شهدت عروض مسابقة الأفلام القصيرة فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية عرض فيلم "ساحرات جامباجا" من غانا والذى يتحدث عن الشعوذة فى القارة السمراء بالإضافة للفيلم المصرى "حواس"؛ وقد أقيمت ندوة شارك فيها مخرجا الفيلمين وأدارها الناقد رامى عبد الرازق. وأكدت مخرجة فيلم "ساحرات جامباجا" يابا بدوى أن الفكرة بدأت لديها منذ كانت مراسلة ل bbc واضطرت للمبيت في معسكر وكانت تتوقع بأن تتقابل مع النساء المعزولات والمتهمات بالشعوذة ؛ لكنها اكتشفت بأنها قد تُتهم هى الأخرى بالشعوذة، خاصة وأن الصفات تنطبق عليها فهى في منتصف العمر وليست متزوجة ولم يكن لديها هاتف نقال لتتصل بأسرتها، فشعرت بالمعاناة والخوف الشديد الذي تعيش فيه هؤلاء النساء. وعن الصعوبات التي واجهتها في الفيلم؛ قالت إنها استطاعت أن تحصل عليه من عدة جهات؛ كما شجعتها إحدى جهات التمويل بالظهور كراوية في الفيلم تحاور النساء. وعن النساء المشعوذات تقول : "إنهن يخشين العودة لقريتهن حتى لا يتم قتلهن ، فالموضوع له علاقة بالحالة الاقتصادية والاجتماعية ولكنهم رموا بكل ما يحدث من ظروف سيئة على هؤلاء النسوة؛ وللأسف يتم حرمانهم من أطفالهم ولكنهم يأخذون معهم الفتيات على اعتبار أن الشعوذة تورث بشكل أنثوي". أما مخرج فيلم "حواس" محمد رمضان فتحدث عن طبيعة الفيلم؛ وردا على سؤال حول اللوحة التي وضعت في غرفة البطل المصاب بالغيبوبة وإن كانت تشير الى فكرة التحرر من القيود لدى البطلة أو الممرضة؛ فأكد رمضان بأن اختيارها تم بإحساسه ولم يفكر في الأمر بهذا المنطق فقد اعتاد في أفلامه بالإعتماد على إحساسه . كما أن الدموع التي تظهر في عين الممرضة في نهاية الفيلم نتيجة لإحساسها بأنه فارق الحياة وهو ما دفعها لأن تقرر أن تمارس معه علاقة غرامية وتودعه بطريقتها الخاصة ولكن ممارسة ذلك هنا ليس المقصود به بالمعنى المادي ولكن توحد المشاعر. كما أدار الناقد رامى عبد الرازق ندوة اخرى ناقشت فيلم "صرخة طائر" بحضور مخرجه سالي الحاج ماجوري وفيلم "رجل البيانو" للمخرج رانا ريوزا اندري . وأكد المخرج سالى الحاج ماجورى أن الفيلم دعوة لوالده ولمجموعة كبيرة من المهاجرين للعودة إلى موطنهم الأصلي وبالفعل بمجرد عرض الفيلم في 2010 عاد والده بعدها بعام متأثرا بالعمل الدرامي. كما أشار إلى أن الفيلم تم استقباله في النيجر بشكل رائع ،خاصة مع ظهور فنانة كبيرة السن تمثل قيمة كبيرة في النيجر، وكان لها تأثير واضح في جيل الشباب وخاصة الرجال حينما كانت تدفعهم للعمل بالخارج وكسب الأموال والعودة من جديد فهى تقدم نوعية الأغاني التقليدية لبلدها . ولذلك ففيلمه المقبل سيركز بصورة أكبر على هذه المطربة وكذلك سيتناول ماذا حدث لمجموعة المهاجرين العائدين مرة أخرى وكيف يمكن دمجهم مجددا في المجتمع. أما مخرج فيلم "رجل البيانو" رانا ريوزا اندري فأشار الى ان فيلمه تجريدي وهى أول تجربة إخراجية له ويظهر خلالها الرجل الذي يعزف البيانو وهو يحاول أن يخرج ما بداخله . وبالفعل يحاول التخلص من كل ما يوصله بالعالم الخارجي والضوضاء ،ليعيش في وحدة الفنان وابداعاته الداخلية. وعن المشهد الذي يقوم بقطع أصابع يده؛ عبر المخرج عن أنه فعل ذلك لأن يده لا تطاوعه بشكل كبير لإخراج كل ما بداخله.