بدأت صباح اليوم الاثنين في العاصمة اللبنانية بيروت أعمال الندوة العلمية (مكافحة الاتجار بالبشر) التي تنظمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بوزارة الداخلية اللبنانية خلال الفترة من 12 الى 14 مارس الحالى. أوضح د. عبد العزيز بن صقر الغامدي رئيس الجامعة أن هذه الندوة العلمية تأتي في إطار سعي الجامعة لاستشراف القضايا الأمنية المهمة باعتبارها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث تواصل الجامعة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والمنظمات الدولية في مجال مكافحة الاتجار بالبشر الذي توليه الجامعة اهتمامها وعنايتها. وقد أصدرت الجامعة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر( 17) إصداراً علمياً ونفذت (22) بحثاً ،وعقدت (5 )ندوات و (6 )حلقات علمية بالإضافة إلى مناقشة الموضوع من خلال عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه . وأضاف أن ظاهرة الاتجار بالبشر أصبحت محط الاهتمام الإقليمي والدولي لما لها من أبعاد إنسانية وأخلاقية وقانونية لأنها تتعلق أساساً باستغلال البشر وانتهاك حقوقهم الأساسية والمساس بكرامتهم والإساءة إليهم خاصة في ظل التصاعد المتنامي لأنشطة الجريمة المنظمة في هذا المجال مايجعلها جديرة بالبحث والمناقشة الرصينة من منظور علمي وقانوني وعملي من خلال البحث في التدابير الوقائية الفعالة في مجال التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة والعالمية . من جهته أعرب اللواء أشرف ريفي مدير عام قوى الأمن الداخلي بالجمهورية اللبنانية عن تقدير وزارة الداخلية اللبنانية للدور الكبير الذي تقوم به جامعة نايف لتحقيق الأمن الشامل عربياً ودولياً واعتزاز الجهات الأمنية اللبنانية بتعاونها وشراكتها الإستراتيجية مع بيت الخبرة الأمنية العربية ، وأوضح أن هذه الندوة تأتي في إطار هذا التعاون لتناقش جريمة الاتجار بالبشر وهي جريمة دولية تتجاوز الحدود الوطنية وتعد شكلاً من أشكال الرق وانتهاكاً لحقوق الإنسان وجريمة تجاه الفرد والدولة معاً فهي جريمة تمس الأمن البشري وأمن الدولة على حد سواء. وبين أن هذه الجريمة تعد أحد أكثر مصادر الدخل جذباً للمجموعات الإجرامية الأمر الذي يفرض تطبيق سياسات مضادة وإجراءات فعالة بطريقة متطابقة ومستديمة من قبل المجتمع الدولي وتطوير وسائل المواجهة وتفعيلها والتعاون بين الدول من خلال تبادل المعلومات فيما بينها وتنسيق وتوحيد التشريعات والالتزام بالمعاهدات الدولية والإقليمية ذات الصلة . تهدف الندوة إلى بيان أهمية الإعلام في مكافحة الاتجار بالبشر ، وإبراز الجهود العربية والدولية في مكافحة الاتجار بالبشر ، والتوصل إلى رؤية عربية حول مكافحة هذه الجريمة . يشارك في أعمال الندوة العاملون في وزارات الداخلية، والعدل، والعمل والشئون الاجتماعية، والإعلام في الدول العربية والأجهزة المعنية بموضوع الندوة والخبراء المتخصصون من المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية . وستناقش الندوة أوراقها من خلال عدد من المحاور من أهمها : توضيح مفهوم وطبيعة وخلفية الاتجار بالبشر ،والفرق بين تهريب البشر والاتجار بهم ، والجهود العربية والدولية في المكافحة ، والبروتوكولات الدولية في المكافحة ، ودور مؤسسات الإعلام في التصدي للاتجار بالبشر . و من الأوراق العلمية التي ستناقش في الندوة (أهمية وسائل الإعلام في التصدي لظاهرة الاتجار بالبشر وتهريبهم) ، و (الآثار النفسية والعضوية لضحايا الاتجار بالبشر ) و غيرها من الأوراق المتعلقة بالموضوع ، بالإضافة إلى مناقشة تجارب كل من المملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب وقطر ولبنان والولايات المتحدةالأمريكية في مجال مكافحة الاتجار بالبشر وتقارير الوفود المشاركة.