تناولت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الاربعاء في تقرير لها زوجات الزعماء العرب الذين انقلبت عليهم شعوبهم في دول "الربيع العربي" ، مشيرة الى ان لكل "لكل ثورة ليدى ماكبث تخصها" لتتزعم ما يسمى ب "الحركة النسوية" والعمل الخيرى باعتباره إلهاء ضد الحقائق الوحشية للنظام مثل زوجة الرئيس السورى اسماء الاسد وسوزان مبارك زوجة الرئيس السابق حسنى مبارك. وقالت الصحيفة ان اسوأ مثال على سيدة اولى خلف ديكتاتور،هى سوزان مبارك وليلى طرابلسى زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على ،مشيرة الى ان الاعلام لم يوفر جهدا لتلميعهن ولم يهتم بهم الاعلام الغربى على عكس اسماء الأسد والملكة رانيا، زوجة العاهل الاردني . وقالت الصحيفة ان سوزان ، النصف ويلزية ، كونت ثروة بالمليارات في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 40٪ من السكان تحت خط الفقر، مشيرة الى انها تخضع الان للتحقيق لارتكابها جرائم ضد الدولة وانها تخلت عن الأصول المتنازع عليها بقيمة 2.5 مليون جنيه استرليني تقريبا. واشارت الصحيفة الى انه قبل الثورة كانت الصحف تخصص الصفحة الاولى وصفحات كاملة لتغطية نشاطات سوزان الخيرية" كما كانت تهتم وسائل الاعلام التونسية بليلي الطرابلسي التي كانت تمنح نفسها جوائز نسوية، موضحة ان سوزان كانت تقوم بجولات على زوجات القادة العرب "للحديث عن قضايا المرأة، في حين أن المرأة في مصر مقموعة ومهضوم حقها". ولفتت الصحيفة الى ان سوزان التي تزوجت مبارك وعمرها 17 عاما أثرت في التعيينات الحكومية، وكانت تخطط لتولي نجلها جمال الحكم بعد مبارك . وقالت الصحيفة ان اسماء الاسد خطفت بريق الملكة رانيا، زوجة العاهل الاردنى، التي اهتم بها الاعلام الغربي كزوجة شابة جميلة عصرية صنفتها هاربرز اند كوين كثالث اجمل امرأة في العالم عام 2005. ولفتت الى انه رغم تربيتها في بريطانيا وجمالها واناقتها، لم تعد تكفي نشاطاتها الخيرية المعلنة للتغطية على ما يرتكبه نظام زوجها الرئيس بشار الاسد من مزابح في سوريا ، مشيرة الى انه حتى قبل عام واحد فقط كانت اسماء رصيدا ايجابيا لزوجها. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي السابق برنارد كوشنير قوله للصحفيين مؤخرا: "حين شرحنا ان الاسد ابشع طاغية قال الرئيس الفرنسي نيكولا: بشار يحمي المسيحيين ومع وجود زوجة عصرية مثل زوجته معه لا يمكن ان يكون سيئا". واعتبرت الصحيفة ان الاعلام الغربي يبحث عما هو مثير، لذا صنع ضجة كبرى من زوجات رؤساء امثال اسماء ورانيا.موضحة انه رغم ان زوجة القذافي صفية فرقش لم تكن تظهر اعلاميا، الا ان ابنته عائشة كمثال على "سيدة العائلة العصرية". وانتقد جين كينينمونت الباحث في منطقة الشرق الأوسط في مركز أبحاث تشاتام هاوس في لندن تلميع الاعلام لزوجات الرؤساء مشيرا الى ان زوجات الزعماء في الربيع العربي كانت "أهمية رمزية" ، قائلا:"ان دور أسماء الأسد يختلف عن ليلى الطرابلسي في تونس، التي كانت مصدر رئيسي للاضطرابات".موضحا انه في سوريا المقاومة تركز احتجاجها على النظام.