كتب- باسل عاطف: ولد في قرية بدين مركز المنصورة في دلتا مصر، ويُعتبر واحداً من أقوى الدعاة إلى "الديمقراطية" في العالم العربي، ويعتقد بأن "الدكتاتورية" هي سبب ضعف الأمة العربية وسبب خسارتها في الحروب التي خاضتها. "سعد الدين إبراهيم" عضو لأكثر من مؤسسة من مؤسسات حقوق الإنسان، كالمؤسسة العربية للديمقراطية، والمشروع للديمقراطية في الشرق الأوسط، ويُعتبر سعد الدين أحد مؤسسي الحركة المصرية الحديثة للمجتمع المدني. بدأ حياته في مهاجمة الدولة ومناداته بالحرية والديموقراطية منذ أن كان طالبًا في جامعة القاهرة فكان هو القائد الأول لتلك المسيرات، وبعد ذلك تناول من خلال دوره الأكاديمي عدة قضايا في مواجهة المجتمع المدني المصري، مثل دور الإخوان المسلمين في السياسة المصرية، وحقوق الأقلية المصرية خاصة حقوق الأقباط. ومنذ بداية الألفية الثانية خلال حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك دخل في صدام مع النظام، واعتُقل بتهم تلقي أموال من الخارج، ثم حُكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة "الإساءة لصورة مصر" و"الحصول على أموال من جهات أجنبية دون إذن حكومي"، ولكن سريعًا ما دعت منظمة العفو الدولية - آمنستي إنترناشونال - الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحه. في أغسطس 2000 وجهت النيابة المصرية لسعد الدين إبراهيم تهمة التجسس لحساب الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووصل عقوبة الاتهام إلى الحكم بالسجن لمدة 25 عامًا مع الأعمال الشاقة، ولكن تم تبرأته من قبل محكمة النقض من كل ما نسب إليه من تهم. زيارته إلى تركيا عام 2006 وفي مارس 2016 قام سعد الدين إبراهيم بزيارة لتركيا، وأحيطت هذه الزيارة بقدر كبير من الغموض؛ بسبب تضارب التصريحات حول لقائه بعدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية ومعارضين مقربين منهم. وقتها أطل الرجل على وسائل إعلام واعترف صراحة أنه سافر إلى تركيا لإلقاء محاضرات علمية، وأثناء وجوده التقى قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، وأيمن نور زعيم حزب غد الثورة. وقال سعد الدين إبراهيم مبررا الزيارة إلى تركيا ولقائه بقيادات الإخوان، إن الأمين العام للجماعة طالبه بشكل – غير صريح- بحسب قوله، بتجديد طلب مصالحتهم مع الدولة، مشيرا إلى أنه توجه لاسطنبول منذ أيام والتقى أيمن نور، ومنصف المرزوقى، ومحمود حسين أمين عام جماعة الإخوان، وجميع الشخصيات التى دعته للمقابلة التقى بهم. الخطوة أثارت جدلا واسعًا، ورأي قطاع عريض من المحللين السياسين، أن سعد الدين إبراهيم قدم نفسه للإدارة الأمريكية بأنه يمكن أن يكون جسرا للعلاقة بينهم وبين الإخوان، وهو سجن مع قياداتهم فى التسعينيات، وطلبوا منه القيام بتلك المهمة، ومن ثم فقد لعب دورا فى فتح حوار بين الإخوان وبين الأمريكان قبل 25 يناير، وقبول الأمريكان بمجئ الإسلاميين إلى السلطة وترشحهم لها إذا اختارهم الشعب وإذا لم لم تهدد المصالح الاستراتيجية الأمريكية والمصالح الإسرائيلية. وأشار المحللون إلى أن إبراهيم لعب دورا من قبل في تأسيس ما أطلق عليه الجهاد الديموقراطي وهو التفاوض مع مجموعات من الجهاديين القدامى ومنهم نبيل نعيم وبعض أصدقائه لإعلان مايسمى بالجهاد الديموقراطي، وهى دعوة كان القصد منها مخاطبة الإدارة الأمريكية والمهتمين بالظاهرة في الغرب أنه يعمل من أجل احتواء الإسلاميين الجهاديين والإخوان بعيدا عن التيارات المتشددة القاعدة وداعش. بعدها ظهر جليا مساعي وتحركات المفكر الديمقراطي للترويج لفكرة المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، فقد اتهم مباشرة بتلقي أوامر بالترويج لهوجة المصالحة تحت أى ظرف لتخفيف الضغوط الدولية على الجماعة الإرهابية ومحاولة غسيل سمعتها وتبييض وجهها. زيارته إلى إسرائيل زار سعد الدين إبراهيم أمس الثلاثاء، إسرائيل لإلقاء محاضرة بمركز موشي ديان التابع لجامعة تل أبيب حول "ثورات الربيع العربي في مصر والدول العربية" تحت عنوان "الاضطرابات السياسية في مصر: إعادة النظر في التاريخ". وتجري جامعة تل أبيب على مدار 3 أيام جلسات بمناسبة مرور 100 عام على ثورة 1919 المصرية وما تبعها من ثورات أخرى مرت بها مصر مثل ثورة 23 يوليو وثورات الربيع العربي في مصر ودول أخرى. وماقام به إبراهيم أثار تساؤلات عدة عن علاقته بتل أبيب، وما الهدف الفعلي من زيارة المفكر الشهير خاصة في هذا التوقيت العصيب والتي أعلنت أمريكا منذ أيام قليلة بأن القدس عاصمة إسرائيل ما أثار غضب المسلمين والعرب. ويشارك سعد الدين إبراهيم في إلقاء المحاضرات البروفيسور "شيمون شامير"، والبروفيسور "أفياد كلاينبرج" والبروفيسور "أوزي رابي" والدكتورة "ميرا تسوريف"، "وشلومو أفينيري" أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية الذي عمل مديرا عاما في وزارة الخارجية الإسرائيلية في حكومة "إسحق رابين". وشن عدد من أعضاء مجلس الشعب والصحفيين والمحامين هجومًا عنيفًا ضد سعد الدين إبراهيم بعد هذه الزيارة، فعلق الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، قائلا: "الذى يذهب للكيان الصهيونى فهو يطبع مع إسرائيل، واذا كانت الدولة لها علاقتها فلا يجب أن ينسحب هذا المثقفين". وأضاف بكرى، أن سعد الدين إبراهيم اعترف قبل ذلك أنه يتلقى تمويل من جامعة حيفا الإسرائيلية لمركز ابن خلدون، والآن جاء فى ظل غضبة الشعب العربى من موقف إسرائيل وأمريكا فى القدس ليذهب ويتحدى ويخرج لسانه ويحضر محاضرة مع رجال الموساد الإسرائيلى بعنوان: "قرن من الاضطرابات فى مصر"، وكأنه يرد أن يقول أن مصر بها قلائل وأنها تعيش اضطرابات و لن تستقر. فيما تقدم الدكتور سمير صبرى المحامى ببلاغ للمستشار نبيل صادق النائب العام، يتهم سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، بالخيانة والتطبيع مع إسرائيل من خلال إلقاء محاضرة فى تل أبيب عن ثورات الربيع العربى، مطالبا بإحالته للمحاكمة الجنائية. ناهيك عما فعله الطلاب الفلسطينيين الذين حضروا الندوة فحاول أحدهم "البصق" في وجه.