شن أعضاء لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب هجومًا عنيفًا على المجلس العسكري وعلى وزارة الخارجية وعلى جهاز المخابرات بسبب عدم سحب السفير المصري من إسرائيل وعدم طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وقطع العلاقات تمامًا مع الكيان الصهيوني. واحتج الأعضاء بشدة على عدم حضور مندوب المخابرات اجتماع اللجنة ووصف محمد السعيد إدريس رئيس اللجنة هذا التصرف بأنه استهانة بمجلس الشعب، وقال الأعضاء ان طرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري من إسرائيل هو أقل رد ينتظره برلمان الثورة من الحكومة. وحمل الأعضاء المجلس العسكري مسئولية تنفيذ هذا المطلب فورًا، واعترض الأعضاء على حديث السفير طاهر فرحات مدير إدارة إسرائيل بوزارة الخارجية الذي أكد أن وجود السفير الإسرائيلي في مصر يمثل أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية ويجب أن تكون هناك علاقات بين مصر وإسرائيل، مشيرًا إلى أنه يجب التفكير جيدًا قبلا اتخاذ قرار بقطع العلاقات مع إسرائيل أو إلغاء اتفاقية الكويز، خاصة أن مصر حصلت على 4 مليارات دولار خلال 7 سنوات من هذه الاتفاقية. وكانت لجنة الشئون العربية قد خصصت اجتماعها أمس لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أكد الأعضاء أن سياسة مصر يجب أن تتغير بعد ثورة 25 يناير وأن برلمان الثورة يجب أن يعبر عن مطالب الشعب. وشهدت اللجنة ثورة غضب شديدة من الأعضاء في وجه ممثل وزارات الخارجية عندما أكد ضرورة مراعات التدرج في التعامل مع إسرائيل طبقًا لمصلحة مصر ومصلحة القضية الفلسطينية أيضًا. وقال رئيس اللجنة إنه يشعر بالهزيمة وكأن ثورة 25 يناير لم تقم أساساً فهناك أمور تحولت إلى قاعدة لدى المسئولين خاصة مع الكيان الصهيوني وكأن التطبيع أمر حتمي لا فكاك منه. وانتقد رئيس اللجنة تصريح مندوب الخارجية بحصول مصر على 4 مليارات دولار من اتفاقية الكويز، واعتبار ذلك مكسبًا، وتهكم قائلا:" كأن مبارك مازال موجودًا ويتحكم في القرار"، وقال: هناك أجهزة في الدولة لها مصلحة في التطبيع وانحصر دور مصر في التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين وكأن المقاومة الفلسطينية يجب أن تنتهي وتستسلم لإسرائيل. وقال رئيس اللجنة ان 30 سنة من التطبيع في عهد مبارك جعل من يتحدث عن مواجهة مع إسرائيل كأنه ارتكب جرمًا.