قام جنود تابعون لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان بإضرام النار في نسخ من المصحف الشريف، مما أدى إلى إثارة غضب الشعب الأفغاني وقام عدد من المتظاهرين بإطلاق قنابل حارقة ومحاصرة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان، في ثورة احتجاجية على حرق الناتو للمصحف. وخرجت الحشود الغاضبة موجهة هتافات "الموت للأمريكيين" و"الموت للكفار" لحراس قاعدة "باجرام" الجوية، شمال كابول وأكد مصور ل"وكالة فرانس برس"، الذي أصيب في الرقبة، أن الحراس ردوا على المتظاهرين بإطلاق الرصاص المطاطي عليهم وأطلقت طائرات هليكوبتر أمريكية قنابل في محاولة لتفريق ما يقرب من 2000 من المتظاهرين. علاوة على ذلك تم إرسال قوات أمن في محاولة لوقف المظاهرات التي خرجت في العاصمة الأفغانية "كابول". وعلى الجانب الآخر، قدم الجنرال "جون ألين"، قائد القوات الأمريكية في أفغانستان اعتذاره عما صدر عن قوات حلف الناتو وقيامهم بالتخلص غير السليم من عدد كبير من الكتب الدينية الإسلامية وعلى رأسها مصاحف القرآن الكريم. وجاء على لسان ألين قوله "إلى رئيس أفغانستان، وحكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية، أقدم خالص اعتذاري إلى الشعب الأفغاني النبيل، وأؤكد أن ما فعله جنود الناتو جريمة تسببت في حدوث ألم شخصي ونفسي للمسلمين". ورأت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن البيان الذي ألقاه "ألين" يعكس قلق الناتو إزاء الآثار المترتبة على الحادث في البلاد، ولذلك فقد وعد ألين بعدم تكرار مثل هذه الحادثة وأن عملية التعامل مع المواد الدينية ستتم بشكل صحيح، وعبر عن ذلك قائلا: "نحقق في الحادث وسنتخذ خطوات لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى، مؤكدا ان الجنود لم يتعمدوا الإهانة أو إيلام المسلمين". وأشارت الصحيفة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها المتظاهرون المسلمون احتجاجا على حرق المصحف الشريف، ففي شهر أبريل الماضي، قُتل 10 أشخاص وجُرح عشرات آخرين بعد أن قام "تيري جونز"، القس الأمريكي في ولاية فلوريدا، بإحراق نسخة من القرآن. كما لفتت إلى الحادث الذي سبب ألما موجعا للأفغان عندما تمت إذاعة فيديو لأربعة جنود أمريكيين تابعين "للناتو" وهم يتبولون على جثث ملطخة بالدماء من مقاتلي طالبان الثلاثة الشهر الماضي. http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/asia/afghanistan/9095067/Afghanistan-erupts-over-Koran-burning.html