أكدت صحيفة " الهندو " أن الهند بدأت في تعزيز علاقتها مع مصر التي خرجت من فترة الركون التي اتسم بها عهد مبارك و تتطلع إلي أصدقاء جدد وحلفاء لتحقيق أهدافها لتكون قوى إقليمية مستقلة . وقال الكاتب أتول انيجا في الصحيفة إن وزير الخارجية كريشنا يقود هذه الجهود من خلال بحث سبل إقامة علاقات قوية مع مصر فى إطار زيارته الحالية للقاهرة مشيرا إلي أن كلا من الهند ومصر كانتا " رفقاء الروح " علي الساحة الدولية خلال فترة الرئيس جمال عبد الناصر ولكن تعرضت علاقتهما إلي ضربة بعد وصول الرئيس أنور السادات للسلطة . وأضاف أن السبب وراء ذلك كان اتخاذ مصر والهند مواقف أيديولوجية متباينة حيث تحركت مصر لدعم علاقتها مع الولاياتالمتحدة بينما الهند سعت إلي التقرب أكثر إلي الاتحاد السوفيتي. وأكد انيجا أن مصر تظهر كدولة ديمقراطية بصبغة إسلامية بعد سقوط الرئيس حسني مبارك حيث حصلت جماعة الإخوان المسلمين علي مقاعد كثيرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، فأنه هناك فرصة جديدة لإحياء العلاقات بين البلدين في طريق مثير غير محدد ونقل انيجا قول أحد الدبلوماسيين المصريين الذي طلب عدم ذكر اسمه :" أننا نريد عمل توازن في سياساتنا الخارجية ونولي اهتماما كبيرا بالبرازيل وروسيا والهند والصين ." وقال نقلا عن المحللين إن الأخوان المسلمين الذين حققوا مكاسب كبيرة يريدون لمصر أن تتبوأ المكانة الصحيحة في عالم المسلمين السنة وهذا يعني رفع المكانة الدينية والفكرية لجامعة الأزهر التي أنشئت منذ أكثر من ألف عام إلي مكانتها الدولية وثقل كلامها أن يصل إلي أعلي مستوي . وأعرب عن اعتقاده بأن مصر التي تظهر كدولة مستقلة بقوة وبقيادة تؤمن بنفسها تعمل علي تطوير المزيج الفريد من الديمقراطية و الدين حيث أن الإسلاميين المحدثين سيجدون أنفسهم ينافسون المجال الثقافي والسياسي مع دول مثل تركيا الطموحة لممارسة القيادة في المنطقة مع السعودية . وأكد انيجا أن الأخوان المسلمين سيلعبون دورا كبيرا في صياغة الدستور الجديد وفي الانتخابات الرئاسية مشيرا إلي أنه سيكونون بمثابة جسر للعلاقات بين السلفيين الأصوليين واللبراليين من الشباب الذين خرجوا إلي ميدان التحرير خلال الثورة علي مبارك ولكنهم لم يحققوا مكاسب في الانتخابات . وحول الوضع فى سوريا أوضح انيجا أن رؤية الهند فيما يتعلق بالوضع في سوريا مختلفة مع جامعة الدول العربية حيث تري جامعة الدول العربية بأن الدستور السوري يعد أساسا لحل المشكلة السورية وأنها طالبت الرئيس بشار الأسد بالتنحي وتسليم السلطة إلي نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية بينما تري الهند علي النقيض بأن الأمر يرجع للسوريين أنفسهم ليتخذوا قرارا لحل أزمتهم وأن أي تدخل أجنبي لن يساعد على حل المشكلة .