«سليم الأول».. اسم يعرفه أهالي حي الزيتون جيدًا واعتادوا عليه في السنوات الماضية، باعتباره الاسم الذي يُطلق على أحد أكبر الشوارع بها، إلا أنه لن يكون كذلك بعد اليوم، بعدما قرر المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة تغيير اسم شارع سليم الأول. القرار جاء بناء على طلب تقدم به الدكتور محمد صبري الدالي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، بإزالة اسم سليم الأول من على الشارع، لأنه لا يصح إطلاق اسم أول مستعمر لمصر، الذي أفقدها استقلالها وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية. وشكلت المحافظة لجنة تسميات منوطة باختيار أسماء الشوارع، لاختيار اسم جديد لشارع سليم الأول بالزيتون، بالمشاركة مع أهالي الحي بعد إجراء استطلاع للرأى، بالإضافة إلى أصحاب المحلات والمهتمين من المثقفين والمؤرخين للوصول للاسم المناسب. وفي هذا الصدد، ترصد «بوابة الوفد» أبرز المعلومات عن السلطان سليم الأول، بالإضافة إلى الشوارع التي لا تزال تحمل أسماء المحتلين والمستعمرين السابقين لمصر، خلال هذا التقرير. وسليم الأول، هو ابن السلطان العثماني بايزيد الثاني ابن السلطان الفاتح محمد الثاني، ولم يكن والده يريده أن يرث عنه الحكم. وعمل سليم الأول، على إزاحة والده من على رأس السلطة والتخلص منه، فانقلب عليه، وعزله واستولى على الحكم في 1512. وبعدها بدأت مساعيه، لتثبيت حكمه والدولة العثمانية، فاتجه إلى السيطرة على دول العالم الإسلامي، ومنهم الدولة المملوكية في مصر. وقام سليم الأول بالقضاء على المماليك في مصر، بعد هزيمتهم في معركة دابق بالقرب من مدينة حلب، في العام 1516، بعدما تحرك إليها الجيش المصري بقيادة السلطان قنصوه الغوري، لمحاربته. ومع دخوله لمصر، قام بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها، وأعدم طومان باى، آخر سلطان مملوكي، على باب زويلة، وترك جثته معلقة عليها، وحل الجيش المصري، لتكون الدولة تابعة للحكم العثماني في إسطنبول حتى عام 1807. وبعد سيطرة سليم الأول، على مصر وبسط نفوذه فيها وتوطيد حكمه، توجه إلى الساحل الليبي للسيطرة عليها هي الآخر، إلا أن لم يعيش كثيرًا ليرى توغل دولته العثمانية أكثر فأكثر، حيث مات متأثرًا بالسرطان وهو في طريق عودته. أما بالنسبة لأسماء الشوارع والحدائق الغريبة في مصر والتي حمل بعضها أسماء مستعمرين للبلاد، نجد حديقة اللمبي في منطقة رشدى بالأسكندرية، وهي نسبة إلى جنرال إنجليزي مستعمر، وأيديه ملطخة بدماء أبنائها. وفي الإسكندرية أيضًا، يوجد حي باكوس، نسبة إلى إله الخمر عند الإغريق والرومان الذين كانوا يسكنون الحي بكثرة قديمًا، وفي منطقة الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة، يوجد شارع سنان، وهو على اسم أحد حكام مصر في عهد الدولة العثمانية، وفي حي الزيتون، يوجد شارع نصوح، نسبة إلى الصدر الأعظم نصوح باشا، الوزير الأول لأحد سلاطين الدولة العثمانية السلطان أحمد، وهو من أبناء سليمان القانوني نجل سليم الأول.