عقد الدكتور مصطفى حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة اجتماعا موسعا بالمركز الثقافي البيئي بالفسطاط لمناقشة أوضاع البحيرات المصرية وما تواجهه من تحديات. وتم فى الاجتماع بحث كيفية الوصول إلى إدارة مشتركة بين جميع الوزارات والهيئات المعنية لتحسين أوضاعها البيئية، والوقوف على حلول جذرية قابلة للتنفيذ للمشاكل التي تتعرض لها تلك البحيرات للحفاظ عليها باعتبارها ثروة قومية يجب الاستفادة منها. حضر الاجتماع لفيف من قيادات وزارة البيئة وممثلي الوزارات والهيئات المعنية ومنها وزارات الزراعة والري والصحة ورئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات ورئيس هيئة الثروة السمكية ورئيس الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي ورئيس مصلحة الري وممثل الصندوق الاجتماعي وسكرتير عام محافظة الإسكندرية وعميد معهد علوم البحار. وأكد كامل خلال الاجتماع على ضرورة تكاتف الجهود بين كافة الوزارات والهيئات للوصول إلى حلول جذرية لإعادة الحيوية البيئية لهذه البحيرات من خلال وضع هيكل تنظيمي موحد لإدارتها بإطار قانوني وتشريعي قوي وعلى أسس علمية سليمة. وأوضح الوزير أن مهام هذا الهيكل التنظيمي ستكون واضحة ومحددة، ومن أهمها تنفيذ برنامج زمني لكل بحيرة، والتركيز على دور المحافظات في إدارة البحيرات، ووضع آلية تنسيق على المستوى المحلي للحد من الأضرار الناجمة عن الأنشطة الواقعة حول هذه البحيرات من ردم وتجريف ونحر للشواطئ وتراكم الطمي داخل البحيرات. وتناول الاجتماع أيضا أهمية البحيرات وأهم الجهود التي بذلت للحد من تدميرها ومن أهمها "برنامج رصد البحيرات الشمالية" لتحسين نوعية البيئة فيها، وتوفير قاعدة بيانات بهذا الشأن، والتنسيق مع الوزارات المعنية ومنها وزارة الداخلية والعدل والمحافظات المعنية لإزالة التعديات على تلك البحيرات، كما تم مناقشة تفعيل بروتوكول للتعاون بين الوزارات المعنية ومنها الري والزراعة والبيئة في هذا الصدد. وتعتبر البحيرات المصرية من أهم البحيرات في أفريقيا حيث تصل مساحتها إلى 1570كم2 للبحيرات الساحلية و610كم2 للبحيرات الداخلية، فهناك عدد 5 بحيرات معلنة كمحميات طبيعية (قارون- البردويل البرلس المنزلة المنزلة)، وتتركز أهميتها من الناحية البيئية والبيولوجية في عدة محاور منها أنها مسار عالمي للطيور المهاجرة القادمة من قارتي أوروبا وآسيا، حيث تشكل الأراضي الرطبة لها مشتى ومأوى عالميا للطيور المهاجرة، وتعد أيضا مأوى لكثير من الأسماك التى تتكاثر بها، كما إنها بيئة صالحة للزريعة التي تعيش على الطحالب والكائنات الدقيقة قبل أن تتمكن من الخروج إلى البحر المفتوح، كما أن حماية البحيرات المصرية تفتح مجالا جديدا للسياحة البيئية للطبيعة النادرة لتلك البحيرات مما يضيف للدخل القومي.