نشر موقع "نيوز وان" الإسرائيلي اليوم مقالاً مثيراً للجدل للحاخام أفيشاي أفرجون يؤكد فيه على ضعف فرص إيران في توجيه ضربة استباقية لإسرائيل رغم التصريحات النارية التي أطلقها زعماء إيران مؤخراً بشأن احتمالات توجيه ضربة استباقية لإسرائيل. وقال الحاخام الإسرائيلي: إن القدرات الفعلية لإيران على تحقيق مكاسب من توجيه ضربة استباقية مفاجئة لإسرائيل محدودة، وليس من المنطقي الافتراض بأنها ستنجح في إلحاق ضرر كبير بأي تشكيل عسكري في إسرائيل أو تعرقل الاستعداد لشن هجوم ضدها، مشيراً إلى أن الخسائر التي ستتعرض لها ستكون أكبر، وبالتالي احتمالات حدوث ذلك ضعيفة. ولفت الحاخام إلى أن إيران صعدت هذا الأسبوع من وتيرة تهديداتها، حيث أعلن نائب رئيس الأركان الإيراني أن بلاده لن تنتظر الهجوم العسكري عليها إذا شعرت بأنها مهددة وإنما ستهاجم أعداءها أولاً، مشيراً إلى سلسلة المناورات العسكرية التهديدية التي أجرتها إيران، والتي شملت قوات الدفاع الجوي وقوات الحرس الثوري، إضافة إلى عدة مناورات بحرية وجوية وإطلاق صواريخ، مؤكداً أن السبب في كل هذا هو تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك، اللذان أكثرا في الشهور الأخيرة من الحديث عن إمكانية ضرب البرنامج النووي الإيراني. ويتساءل الحاخام الإسرائيلي هل إيران لديها القدرة الفعلية على توجيه ضربة مفاجئة لإسرائيل؟ ويستطرد الحاخام الإسرائيلي قائلاً: إنه رغم الأسلوب التهديدي الذي تستخدمه إيران في كل مناسبة ممكنة، إلا أن قدراتها العسكرية الفعلية، ولاسيما القدرة على توجيه هجمات طويلة المدى، محدودة جداً. ويضع الكاتب سيناريوهات الضربة العسكرية الإيرانية على النحو التالي: أولاً: الهجوم الجوي: بحسب الحاخام أفيشاي أفرجون، لم يشتر سلاح الجو الإيراني أي مقاتلة حديثة منذ قرابة 15 عاماً، مشيراً إلى أن عدد المقاتلات الجوية المتطورة التي بحوزته قليل جداً ويقدر ببضع عشرات. وعلى صعيد المقاتلات الاعتراضية تمتلك إيران طائرات قديمة من طراز F14، والتي اشترتها في عهد الشاه الإيراني قبل قرابة 35 عاماً، وسرب واحد من طائرات ميج- 29، وفيما يتعلق بالمقاتلات الهجومية تمتلك إيران عددا محدودا من طائرات سوخوي 24. ويؤكد الحاخام أفيشاي أن قدرة سلاح الجو الإيراني على تنفيذ هجوم طويل المدى محدودة، ناهيك عن احتياج إيران لاجتياز المجال الجوي الواسع للعراق أو الأردن أو السعودية(المعادية لإيران) والهرب من أجهزة الرادار الأمريكية المنتشرة بالقرب من إيران، وكذا المقاتلات الأمريكية التي تتولى حماية المنطقة، مشيراً إلى أن إسرائيل تمتلك بالمقابل مئات المقاتلات الحديثة والمزودة بتكنولوجيا وأسلحة على أعلى مستوى، فضلاً عن منظومات الدفاع الجوية الحديثة بما في ذلك العشرات من بطاريات الصواريخ من طراز "حيتس" و"باتريوت" و"هوك". ثانياً: الهجوم البري: على صعيد الهجوم البري، قال الحاخام أفيشاي: إن إيران تمتلك مئات الآلاف من الجنود في القوات البرية، وتسعى لإبراز قدراتها العسكرية في العديد من المناورات التي تجريها أمام وسائل الإعلام الدولية، لكن الهجوم البري لمسافة تقدر بآلاف الكيلومترات يفتقر إلى عنصر المفاجأة، كما أنه لا يؤخذ أيضاً بالحسبان لأن الجيش الإيراني سيضطر للمرور عبر دول عربية معادية لإيران تحظى بدعم من الولاياتالمتحدة، وسلاح الجو الإيراني الضعيف لن يستطيع التغطية على قواته البرية. ثالثاً: الهجوم البحري: قال أفيشاي: إن إيران لديها تشكيلات بحرية كبيرة من البوارج الحربية، وكذلك 3 غواصات روسية، إلا أن معظم البوارج الحربية مزودة بتكنولوجيا روسية وصينية قديمة لن تستطيع الصمود أمام الحرب الإلكترونية المكثفة، ناهيك عن أن الهجوم البحري يحتاج تحرك لمسافة تقدر بآلاف الكيلومترات، والمرور عبر قناة البحر الأحمر، وهو ما يصعب إخفاؤه، وبالتالي فإن فرص المفاجأة ستكون ضعيفة جداً، وبناء عليه تستطيع إسرائيل تدمير معظم القطع البحرية المعادية بسهولة شديدة قبل اقترابها من الحدود. رابعاً: الهجوم بالصواريخ طويلة المدى: يقول الحاخام أفيشاي: إن هذا النوع من الهجوم يمكن أن يحدث بمفاجأة نسبية، لكن لا يجب نسيان أنه فوق سماء إيران تحلق أقمار تجسس صناعية إسرائيلية وأمريكية، فضلاً عن منظومات الرادار المتطورة لصواريخ حيتس القادرة على رصد إطلاق الصواريخ على إسرائيل من مسافات مأهولة، وبناء عليه لا يستطيع الإيرانيون تحقيق عنصر المفاجأة الكاملة. ويؤكد الحاخام الإسرائيلي أن شن إيران ضربة استباقية ضد إسرائيل هي آخر ما تريد إيران القيام به، حيث إن المصلحة العليا لإيران هي كسب الوقت، عن طريق الخداع الدولي والحيل الدبلوماسية المحكمة حتى الوصول إلى سلاح نووي، مشيراً إلى أنه في اللحظة التي سيحدث فيها ذلك ستتغير المعادلة تماماً، حيث ستصبح إيران محصنة ضد أي هجوم عليها.