باقي من الزمن حوالي 105 يوم ، وتنتهي المرحلة الإنتقالية بأن يتم إعداد دستور جديد لمصر و ينتخب رئيسها أيضاً بالتوازي ، ثلاثة شهور هي ما تبقى لتقرير مصير مصر ، وبعيداً عن الأسئلة الجدلية التى تضيع الوقت أكثر مما تفيد ، كسؤال أحدهم مثلاً : هتختار مين رئيس لمصر ؟ وعدد المتقدمين للترشح لهذا المنصب ؟ ونوعية الفئات المتقدمة ؟ الحقيقة أن ما يشغلني الآن أمرأ أخر .. الدستور ثم الدستور ثم الدستور وفقاً لما جاء في المادة (60) من الإعلان الدستوري والتى تنص على أن " يجتمع الأعضاء غير المعينين لأول مجلسي شعب وشورى خلال 6 أشهر من إنتخابهم لإنتخاب جمعية تأسيسية من 100 عضو ، تتولى إعداد مشروع دستور جديد للبلاد" وما يثير دهشتي هنا .. أنه بالرغم من كون المادة المشار إليها لم تشترط أن ينتخب الأعضاء من داخل البرلمان إلا أنه هناك أصرار غير مبرر لأن يكون من بين المائة عضو 40 شخصية من داخل البرلمان، هل هناك رغبة في تمرير شيئاً ما !!؟؟؟ منطق الأشياء يقول بأنه لا يجوز أن من يقوم بإنتخاب اللجنة ، هو من يتقدم للترشح لها فتداخل الأدوار لا مبرر له وخاصة في ظل خلو المادة (60) من معايير إنتخاب اللجنة . وهنا يجب أن نعترف أيضاً أننا بصدد سيناريو مأساوي إذا ما أعيد إنتاج سيناريو الإستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس من العام الماضي ، فيجب علينا توخى الحذر من الوقوع في فخ إنقسام الشعب حوله ، من خلال ممارسات الإستقطاب الديني البغيضه ، ولذ أرجوا ممن يمارسون هذا الفعل أن يغلقوا أفواههم في هذا الإتجاه لتغلق معها أبواب الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. فكل المصريين حريصون على دينهم وعلى بقاء الشريعة الإسلامية مصدراً رئيسياً للتشريع ، وللذين يزايدون على المصريين بهذا الأمر ، فدعوني أقول لكم أن دستور 23 جاء قبلكم بخمس سنوات وقد نص على أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية والشريعة الاسلامية المصدر الرسمي للتشريع. فأبحثوا عن أمر أخر يجعلنا نقتنع بكم و يجعل عقولنا تعمل لكم عن غيركم . يا قوم ... الأغلبية البرلمانية متغيرة .. والثابت الوحيد في الأمر هو الدستور. يا عسكري .. لماذا لا يخرج علينا أحدهم لديك لتوضيح المادة 60 من الإعلان الدستورى ؟ يا دستوريونا ... لماذا لا تقوموا بالرد على الخطابات التى تطالبكم بالتفسير القانوني للمادة أنفة الذكر وأنتم صاحب أختصاص أصيل ؟ يا شعب مصر ... لا أستفتاء على الدستور مالم تقوم كل أجهزة الدولة ببذل كل الجهد من خلال إعلامها المرئ والمسموع والمقروء للشرح والتوضيح والتبسيط وجعلها فرصة ليكون دستور مصر واضح لكل مصري ، حتى لا تبقى قلة تحتكر .. وأغلبية تستغل .. بعدم وضوحه لديك.
