طالب الكاتب الصحفي سامي صبري نائب رئيس تحرير الوفد الأسبوعي د.كمال الجنزوري بوضع خطة تنفيذية واضحة المعالم لتحويل بيان الحكومة إلى واقع ملموس. وقال سامي لبرنامج "صباح جديد" الذي يبثه التليفزيون المصري: "إن بيان الجنزوري يفتقر لرؤية تخطيطية واقعية، ولم يقدم إجابات محددة المشاكل التي تواجه مصر بعد الثورة، مشيرًا إلى أن البيان اكتفى بانتقاد المرحلة السابقة". وأوضح أن مصر في أمس الحاجة الآن إلى اجتثاث رءوس الفساد من جذوره، وتطهير المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية من بقايا النظام السابق والحزب الوطني المنحل. ودعى سامي رئيس الحكومة إلى الكشف عن البنوك التي خرجت منها 10 مليارات دولار إلى الخارج، ومن المسئول عن خروج هذه الأموال بعد قيام الثورة أو خلال الشهور القليلة الماضية. كما طالب نائب رئيس تحرير الوفد حكومة الجنزوري بسرعة وضع برنامج زمني محدد المدة لإنقاذ الشعب المصري من البطالة التي ارتفعت إلى 3.5 مليون عاطل وتعد سببًا رئيسيًا للعديد من الاحتجاجات والمطالب الفئوية. وأشار صبري إلى طوابير العمالة المؤقتة وفئات الشباب غير المتثبتين في مؤسسات الدولة مطالبًا بسرعة تثبيتهم ومنحهم حق العمل بأمان واستقرار نفسي واجتماعي. وأكد سامي أن البيان في مجمله لم يرق إلى حكومة الإنقاذ ووصفه ب "الهزيل" ولا يقدم حلولاً واقعية لهموم ومشاكل كل الناس الحياتية. وعن مشاريع القوانين التي تحدث عنها البيان، تساءل صبري أي حكومة هذه التي تقدم 46 مشروعًا للقانون دفعة واحدة ومتى وكيف ستدرس هذه القوانين. وقال صبري مشكلة المخطط المصري بشكل عام انه فضفاض مطاط لا يقدم إجراءات أو آليات. وأضاف نائب رئيس تحرير الوفد أن مصر تحتاج الآن إلى مشروع قومي يلتف حوله الشباب تحدد خطواته ببرنامج زمني واقعي، ويقاس أيضًا من خلاله الإيجابيات، أولاً بأول. وأكد صبري أن رئيس مصر القادم ينبغي أن ينطلق من أسس ثابتة واضحة دستوريًا وبرلمانيًا فلا مكان للارتجالية السياسية بعد الثورة. ولفت صبري إلى الانفلات الأمني الذي يعاني منه الشارع المصري وقال إنه من أهم القضايا التي ينبغي أن تضعها حكومة الجنزوري في مقدمة أولوياتها بشكل فوري وسريع، داعيًا في الوقت نفسه إلى ضرورة دعم رجال الشرطة ماديًا ومعنويًا لإزالة حالة الإحباط والانكسار التي تقف عقبة في طريق عودتهم إلى الشارع مرة أخرى. وخلص صبري إلى أن الجنزوري الخارج من عباءة الحزب الوطني كان أجدر به أن يقدم بيانًا قويًا وممنهجًا يليق بحكومة إنقاذ مصر بعد الثورة، وان يضع يده على السلبيات بحكم خبرته كرئيس وزراء سابق للنهوض بمصر وإخراجها من أزمتها الاقتصادية الراهنة، مشيرًا إلى أن الجنزوري لعب على وتر المعاناة وسلبيات المرحلة السابقة وأعطى الشعب حقنة تخدير لإخفاء عجز حكومته عن التصدي للقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها مصر، مكتفيًا بترديد النغمة القديمة التي كان يرددها النظام القديم وهي لابد من الخروج من الوادي الضيق وتنظيم الأسرة وتحديد النسل ومواجهة مشكلة الزيادة السكانية دون أن يقدم الحلول السريعة والعاجلة.