"يمنع منعاً باتا جلوس أي طالب بجوار طالبة داخل أي من مدرجات أو قاعات السكاشن أو أروقة أو سلالم الكلية".. ما قرأته ليس "مزحة" من أحد الأشخاص أو "نكتة" من ضمن مئات النكت التي قيلت بعد وصول الإخوان والسلفيين إلى البرلمان.. بل هو تحذير حقيقي معلق في كلية الحقوق جامعة بني سويف، حيث قام عميد الكلية بوضعه، مهددا أنه في حالة تنفيذ التعليمات سوف يحال المخالف إلى مجلس التأديب وإخطار ولي الأمر!. ولم تكن هذه حالة فردية، بل حدثت أيضا واقعة أخرى في جامعة طنطا، حيث تم منع الاختلاط بين الجنسين أثناء رحلة الاقصر وأسوان سواء في أماكن الطعام او في أماكن السياحة والمعابد مما أدى إلى إستياء أغلب الموجودين في الرحلة والتي أعتبروها تعدي على حرياتهم ورجوع إلى الخلف. ومن هنا تأتي عدة تساؤلات عن شكل الحياة الجامعية في السنوات القادمة.. وهل ستستطيع التيارات الإسلامية رفع شعار ممنوع الإختلاط في كل الجامعات، وهل من الممكن أن يتكيف الطلاب مع هذا الوضع؟. تحدثت "الوفد" مع مجموعة من طلاب جامعة طنطا والجامعات لمعرفة رأيهم حول مسألة منع الإختلاط بين الجنسين.. طلاب طنطا: إيه النتيجة؟ قالت إحدى الطالبات المشاركات برحلة الأقصر، وهي بالفرقة الرابعة صيدلة طنطا: "أنا خطيبي كان في الرحلة ومكنتش عارفه أشوفه، والسؤال إيه النتيجة لمنع الاختلاط بعد الرحلة؟". وأضافت طالبة بالفرقة الرابعة طب بشري طنطا: "هو عادي مش فارق معانا.. بس ليه يعني؟، ما إحنا على طول مع بعض زملاء في الكلية إيه حصل يعني؟". أما أحد الطلاب بكلية العلوم، فيقول: "أنا مش فاهم.. الاختلاط دايما في الكلية، إيه الجديد، وبعدين إيه التفكير الساذج العقيم ده، دي رحلة مش خلوة". "مستحيل يطبق" أما عن طلاب الجامعات.. فيقول أحمد ممدوح،20 سنة طالب في كلية الصيدلة: "أنا مش قادر أصدق إن احنا بقينا في سنة 2012 وقرار زي ده يتعلق في إحدى الجامعات، مقدرش أقول غير إني ده قرار مستحيل يطبق ولا حتى في الأحلام ،لأن مستحيل نرضى إن أي حد يقيد حريتنا ويتحكم فينا، وبعدين الحمد الله إحنا نعتبر من الشعوب المعتدلة في تصرفاتها والعادات والتقاليد الموجودة في المجتمع تمنع الاغلبية من فعل أي شيء منافي للآداب".
ويتفق معه في الرأي حسام الدين مصطفى، 18 سنة، كلية التجارة، قائلا: "أولا هو مش ممكن الكلام ده يحصل في الجامعات المصرية أبدا، وبعدين المفروض إن أي قرار تصدره الجامعة يكون منطقي وقابل للتنفيذ، يعني إيه الحكمة أنهم يمنعه الطلبة من الجلوس أو التحدث مع بعض؟، بالعكس ده هيؤدي لحدوث نتائج سلبية لأن مثل هذه القرارات ستؤدي إلى هروب هؤلاء الطلاب إلى خارج الكلية لكي يستطيعوا التحدث ومن هنا ستكون الخطورة الحقيقة لأن الكافيهات والشوارع ستكون البديل". "ياريت يتنفذ" بينما تقول هدى حسين،22 سنة، كلية طب أسنان: "لا مانع من وجود مثل هذه القرارات لكي تقّوم إخلاقيات الطلاب الذين لايراعون الآداب العامة، حيث أن البعض منهم ينسى أنه في حرم جامعي ويتصرف وكأنه قاعد على الكورنيش، لذلك لابد من وضع ضوابط لمثل هؤلاء لكي يعرفوا أن الكلية مكان للعلم مش لحاجة تانية، وبتمنى أنه يطبق في كل الجامعات المصرية والمدارس أيضا". "هو إحنا إما نسيب الحبل أوي لا نشده ع الأخر؟"، هذا ما يقوله محمد عادل، 20سنة، طالب بكلية حاسبات ومعلومات، مضيفا: "يعني مفيش حل وسط، ده حتى دين الإسلام بيقولنا خير الأمور الوسط، يعني بدل ما يصدروا قرارات زي دي ويفرضوها على كل الطلاب ويمنعهم من تبادل الحديث يمنعوا تواجد طالب وطالبة في مكان داخل الكلية منفردين أو في مكان بعيد عن الأعين، وبكده يكونوا ضمنوا الإلتزام بالآداب العامة للجامعة وعدم الخروج عنها". "تفكير ساذج" وتقول رضوى علي، 21 سنة، طالبة بكلية الإعلام: "طبعا ده تفكير ساذج للغاية وغير مدروس، ومعناه إن البنت أو الولد يؤجل أول تعامل بينهما لما بعد التخرج، وأكيد هيحصل خلل كبير في المجتمع، يعني أنا في كلية الإعلام المفروض عليّ إني أتواصل مع جميع الناس لكي اكتسب خبرة، فكيف يمكن أن يتم ذلك في ظل تطبيق مثل هذه القرارات الرجعية والمتخلفة".