تقرير - حنان عثمان: تمتلك مصر مجموعة من أجمل وأروع الفنادق على مستوى العالم، بعض منها له تاريخ يمتد لأكثر من مائة عام وتحمل جدرانها قصصاً وحكايات تنطق تاريخاً وأحداثاً عظيمة، كانت تلك الفنادق شاهدة عليها وجميع الفنادق التاريخية فى مصر مملوكة للدولة من خلال الشركة القابضة للفنادق والسياحة وشركاتها التابعة. ويعد التأكيد على أهمية تطوير تلك الفنادق إحدي أهم الرسائل التى يحملها كل وزير جديد يتولى حقيبة قطاع الأعمال العام ومسئولية الشركات القابضة، آخرها الاجتماع بين خالد بدوى وزير قطاع الأعمال العام وميرفت حطبة رئيسة الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما، حيث طالب بدوى بالاهتمام بتطوير الفنادق التاريخية. حقيقة بدأ أكبر اهتمام بالفنادق التاريخية فى 2006 حيث عملت وزارة الاستثمار وقتها والتى كانت تتبعها الشركة القابضة للفنادق فى أول خطة لتطوير الفنادق التاريخية وهى ماريوت القاهرة ومينا هاوس والنيل ريتز كارلتون وشبرد القاهرة وسيسيل وفلسطين بالإسكندرية وكتراكت أسوان وونتر بالاس بالأقصر وفندق الأقصر بالأقصر، وتعد الفنادق التاريخية المصرية من أقدم الفنادق التى تم تشييدها فى مصر، ولها طراز معمارى فريد ومتميز، بالإضافة إلى الأحداث التاريخية التى شهدتها تلك الفنادق والشخصيات البارزة التى قامت بزيارة مصر والإقامة فى تلك الفنادق، مثل سير وينستون تشرشل والأميرة ديانا وأجاثا كريستى وغيرهم من مشاهير العالم فى جميع المجالات. ووفقاً لبيانات الشركة القابضة للسياحة والفنادق فإن عمليات تطوير الفنادق التاريخية بدأت منذ 2006 ومستمرة إلى الآن على الرغم من ارتفاع تكلفة عمليات التطوير فى بعضها بسبب ارتفاع سعر الدولار، كان آخرها فندق شبرد الذى أغلق بعد ثورة يناير 2011 بسبب انخفاض نسبة التشغيل به وتم طرح مناقصة تطويره. إن ارتفاع الدولار قد أدى إلى مضاعفة تكاليف تطوير فندق شبرد، حيث كان التقدير الأول الذى تم لتطوير الفندق كان 45 مليون دولار فى أول 2016 وهو ما يعادل وقتها 320 مليون جنيه مصرى غير إن تحرير سعر الصرف قد أدى إلى تغير التقدير تماماً، حيث ارتفعت القيمة إلى ما يوازى 660 مليون جنيه مصرى، وكانت الشركة كانت قد بدأت بالفعل فى إجراءات التطوير وقام المقاول المسئول بالبدء بالفعل فى العمليات الإنشائية ولم يكن من الممكن التوقف عن العمل حيث إنه وفقاً للقيمة الهندسية فإنه لابد من استكمال أعمال الإنشاءات والتطوير التى بدأت على أن تتم إعادة دراسة التكلفة خاصة أن المقاول الإنشائى له سابقة فى أعمال تطوير الفنادق. ويعد فندق شبرد من الفنادق التاريخية فى مصر وله شهرة عالمية وكان موقعه الأول بوسط القاهرة وأحرق ضمن حريق القاهرة عام 1951 ثم أعيد بناؤه مع نقل موضعه إلى منطقة جاردن سيتى أمام النيل وافتتح عام 1957، وتبلغ إجمالى مساحة أرض الفندق 3198.45 متر مربع يضم 254 غرفة وجناحاً فندقيًا. أما آخر عمليات تطوير تمت فى الفنادق التاريخية فكانت فى يونية الماضى حيث تم افتتاح المرحلة الأولى من أعمال التطوير بفندق ماريوت القاهرة، المملوك لشركة «إيجوث» التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق، وبلغت تكلفة التطوير 151 مليونًا. وشمل التطوير حمام سباحة «ساخن وبارد»، ومنطقة «الليالى المصرية» وملحقاتها من مطابخ، وقاعة شتوية مغطاة بسقف متحرك شاملة كافة التجهيزات والمعدات ولوازم التشغيل وأعمال تنسيق الموقع العام، وتشمل المرحلة الثانية من التطوير ناديًا صحيًا على أحدث التقنيات وملحقاته، وكان من المتوقع الانتهاء منها فى نهاية عام 2017، كما تسعى القابضة للسياحة إلى بدء تطوير فندق كونتيننتال التاريخى وإنشاء شركة مشتركة بين «إيجوث»، والشركة القابضة للسياحة، ومجموعة من المستثمرين، خاصة أن التكلفة اللازمة لتطوير الفندق هى 1.5 مليار جنيه. فيما شهد فندق مينا هاوس عمليات تطوير خلال الفترة الماضية بتكلفة بلغت 140 مليون جنيه لكل من الغرف والحديقة. ومن أكبر علميات تطوير الفنادق التاريخية كان إنقاذ فندق كتراكت من الانهيار وإعادة تطويره واستمرت أعمال التجديد لثلاث سنوات كاملة، وذلك فى الفترة من 2008 إلى 2011 شهد خلالها عملًا شاقًا وتحدياً كبيراً لإعادة الفندق كواجهة لمدينة أسوان وليعيد لمصر التحدى أمام فنادق العالم الأخرى وليؤهله لنيل العديد من الجوائز العالمية فى قطاع الفنادق. يذكر أن فندق كتراكت التاريخى تم بناؤه عام 1899 وكان من أهم من أقام فى هذا الفندق التاريخى العظيم السير وينستون تشرشيل وأغاخان الثالث وقيصر روسيا نيكولاس الثانى والملك فاروق والكاتبة الشهيرة أجاثا كريستى والتى كتبت قصتها الشهيرة «جريمة على ضفاف النيل» من شرفتها فى الفندق. كما شهدت القابضة للسياحة والفنادق تطوير فندق النيل ليتحول إلى النيل ريتز كارلتون بتكلفة بلغت نحو مليار جنيه وجرى افتتاحه فى 2015.
