البابا تواضروس لأعضاء «إكليريكية الإسكندرية»: «الحياة فرصة يجب أن نعيشها بطريقة صحيحة ومثمرة» (صور)    الأعلى للاقتصاد العربي الأفريقي: التعديل الوزاري خطوة مهمة لتطوير العمل الحكومي    البورصات الأوروبية تغلق على ارتفاع.. وسهم ميرسك يقفز 4%    مجلس العقار: مطلوب تبني سياسات داعمة لتنشيط السوق وجذب الاستثمارات بشكل أكبر    أبو الغيط يبحث مع الدبيبة الأوضاع في ليبيا    الأونروا: الوضع الصحي في غزة يشهد تدهورًا حادًا وغير مسبوق    قناة أمريكية: هجمات حماس ورد الاحتلال يخلق مأساة جديدة في خان يونس    هيئة الانتخابات التونسية: قبول الترشحات للانتخابات الرئاسية مبدئيا خلال يوليو وأغسطس    أردوغان: نسعى لتحقيق تبادل تجاري بقيمة 100 مليار دولار مع روسيا    الدورى الممتاز.. إيبوكا يقود سيراميكا لمواجهة الإسماعيلي    نتيجة تنسيق رياض أطفال 2024 في الإسكندرية.. الرابط وخطوات الاستعلام بالرقم القومي    الروائي أحمد طوسون: الاهتمام بالطفولة يجب أن يصبح ضمن أولويات وزير الثقافة الجديد    وزير العمل: العمال في أعيننا.. وسنعمل على تدريبهم وتثقيفهم    بمشاركة منتخب مصر.. قناة مفتوحة تعلن نقل قرعة تصفيات أمم أفريقيا 2025    يامال: أتمنى انتقال نيكو ويليامز إلى برشلونة    محمد جبران بعد تكليفه بحقيبة وزارة العمل: التركيز على تدريب العمالة الفنية    طقس الخميس.. شديد الحرارة رطب نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء    محافظ القليوبية الجديد: مكتبي مفتوح للجميع واختياري مسؤولية كبيرة    محامية المايسترو هاني فرحات ترد بالمستندات على طليقته: الطلاق تم بعلمها    تعرف على موعد عرض حلقة أسماء جلال في "معكم منى الشاذلي"    إسلام إبراهيم ينتهي من تصوير مسلسل 'روح جدو'    سوداني يسأل الإفتاء: أريد الزواج من فتاة ليس لها وليّ فما الحكم؟.. والمفتي يرد    السيرة الذاتية للدكتور محمد سامي التوني نائب محافظ الفيوم    خالد عبد الغفار يقر بمشروع التأمين الصحى الشامل على رأس تكليفات الرئيس السيسى    أبرز المكاسب الدبلوماسية لمصر بعد ثورة 30 يونيو.. تحقيق التوازن ودور فعال    «حياة كريمة»: مستعدون للتعاون الكامل مع الحكومة الجديدة لمواصلة التنمية والبناء وتحسين جودة حياة المواطنين    وزير الرياضة: تفعيل الجهات الشبابية في المجتمع المصري أولوية    ماذا نعرف عن الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان؟    لويس دياز يحذر من الاسترخاء أمام بنما    وزير الأوقاف: سنعمل على تقديم خطاب ديني رشيد    وزير الإسكان يؤكد على أولوية مشروعات الإسكان والتطوير في مصر    للتدريب على استلهام ثقافة المكان في الفن.. قصور الثقافة تطلق ورش "مصر جميلة" للموهوبين بدمياط    حسام حسني يطرح أغنية «البنات الحلوة»    خبيرة فلك تبشر الأبراج النارية والهوائية وتحذر العذراء    تركت 3 أطفال.. قرار عاجل من النيابة بشأن المتهم بقتل زوجته في طنطا    ضبط 44 جروبًا على "واتس آب وتليجرام" لتسريب الامتحانات    المؤبد و10 سنوات لصاحب معرض السيارات وصديقه تاجري المخدرات بالشرقية    الحركة الوطنية: بيان 3 يوليو نقطة تحول تاريخية لانتصار إرادة الشعب    فريق طبي ب ملوي التخصصي ينقذ مريضا من الإصابة بشلل رباعي    نقيب الفلاحين: نأمل من وزير الزراعة الجديد تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي    السيرة الذاتية للدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة    مصرع شخص في حادث تصادم بالدقهلية    تنسيق الثانوية 2024.. خفض أعداد المقبولين في 5 كليات بجامعة حلوان- تفاصيل    طريقة عمل كباب الحلة، أكلة سريعة التحضير وموفرة    النائب إيهاب وهبة يطالب الحكومة بالتوسع في إنشاء صناديق الاستثمار العقاري    اشتباكات في بؤر استيطانية في الضفة المحتلة.. ومستوطنون يرمون الحجارة على قوات الاحتلال    رئيس جامعة حلوان يهنئ الدكتور أحمد هنو لتعيينه وزيرا للثقافة    النائب إيهاب أبو كليلة يطالب بتفعيل دور صناديق الاستثمار العقاري    حملات يومية بالوادي الجديد لضمان التزام أصحاب المحلات بمواعيد الغلق    موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنيه 2024 ورابط الحصول عليها    أمين الفتوى: ثواب جميع الأعمال الصالحة يصل إلى المُتوفى إلا هذا العمل (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 3-7-2024    عودة المساجد لسابق عهدها وتطوير هيئة الأوقاف.. ملفات على طاولة أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجديد    اللواء علاء عبد المعطى محافظ كفر الشيخ الجديد.. تعرف عليه    ليس زيزو.. الزمالك يحسم ملف تجديد عقد نجم الفريق    تطورات الحالة الصحية ل حمادة هلال بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجأة (خاص)    بث مباشر ..مباراة الزمالك وفاركو في الدوري    يورو 2024.. مواجهات ربع النهائي ومواعيد المباريات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حج الغلابة.. خط أحمر
نشر في الوفد يوم 29 - 03 - 2012

تأشيرات «حج القرعة» مهددة بالإلغاء لصالح شركات السياحة
شركات السياحة تكلف الحجاج أضعاف تكاليف «حج العمرة»
فرق الأسعار يتجاوز المليارات
من هم أصحاب شركات السياحة التي تنظم رحلات الحج والعمرة؟
تسربت أخبار من كواليس مجلس الشعب تتحدث عن محاولة يقوم بها بعض أعضاء مجلس الشعب من حزبي الحرية والعدالة «الإخوان المسلمين» والنور «السلفيين» للاستحواذ علي تأشيرات الحج المخصصة لوزارة الداخلية وللجمعيات التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية وعدد هذه التأشيرات 42500 (اثنان وأربعون ألفاً وخمسمائة) وتوزيع هذه التأشيرات علي عدد من شركات السياحة.
خطورة هذا الاتجاه أنه يحرم «الغلابة» من المواطنين من أداء فريضة الحج بتكلفة يستطيعون تحملها، فالمعروف أن هذه التأشيرات المخصصة للداخلية ووزارة الشئون الاجتماعية يستفيد منها المواطنون محدودو الدخل بتكلفة لا تتجاوز 17500 (سبعة عشر ألفاً وخمسمائة جنيه مصري) شاملة كافة التكاليف، بينما ترتفع القيمة التي يدفعها راغبو أداء الفريضة من خلال شركات السياحة لتبلغ في حدها الأدني 34000 (أربعة وثلاثون ألف جنيه) أي ضعف ما يتم دفعه للحج عن طريق تأشيرات الداخلية والجمعيات التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية.
وتبلغ المفارقة ذروتها عندما نعلم أن شركات السياحة تصنف الحج إلي درجات تبدأ أدناها بهذا المبلغ أي الأربعة وثلاثين ألف جنيه ثم تتصاعد حسب درجة الحج حتي تبلغ «الحج خمس نجوم» وتتقاضي شركات السياحة في هذا الحج السوبر مبلغ 150000 (مائة وخمسين ألف جنيه).
وعندما نعلم أن عدد التأشيرات المخصصة لوزارتي الداخلية والشئون الاجتماعية يبلغ - كما أشرنا سابقاً - اثنين وأربعين ألفاً وخمسمائة تأشيرة فإن تحويل هذه التأشيرات لتصبح من نصيب شركات السياحة، معني هذا أن شركات السياحة المحظوظة ستحصل علي مبلغ يتجاوز السبعة مليارات جنيه إذا تصورنا أن هذه الشركات لن تحصل مقابل هذه التأشيرات إلا علي الحد الأدني الذي تتعامل به وهو ضعف ما يدفعه حجاج وزارتي الداخلية والشئون الاجتماعية.
ورغم أنني لا أميل إلي إساءة الظن بأحد إلا أن مثل التصرف إذا تم فعلاً فإنه يثير آلافاً من علامات الاستفهام حول الحكمة من حرمان محدودي الدخل من أداء فريضة الحج بتكاليف منخفضة، أما السؤال الأخطر فيتعلق بمالكي هذه الشركات السياحية التي ستحظي بعدد وافر من هذه التأشيرات وبالتالي ستتمكن من حصد هذا الفارق الضخم الذي يصل إلي عدة مليارات من الجنيهات.
أسمع همسات كثيرة تؤكد أن النسبة الأكبر من هذه الشركات التي تنظم رحلات الحج والعمرة مملوكة لشخصيات منتمية للتيارات الإسلامية الممثلة في مجلس الشعب، وبالتالي فإن هذه الهمسات تشير إلي أن التحركات التي تسعي لحرمان «الغلابة» من الحج الرخيص وراءها مصالح خاصة لأصحاب الشركات التي ستحصد المليارات عندما تستحوذ علي حصة «الغلابة» من تأشيرات الحج.
ويضاعف من علامات الاستفهام موقف الجانب السعودي المسئول عن الحج فقد واجهت البعثة الرسمية التي أرسلتها الوزارة للتعاقد مع المؤسسات المعنية بتنظيم حج الوزارتين صعوبات ومعوقات غير طبيعية حتي إنها اضطرت آخر الأمر إلي العودة إلي مصر دون أن تتمكن من إنجاز مهمتها، ومعني هذا أن هذه العقبات - إذا استمرت - فسوف يؤدي الأمر إلي إلغاء الحج الذي تنظمه وزارتا الداخلية والشئون الاجتماعية وهو «حج الغلابة».
وعندما تذهب آلاف التأشيرات المخصصة للوزارتين لقمة سائغة لشركات السياحة ومعها المليارات التي تذهب إلي خزائن أصحاب هذه الشركات.
قد يدعي البعض أن هذه الشركات السياحية تقدم خدمات متميزة وأنها تتقاضي المبالغ الباهظة التي تصل إلي أضعاف ما يدفعه حجاج القرعة بل قد تصل عشرة أمثال تكلفة «حج الغلابة».
والحقيقة أن الخدمات التي يتم تقديمها لحجاج وزارتي الداخلية والشئون الاجتماعية لا تقل مطلقاً عن الخدمات التي تقدمها شركات السياحة للحجاج الذين يدفعون ضعف ما يدفعه حجاج الوزارتين.
يبقي أن نتوقف أمام ثغرة يريد أن يستغلها من يسعي للاستحواذ علي التأشيرات المخصصة للحج «الغلابة» هذه الثغرة هي اتجاه وزارة الداخلية في إطار إعادة هيكلة الوزارة إلي التخلي عن عملية تنظيم الحج والتنازل بالتالي عن الحصة المخصصة لها وهي ثلاثون ألف تأشيرة.
والأمر الطبيعي في هذه الحالة هو إضافة هذه التأشيرات المخصصة للداخلية للعدد المخصص للجمعيات التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية.
ومعني هذا أن يخصص لهذه الجمعيات نصف عدد التأشيرات التي تسمح بها السلطات السعودية وهي خمسة وثمانون ألف تأشيرة للحجاج المصريين.
والمنطق الذي يعتمد عليه الداعون لهذه القسمة العادلة بين شركات السياحة وبين الجهات المنظمة للحجاج محدودي الدخل أن حصة وزارة الداخلية يجب أن تذهب إلي الجهة التي تنظم الحج الخاص بمحدودي الدخل وبنفس التكاليف التي كان يدفعها الحجاج «الغلابة» لوزارة الداخلية.
آمل أن ينتبه من يسعي للاستحواذ علي تأشيرات «حج الغلابة» إلي أن مثل هذا السعي يثير شبهات قوية حول من يقوم به، فإذا كان من يتبني هذا الاتجاه منتسباً لتيار الإسلام السياسي، فإن المصيبة تكون أكبر لأن المفروض أن المنتسبين إلي تيارات الإسلام السياسي هم أكثر الناس حرصاً علي مصالح محدودي الدخل، وإذا كان مثل هذا التحرك الذي سيحرم محدودي الدخل من أداء فريضة الحج أو علي أحسن الفروض سيكلفهم أضعاف ما يجب أن يتحملوه لأداء فريضة الحج، إذا كان هذا التحرك سيمضي إلي نهايته، فمعني هذا أن الجماهير العريضة لن تصدق ما تسمعه من دعاة تيار الإسلام السياسي من أنهم الأكثر حرصاً علي مصالح محدودي الدخل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.