أعربت الكويت عن قلقها الشديد من البرنامج النووي الايراني ودعت كافة الدول إلى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة عند تفكيرها بإنشاء محطة للطاقة النووية تراعي فيها البعد عن مناطق الزلازل والكوارث الطبيعية وتحصين تلك المواقع بما يعزز من تبديد كافة المخاوف. جاء ذلك على لسان الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير الكويت في لقاء له مع صحيفة اساهي اليابانية بمناسبة زيارته الرسمية لليابان والتي تستمر عدة ايام . واشار امير الكويت الى ان بلاده قد قامت من خلال التنسيق بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإنشاء مركز لمواجهة الكوارث مقره دولة الكويت للتنسيق بين دول المجلس ووضع الخطط الوقائية لمواجهة أي كارثة محتملة. واضاف انه كان لدى الكويت خطط بإقامة محطة للطاقة النووية وقد بدأت الجهات المختصة بإعداد الدراسات والتصورات لمثل هذا المشروع وقد ارتأت بعد الحادث الذي تعرضت له منطقة فوكوشيما إعادة النظر في ذلك المشروع شأنها في ذلك شأن عدد من الدول التي حولت برامجها النووية للطاقة إلى مجالات أخرى أكثر أمنا ًوسلامة. وفيما يتعلق ببرنامج إيران النووي ، اكد ان بلاده تشعر بقلق تجاه هذا البرنامج خاصة وان مفاعل بوشهر يقع على الخليج العربي والذي يمثل مصدر المياه لكل دول الخليج الأمر الذي سيشكل في حال حدث أي تسريب لهذا المفاعل كارثة ليس على الكويت فقط انما لكل الدول المطلة على الخليج العربي والتي تعتمد مياه شربها على تحلية مياه الخليج. واكد أن دولة الكويت تشعر بقلق شأنها في ذلك شأن بقية دول العالم من طبيعة عدم التعاون الإيراني الدائم مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس بالنسبة لبرنامجها النووي. وأعرب عن ان الكويت تأمل أن تتم تسوية هذه المسألة بالطرق السلمية وذلك لتفادي أية آثار كارثية في حال القيام بعمل عسكري واشار الى ان بلاده ودول مجلس التعاون تسعى الى حث واقناع الجانب الإيراني بعدم التصعيد وتحقيق التعاون الأمثل الذي يوفر الاطمئنان لدول المنطقة ويدعم أمنها واستقرارها. وحول ما يتردد عن إغلاق مضيق هرمز اشار الشيخ صباح الاحمد الى ان مضيق هرمز يعد شريان حيوي للعالم برمته حيث تمر ما يقارب نصف إمدادات النفط عن طريقه . واوضح ان دول مجلس التعاون ومن ضمنها دولة الكويت قد اجروا اتصالات مع الإيرانيين لضمان عدم اتخاذ أي إجراء لإغلاق مضيق هرمز أو حتى التهديد به لتأثيراته السلبية. وأكد ان الكويت ومنذ فترات طويلة تعمل على توفير مخزون من النفط عن طريق شركاتها العالمية من خارج منطقة الخليج لضمان عدم توقف إمداداتها للدول المستوردة للنفط الكويتي. وحول ما يسمى بالربيع العربي ووفوز الأحزاب السياسية الإسلامية أكد أن الأحزاب السياسية ذات الطابع الإسلامي تشكل جزءاً من النسيج السياسي لدول المنطقة وقد ترتفع أسهم تلك الأحزاب أو تنخفض بناء على معطيات الساحة المحلية وقدرتها على التفاعل الإيجابي مع تلك المعطيات وفوز تلك الأحزاب أو غيرها يأتي نتيجة لممارسات ديمقراطية نزيهة ينبغي على الجميع احترام نتائجها والتعامل الواقعي معها باعتبارها خيارات للشعوب. وفيما يتعلق بالاوضاع في سوريا أكد الشيخ صباح الاحمد أن دول مجلس التعاون الخليجي ضمن منظومة الجامعة العربية ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للأزمة في سوريا قد بادرت إلى بذل جهودها للضغط على النظام السوري لإقناعه بتحقيق مطالب الشعب السوري العادلة. واشار الى أن دولة الكويت تلعب دورا رائدا مع بقية دول العالم وعبر الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان لضمان أمن وسلامة الشعب السوري وتحقيق إرادته ويتحقق هذا الدور اليوم من خلال رئاسة دولة الكويت لمجلس جامعة الدول العربي التي تتولى هذا الملف بكل تفاصيله. وأشار الى أن على المعارضة السورية مسئولية كبيرة تستوجب توحيد صفوفها لضمان تيسير دعمها من قبل المجتمع الدولي وقد نادت جامعة الدول العربية وفي مختلف المناسبات أطراف المعارضة لتوحيد صفوفها بما يحقق وييسر تحقيق مطالبها وبما يسهم في اقناع المجتمع الدولي بتوفير مزيد من الدعم والمساندة لهذه المعارضة.