كتبت :ساره عبد الحميد: ذكرت صحيفة واشنطن بوست اليوم الاربعاء أن غارى كوهن المستشار الاقتصادى للبيت الابيض وهو أحد أهم المخططين الرئيسيين للإصلاح الضريبي لعام 2017 قدم استقالته من البيت الأبيض، ونقل البيت الأبيض في بيان أصدره عن كوهن قوله: "تشرفت بخدمة بلادي ووضع سياسات اقتصادية داعمة للنمو لصالح الشعب الأمريكي وبصفة خاصة إقرار الإصلاح الضريبي التاريخي و أشعر بالامتنان للرئيس لمنحي هذه الفرصة وأتمنى النجاح الكبير له وللإدارة في المستقبل . وبعد استقالة كوهن أكد ترامب أنه سيتخذ قريبا قرارا لتعيين مستشار اقتصادي جديد خلفا لكون، فيما رجح مسؤول في البيت الأبيض أن يشغل بيتر نافارو مستشار البيت الأبيض أو المعلق المحافظ لآري كادلو محل كون، وقد نفى ترامب حدوث أي فوضى في البيت الأبيض، بعد أن أثيرت تساؤلات على سلسلة الاستقالات والإقالات، التي طالت أشخاصا من كبار المسؤولين في إدارته. وأضاف ترامب فى بيان له "ان جارى كان مستشارى الاقتصادى الرئيسى، وقام بعمل رائع فى قيادة جدول اعمالنا، مما ساعد على تحقيق تخفيضات ضريبية تاريخية واصلاحات واطلاق العنان للاقتصاد الامريكى وانه موهبة نادرة وثروة غنية في وول ستريت ، وأشكره على خدمته المتفانية للشعب الأمريكي . وأشارت الصحيفة الي إن رحيل كوهن، الرئيس السابق لجولدمان ساكس، الذي كان محاور بين إدارة ترامب ومجتمع الأعمال، هو آخر هزة إلى البيت الأبيض الذي كان صاخبا بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة ولم يتمكن من الاحتفاظ ببعض من أفضل موهبته . وستغادر استقالته من منصبه كمدير للمجلس الاقتصادي الوطني البيت الابيض دون وزن ثقيل مالي كان رجال الاعمال والقادة الاجانب يعتقدون انه كان بمثابة مضادة لنبضات ترامب الحمائية وكقوة معتدلة في مناطق اخرى . وقد اعتبر كوهن اختيارا غير تقليدى لقيادة فريق ترامب الاقتصادى لأنه كان ديمقراطيا من جولدمان ساكس، وهو بنك ترامب قد حشد خلال الحملة، لكن ترامب وكوهن قاما بإصلاح علاقتهما خلال دفع الخريف الماضي إلى التخفيضات الضريبية، والتي أصبحت أول إنجاز تشريعي رئيسي للإدارة . وقالت الصحيفة أنه في الأسبوع الماضي، استقال مدير الاتصالات هوب هيكس في اوخر فبراير، وجاء ذلك عقب مغادرة نائب مستشار الامن القومى دينا باول ونائب كوهن فى المجلس الاقتصادى الوطنى جيريمي كاتز . ويخطط كوهن للبقاء فى منصبه لعدة اسابيع وسيواصل التراجع عن الرسوم الجمركية المخطط لها من قبل شركة ترامب على واردات الصلب والالومنيوم التى هددت بالتصدي لحرب تجارية عالمية، وفقا لما ذكره شخص تحدث عن عدم الكشف عن هويته لبحث خطط كوهن . لكن تأثير كوهن على الرئيس قد تآكل بشكل واضح، وفى الاسبوع الماضى قال ترامب انه سيفرض تعريفات من شأنها ان تضر بالواردات من كندا والمانيا والمكسيك وبريطانيا وتركيا وكوريا الجنوبية ومجموعة من الدول الاخرى وتهدد بتصعيد العقوبات اذا ما تجرأ اى دولة على الرد، جاء هذا بعد أن قضى كوهن عدة أشهر في محاولة لتوجيه ترامب بعيدا عن التعريفات والحروب التجارية. كما قام وزير الدفاع جيم ماتيس ووزير الدولة ريكس تيلرسون بالضغط على التعريفات. ولكن في نهاية المطاف لم يتفوق عليها وزير التجارة ويلبر روس، المستشار التجاري بيتر نافار . وكان كوهن قد ناقش مع ترامب امكانية مغادرة البيت الابيض فى يناير، حسبما ذكر شخص مطلع على المحادثة، حيث كان دائما هدف البقاء فى ادارة ترامب لمدة عام تقريبا. ووافق على الانضمام إلى ترامب في الاجتماعات الاقتصادية في دافوس، سويسرا، ثم المساعدة في خطاب حالة الاتحاد. كانت خطة البنية التحتية كوهن قد قضت عدة أشهر في محاولة لتصميم كان من المفترض أن يكون محور الجزء الأول من هذا العام، لكنه تم تهميش مرارا، لأول مرة للنقاش حول سياسة الهجرة ثم من خلال اطلاق النار الشامل الشهر الماضي في مدرسة ثانوية في ولاية فلوريدا . وكان كوهن ووزير الخزانة ستيفن منوشين ساعدان فى اقناع ترامب بتأجيل تنفيذ اتفاقيات التجارة او فرض رسوم جمركية فى اواخر العام الماضى لتجنب إثارة الجمهوريين الكونغرسيين خلال المناقشة الضريبية. وقال ستيف مور، الذي كان مستشارا اقتصاديا لترامب خلال حملة عام 2016: "لقد أعجبت كثيرا بالمهمة التي قام بها. "أنا لا أعترف دائما كنت مخطئا، ولكن كنت مخطئا حول غاري. كان قيمة جدا لترامب. كان يد مطردة ". ولم يكن من المتوقع أن يبقى كوهن طويلا حتى عام 2018، لكنه لم يمض موجة المغادرة الأولى في يناير وفبراير. ارتفع سوق الأسهم في عام 2017 جزئيا بسبب النمو العالمي ولكن أيضا بسبب الحماس المستثمرين حول جدول أعمال ترامب إزالة القيود والتركيز على التخفيضات الضريبية، والبنود التي كوهن ساعد التصميم. الا ان الاشخاص المقربين من كوهن قالوا انه وجد المحوري نحو الحمائية هذا العام غاضبا، ولن يجبر نفسه على الخروج علنا والدفاع عنه. ولم يحضر كوهن مؤتمر ترامب الصحفى يوم الثلاثاء، وهو ما يفعله عادة.