وصفت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية التقرير التي أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه يضفى المزيد من التشاؤم والكآبة على الملف النووي الإيراني، خاصة في ظل تزايد المخاوف من اندلاع حرب بين إيران والغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، التي تراقب انتشار الأسلحة النووية، لاحظت جهودا مكثفة لتخصيب اليورانيوم في المواقع الصناعية الإيرانية لعدة سنوات، في حين أكدت طهران أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم يتجه إلى بناء القدرة النووية السلمية المدنية. وأضافت الصحيفة أن التقرير الصادر عن الوكالة أمس أدى إلى زيادة المخاوف من أن إيران تُسرع خطاها في الجهود المبذولة لبناء سلاح نووي. وأشار التقرير إلى ثلاث قضايا مثيرة للقلق، الأولى تتمثل في أن إيران على مدى الأشهر الخمسة الماضية، عملت على زيادة إنتاجها من اليورانيوم المُخصب، والتي يتم تصنيعه بتركيز20%، وهو مستوى أقرب إلى أسلحة وقود الصف المستخدمة في صنع القنابل الذرية. في حين أن الجزء الأكبر من برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم في السنوات الأخيرة كان يهدف إلى إنتاج تركيزات لا تتخطى ال 5% في المفاعلات النووية. وثانيا، يوضح التقرير أن هذا المعدل الضخم من الإنتاج تتم صناعته في موقع "فوردو"، قرب مدينة "قم" الإيرانية، ونظرا لأن موقع "فوردو" يقع تحت جبل من الصعب قصفه جوًا، أدى ذلك إلى انبعاث القلق العميق لإسرائيل، من عدم قدرتها على قصف الموقع المخصص لتركيز الجهود في تخصيب اليورانيوم. وتناول التقرير في الختام ما يبعث على المزيد من التشاؤم وهو أن إيران لديها البنية التحتية والتقنية لزيادة بشكل كبير في إنتاجها النووي في فوردو، مؤكدا على قلق الدبلوماسيين بالوكالة من أن إيران ستنجح في بناء عنصر وقود لمفاعل نووي في غضون بضعة أشهر.