كتب- أحمد عثمان: كانت المعارض الأثرية لكنوز مصر رسالة ودعاية ودخل قومي كبير للدولة ووزارة الآثار، وكانت تستقطب عشاق السياحة والاثار المصرية لمشاهدتها والتمتع بعظمتها ومثلت افضل دعاية وترويج لسمعة مصر وحضارتها بالخارج، ونجح الدكتور زاهي حواس عندما كان وزيرا للآثار وقبله الفنان فاروق حسني أن ينقل الآثار المصرية في معارض ضخمة في دول مهمة حققت دخلا كبيرا وقتها حتى جاءت أصوات شككت في هذه المعارض وتوقفت نهائيا أعقاب ثورة يناير. والآن وبعد النجاح الكبير لوزارة الآثار في الكشوفات الأثرية الضخمة التي شهدها عام 2017 وكان آخر كشف مقبرتين في منطقة ذراع ابوالنجا بالاقصر أول أمس وقبلها كشف تمثال بسماتيك الأول بالمطرية وغيرها في أن تعيد صورة مصر وجذب أنظار العالم مع زيارات شخصيات ومشاهير العالم لمنطقة الأهرامات وابوالهول. هذه الاكتشافات وهذا البريق للآثار المصرية مجددا فتح شهية الدكتور خالد العناني وزير الآثار ان يستعيد خريطة المعارض الاثرية مجددا بعد تجارب معارض كنوز الأهرامات باليابان ومعرض الفن الاسلاني بدولة كزاخستان وقررت الآثار اقامة اكثر من معرض مهم خلال عام 2018 لكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكندا والمانيا لفتح الباب أمام عشاق الآثار المصرية في هذه الدول للتعرف علي عظمة الحضارة المصرية القديمة وذلك بالتزامن مع افتتاح مشروعات اثرية عظيمة منها الإفتتاح الجزئي للمتحف الكبير، ومتحف الحضارة، ومشروع تطوير منطقة الاهرامات الاثرية خلال 2018. وأكد الدكتور خالد العناني وزير الآثار ان هذه المعارض الاثرية تمثل فرصة للترويج والجذب السياحي لنصر بجانب ما تحققه من دخل مادي يتوقع أن يصل ل500 مليون دولار من هذه المعارض، وقال: "نستغل بعض القطع الأثرية المهمة للفرعون الذهبي توت عنخ آمون والتي تصل ل105 قطع"، وأضاف: "تمثل هذه المعارض أحد أوجه التنوع لزيادة دخل الآثار للإنفاق على المشروعات العملاقة التي تقيمها ولصيانة وترميم المشروعات الأخرى بعد انخفاض السياحة عقب الثورة". وقال العناني إن "خروج الآثار المصرية لهذه المعارض يتم وفق أفضل أسلوب حماية وتأمين وحفاظ عليها منا في الذهاب والعودة أو أثناء عودتها وحفاظ الزوار عليها والتعامل معها بصورة متحضرة". ومن جانبه شدد الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الاسبق على أهمية هذه المعارض الأثرية لأنها تمثل أفضل دعاية وترويج لنصر وحضارتها وآثارها وتحقق دخل وعائد مادي كبير لمصر، وقال حواس: "لا أرى ضرورة لوضع القطع الاثرية لتوت عنخ امون وهو افضل واهم سفير فرعوني لحضارة مصر ولابد من استغلال كنوز أجدادنا وذهابهم لعشاق حضارتنا حتى نتمكن من جذبهم والحضور الينا". وأشار حواس إلى أن المشككين في هذه المعارض ونتائجها لا يحبون مصر لأن خروج وعودة هذه الآثار يتم بمنتهى الدقة والأمن والأمان، وقال: "يجب التركيز على السائح الأمريكي والياباني والاسترالي لأن إنفاقهم السياحي يعادل عشر أضعاف السائح الروسي ووصف حواس المعارض الأثرية الدولية بالخطوة الرائعة". بينما قال الدكتور ايمن العشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار ان المعارض الأثرية نقلة مهمة لتحريك الركود المالي بالوزارة لما تحققه من مكاسب مادية ودعائية وتمثل منطقة جذب كبيرة يتزامن مع ما حققته مصر من جذب عالمي كبير خلال عام 2017 في الإكتشافات الأثرية الأخيرة التي اعادت مصر لبؤرة الاهتمام العالمي ولذلك يجب ان يكون عام 2018 عام المعارض الأثرية الدولية بالخارج خاصة في الدول التي تقدس وتهتم بالحضارة والاثار المصرية. ومن جانبها أثنت إلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار على قرار خالد العناني وزير الآثار بعودة المعارض الحقيقية وما تمثله من دخل مادي ودعائي لمصر لمواجهة الانخفاض النسبي في السياحة التي بدأت تتعافى وتتزايد بشكل ملحوظ تواكب مع تأهيل وتطوير المتاحف النصرية والاكتشافات الأثرية العظيمة التي شهدتها مصر هذا العام، وقالت: "هذه المعارض مع المشروعات الأثرية الكبيرة تثبت للعالم قدرة مصر علي الاهتمام بآثارها وتراثها".