كتبت لميس الشرقاوي اهتمت وسائل الإعلام الأجنبية بمفاجأة الحريري التي فجرها منذ ساعات بعد استقالته منذ أكثر من 17 يوما، حيث أعلن تراجعه عن الاستقالة واستعداده للحوار تجاوبا مع مطلب الرئيس اللبناني ميشال عون. قالت صحيفة تليجراف البريطانية، إن الحريري قد يكون لديه نية للتصالح بعد عدوله عن الاستقالة التي تركت بيروت في حالة من الفوضى والتخبط لأيام. سعد الحريري مع رئيس البلمان اللبناني نبيه بري اليوم. وتساءلت الصحيفة عن ضبابية المشهد المنتظر في لبنان بعد عودة الحريري وإلغاء استقالته، قائلة هل ستنفذ الاستقالة وسيجبر لبنان على تشكيل حكومة جديدة، أم أنه سيسحبها بشكل نهائي فيما بعد. وقال خليل فلايهان، محلل سياسي لبناني، في تصريحاته لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن عدول الحريري عن الاستقالة: "إن الرئيس عون رفض إمكانية استقالة رئيس الوزراء اللبناني من مكان خارج بيروت.. لأن ذلك جعل لبنان في مأزق أزمة دولية". وتقول وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أن إبداء سعد الحريري نوايا التصالح خلال بيانه من القصر الرئاسي في لبنان يؤكد أنه "يضع مصلحة لبنان أولا ويقدر الشراكة مع ميشال عون، حيث استجاب لمطلبه في الحوار الوطني". الرئيس اللبناني ميشال عون يتوسط سعد الحريري ونبيه بري في اجتماع بعد عودة الحريري للبنان كما أكد سامي نادر، رئيس معهد الشئون الاستراتيجية في بيروت، بتصريحاته لشبكة بلومبيرج الأمريكية أن "عدول الحريري عن الاستقالة سيوفر الوقت الكافي لمحاولة إنقاذ الحكومة اللبنانية الحالية من حزب الله، حيث يوفر وجود أعضاء من حزب الله في الحكومة غطاء قانونيا وأمانا لاستمرار بقاء الجماعة في لبنان.. ومن الآن فصاعدا سيحتاج حزب الله إلى تقديم التزامات جدية ورسمية للبقاء في هذا الموقع"، حيث يلعب حزب الله دورا محوريا في حكومة بيروت المنقسمة طائفيا، كما أنه يشكل قوى إقليمية في حروب اليمن والعراق. لحظة وصول الحريري لحضور احتفالات عيد الاستقلال في بيروت وأوضحت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن عودة الحريري للبنان، وحدت فصائله المنقسمة منذ الحرب الأهلية، حيث استقبله اللبنانيون بحفاوة بالغة، حاملين لافتات "ننتظر عودتك.. نحن معك".