تعهد عدد من المشرعين الأمريكيين باستمرار الضغوط على النظام العسكري الحاكم فى مصر واستغلال المعونة الأمريكية لمصر في قضايا مختلفة منها الموافقة على تسجيل منظمات أهلية ممولة أمريكيا. وكانت الضغوط الأمريكية قد نجحت فى رفع حظر سفر عدد من الأمريكيين المتورطين في تمويل مستتر لجمعيات مدنية مصرية والتدخل في الشأن السياسي المحلي. حيث صرح السيناتور لينسي جرام، العضو البارز في لجنة المخصصات الفرعية بمجلس الشيوخ :"نأمل أن يعتنق الشعب المصري التسامح، وأن يتم الترحيب بالمسيحيين الأقباط..وأن يتم تمثيل الأقليات الدينية وألا يتم إرجاع النساء للظلام مرة أخرى، وأن يعكس الدستور دولة إسلامية تتفهم مبادئ التسامح والأعمال الحرة". وأضاف :"إننا سنراقب كل هذا". أما رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب النائبة المتشددة إيلنا روس ليتنن، المعروف عنها قربها من دوائر اللوبي الإسرائيلي، فقالت :"لا يجب على واشنطن أن تكافئ مصر بالمساعدات في حين أنها تظهر عداء للمؤسسات الغربية الديمقراطية وتنخرط فى رقصة بين السلطوية وبين الإخوان المسلمين". أما السيناتور باتريك ليهي، الذي يرأس اللجنة الفرعية للمخصصات الخارجية فقال إن "ثلث الأزمة" في قضية التمويل الأجنبي فقط قد تم حله وذلك في تصريحات لمجلة ناشيونال جورنال. وأضاف السيناتور ليهي:"لا زالت التهم الجنائية قائمة كما تم دفع الملايين من الدولارات ككفالة ويبقى السؤال عما إذا كانت أوراق اعتماد تلك المنظمات وتسجيلها سوف يتم الموافقة عليه". وقال ليهي إنه لو لم تتغير تصرفات العسكريين في مصر، فإنه لن يكون لديه أي تمويل مخصص كمعونة عسكرية لمصر في العام القادم. هذا وقد غادر تسعة أمريكيين وثمانية من جنسيات أخرى من المتهمين في قضية التمويل الأجنبي مصر بعد أن رفع عنهم حظر السفر بموجب قرار قضائي. وغادر المتهمون على متن طائرة أمريكية خاصة مطار القاهرة بعد إنهاء إجراءات سفرهم وسط إجراءات أمنية مشددة. وقد أثار القرار العسكري المصري استياء واسعا بين المصريين في حين شجع القرار المؤسسات الأمريكية على اتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه القاهرة. وتشهد مصر حاليا سجالا حول ولاء منظمات وأفراد المجتمع المدني، والنشطاء والسياسيين الذين تدعمهم واشنطن في مصر في فترة ما بعد الثورة المصرية وتلقيهم أنواعا من الدعم سواء كان ماليا أو عينيا أو سياسيا. هذا وقد تفجر الجدل بعد انكشاف عدة وثائق لموقع ويكيليكس كشفت بدورها عدة لقاءات غير معلنة بين شخصيات اعتبارية مصرية ومسئولين أجانب تناولت الأوضاع في مصر مثل الكشف عنها مؤخرا صدمة للكثير من المصريين المتوجسين من التدخلات الخارجية في بلدهم. وكانت منظمات أهلية مصرية تتلقى تمويلا من حكومة الولاياتالمتحدة قد استنجدت بواشنطن وطلبت تدخلا أمريكيا لتهدئة الموقف المتصاعد ضدها في مصر. يذكر أن جنديا أمريكيا خدم في العراق قد سرب إلى موقع ويكيليكس الذي يروج للشفافية في السياسة الدولية بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2009 ومايو /آيار عام 2010 وثائق عسكرية أمريكية سرية عن حربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 ألف من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية شمل بعضها الكثير من الأسرار عن صلات ولقاءات غير معلنة لعرب مع سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية.