رأت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن إيران على ثقة تامة بأنه لا يوجد أى سبب، يجعلها تتوقف لحظة عن برنامجها المتواصل لإنتاج أسلحة نووية، وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الوقت الذى تتصاعد فيه الضغوط الدولية على طهران ويكثر فيه الحديث عن العقوبات. أو الرغبة فى إجراء مفاوضات، تخرج إيران إلى العالم لتعلن أنها حققت إنجازات علمية تكنولوجية جديدة فى برنامجها النووى، وهو ما يعنى أن كل مايحدث من جدل حاليا ما هو إلا إهدار للوقت. وقال "جون بولتون" السفير الأمريكى السابق فى الأممالمتحدة فى مقال بالصحيفة تحت عنوان "السعى الدوؤب نحو إيران النووية"، أن طهران تسابق الزمن للوصول إلى الحلم الذى طال انتظاره وكثر الحديث عنه. وأوضح أن ما يثار عن عقوبات اقتصادية وحلول دبلوماسية، ليس له علاقة بما يحدث فى موقع "فوردو" المحصن تحت الأرض بالقرب من مدين "قم" المقدسة، حيث تمكنت إيران من نقل أجهزة الطرد المركزى لتخصيب اليورانيوم إلى هذا الموقع المطور، الذى بدأ يعمل بكامل طاقته، فى أول تصنيع محلى لقضبان الوقود التى يتم تركيبها فى مفاعل طهران للأبحاث، وهو ما يؤكد أن إيران وصلت بأتقان إلى مرحلة دورة الوقود النووى. وقال الكاتب ربما نسمع قريبا عن اكتمال العمل فى مصنع "آراك" لإنتاج الماء الثقيل، ليدخل الخدمة، وبعدها يبدأ مفاعل الماء الثقيل فى العمل. وأضاف الكاتب أنه ربما بحلول عام 2013، تدشن إيران اختبار صواريخ بالستية قادرة على الوصول إلى أهداف فى نصف الكرة الأرضية الغربى. ورأى الكاتب أن إنتاج قضبان الوقود محليا، وعدم الاعتماد على أى دولة فى الخارج، يعنى ببساطة أن إيران قررت الاعتماد على نفسها والسعى نحو تحقيق حلمها مهما كانت العقبات والعواقب. وأضاف أن الحديث عن مفاوضات وحلول دبلوماسية، لم يعط إيران سوى غطاء سياسي وشرعي لتحقيق أهدافها النووية، مشيرا إلى أن إيران عرفت كيف تكسب الوقت، حتى تصل إلى مرحلة متقدمة فى طموحاتها النووية بما لا يمكن الرجوع معه مرة أخرى للخلف. وأوضح الكاتب أن مدير المخابرات القومية الإمريكية "جيمس كلابير" أخبر مجلس الشيوخ فى يناير أن العقوبات الاقتصادية على إيران، لن تغير شيئا، كما أن دولا كبرى مثل الصين والهند وتركيا، تعتمد على النفط الإيرانى، أكدت أن العقوبات ليس ذات جدوى . وأشار إلى أن إيران لا تعبأ بالتهديد الأمريكى بتوجيه ضربة عسكرية لها، فهى وصلت إلى مرحلة من الثقة غير المسبوقة، حتى أنها – على حد وصف الكاتب- حاولت اغتيال السفير السعودى فى واشنطن، كما استهدفت الدبلوماسيين الإسرائيليين فى آسيا، وأذاقت أوروبا من نفس الدواء التى تشربه هى، عندما قررت وقف إمداداتها من النفط إلى بعض الدول الأوروبية، قبل أن يبدأ سريان العقوبات الأوروبية على النفط الإيرانى . وأضاف أن التقدم الإيرانى النووى، يؤكد فشل السياسة الخارجية الأمريكية سواء للحزب الديمقراطى أو الجمهورى على مدار ثلاث إدارات متعاقبة فى الفترة الماضية. وربما يكون التميز لإدارة الرئيس الحالى "باراك أوباما"، أنها كررت أخطاء إدارتى "كلينتون" و"بوش" بل زادت عليهما ، وظلت نائمة حتى وصلت ايران الى مرحلة انتاج الاسلحة النووية ودورة الوقود النووى الكاملة . واكد الكاتب ان اسرائيل انتظرت كثيرا وفوتت الفرصة لاجهاض الحلم الايرانى ، وحتى اذا وجهت ضربات حاليا ، فأن ايران اصبحت لديها القوة الدفاعية التى تكلف اسرائيل الكثير ، كما ان الضربة لن تحقق الاهداف المطلوبة. وقال ان هناك فى البيت الابيض من يخشى من الضربات الاسرائيلية اكثر مما يخشى من امتلاك ايران للسلاح النووى ، ولكن العالم سيكون اكثر خطرا عندما تصبح ايران نووية ، بشكل يفوق الخطر الذى يمكن ان ينتج عن ضرب اسرائيل لايران.