير خارجية دولة قطر للبلاد قال الجار الله ان هذه الزيارة في اطار التشاور والتنسيق "حيث اننا على مدى سنة ونحن نتعايش مع خلاف مؤسف على مستوى دول مجلس التعاون ولكن لم تتوقف جهود الكويت ولم تتوقف مساعي الكويت لاحتواء وطي صفحة هذا الخلاف". وحول الازمة الكويتية الفليبينية أكد الجارالله "ان الكويت تتعامل مع التصريحات والاعمال المنافية للقواعد الدبلوماسية والاعراف الدولية من قبل السفارة الفلبينية وفق إجراءات تصاعدية تتناسب مع التطاول الذي حصل على سيادة وقوانين الدولة وهو امر لا يمكن السكوت عليه او القبول به". وقال ان مهلة الثلاثة ايام التي اعطتها الخارجية الكويتية للسفير "هي لتسليم المتهمين بتهريب العاملات وليس لمغادرة السفير". أضاف "ان اصرار مانيلا والسفير الفلبيني على مثل تلك التصريحات يدعو الكويت وبكل اسف الى التفكير الجدي بالمضي بتلك الاجراءات لمواجهة هذا الموقف" لافتا الى "ان السفير عندما استدعته الخارجية قال انه اسيء فهمه الامر الذي نفاه امام الصحفيين". وذكر "ان الخارجية عند لقائها بالسفير الفلبيني لم تتحدث عن قطع العلاقات بل تحدثت عن اجراءات ستتخذ تحفظ سيادة دولة الكويت والتي تعتبر خطا احمر". وفي شأن الاتفاقية الخاصة بالعمالة الفلبينية اوضح الجار الله انه تم ارسال وفد كويتي الى الفلبين "وتوصلنا الى توافق ووقعنا اتفاقية بالاحرف الاولى على امل ان يتم توقيعها في الكويت لاحقا ولكن يبدو لي ان التطورات الاخيرة لم تمكن من توقيع على هذه الاتفاقية". وذكر "ان من افتعل هذه الازمة بكل اسف هو الجانب الفلبيني". وعلى الجانب الاخر أكدت الفلبين احترام سيادة الكويت وكرامة شعبها، لافتة إلى أن الحوار كفيل بحل أي خلافات بين البلدين. جاء ذلك عقب اجتماع ضمّ الرئيس الفلبيني ردوريغو دوتيرتي ومسئولين في الحكومة مع سفير الكويت لدى مانيلا مساعد الذويخ، في مدينة دافاو؛ لمناقشة مخاوف العمال الفلبينيين في الخارج. وأفاد بيان لوزارة الشئون الخارجية الفلبينية: انه خلال الاجتماع أكد السفير الذويخ التزام الحكومة الكويتية حماية وضمان أكثر من 250 ألف فلبيني يعملون في الكويت. وأشار البيان الى ان الحكومة الفلبينية قدمت تأكيدات متجدّدة باحترام سيادة الكويت وكرامة الشعب الكويتي. وأشارت الوزارة إلى أن البلدين اتفقا على العمل معاً لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأنهما كانا متفائلَين، وسيتم حل القضايا بالحوار.