مبادرات شعبية انطلقت بصدر رحب من كل قطاعات الشعب المصرى عن دعم الاقتصاد المصرى وخاصة بعد إعلان الحرب عليه من كل الأفاعى من الداخل والخارج، حيث أعلن بعض المسئولين الأمريكان عن قطع المعونة عن مصر بعد التحقيقات مع منظمات المجتمع المدنى الأمريكية ومنها المعهد الديمقراطى والمعهد الجمهورى واتهامها بالتخطيط لتقسيم مصر، ثم يأتى الإعلان عن العصيان المدنى والدعوة للإضراب العام حتى يترك المجلس العسكرى السلطة رغم إعلانه عن تسليمها فى نهاية شهر يونيو وفتح باب الترشيح فى 10مارس. فواجه الشعب بكل أفراده وقطاعاته دعاوى الأفاعى وأصحاب الأجندات وانتصرت إرادته وقال: لا ، ورفض العصيان المدنى فانتظمت الدراسة واستمرت مواقع الإنتاج حتى فى بعض المواقع أعلن العاملون عن زيادة عدد ساعات العمل عن المقرر لها.. وأعلن ائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية أن هذه الدعوى المغرضة جاءت بنتائج إيجابية حيث أسهمت فى زيادة معدل الإنتاج من القطاعات الإنتاجية والخدمية ومنها قطاعات البترول والمواد الغذائية وجاء عدم التجاوب مع الإضراب ليؤكد وحدة الشعب المصرى ضد ما يحاك له من فتنة حتى تنقطع أوصاله ويصبح شيعا يقتل بعضها البعض. وقد جاء الاعتراف أيضا من أفواه بعض قادة هؤلاء الأفاعى أن نسبة المستجيبين لدعوتهم القذرة لا تتجاوز ال 10% من قطاعات الشعب.. فلابد أن يعوا جيدا رغم مرور عام كامل على الثورة البيضاء السلمية ومحاولاتهم المستميتة فى تحويل مسارها عن هدفها فى القضاء على الفساد وإحلال الإصلاح والتنمية والعدالة، أنه شعب لا يستهان بإرادته. ونعود إلى بعض النماذج المشرفة من المبادرات الشعبية التى سارعت فى الدعوة لإنقاذ الاقتصاد المصرى منها تسديد شركة اتصالات وبنوك مصرية ضرائب بقيمة مليار جنيه قبل موعد استحقاقها، ثم جاءت صيحة مجلس إدارة النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج بتبنى حملة قومية لدعم الاقتصاد الوطنى وتناشد كافة العاملين بقطاعات الدولة للتربح لإعادة النهضة للاقتصاد المصرى. وتأتى الحملة بعد تهديدات أمريكا بقطع المعونة وتخاذل دول عربية لمساعدة مصر.. وكانت البداية تبرع عمال الغزل والنسيج ب 20 مليون جنيه.. والبقية تأتى. ومن قبل سارع المصريون العاملون بالخارج بالدعوة لحملة التبرع من مدخراتهم لدعم الاقتصاد والعمل على تحويل مليار دولار.. وتقول التقارير الاقتصادية أيضاً إن تحويلات المصريين فى الخارج للبنوك قفزت عن معدلاتها فى السنوات السابقة إلى 10 مليارات جنيه. وسمعنا أيضاً من الفنان محمد صبحى عن حملة المليار جنيه لتطوير العشوائيات ، حيث أوضح أن المشاركة فى الحملة تأتى من كل طبقات المجتمع حتى فوجئنا بأطفال فى سن العاشرة يتبرعون ب 5 جنيهات و10 جنيهات من مصروفهم اليومى رغم أن المليار بداية للتطوير والمشروع يحتاج إلى أرقام كبيرة حيث هناك 25 مليون شخص يعيشون فى 1220 منطقة عشوائية و1400 منطقة غير آمنة، ولكن الحملة أكدت أن هناك الملايين من عشاق تراب مصر. وما شاهدناه من يقظة أبناء محافظة بورسعيد لمواجهتهم للفتنة التى نتج عنها مجزرة دامية فى استاد المصرى، حيث توحدوا وسارعوا بالتبرع بدمائهم للمصابين وحاصروا مدينتهم ليتفقدوا الجناة ونجحوا فى إلقاء القبض على بعض المتورطين وكشفوا كثيرا من الحقائق. إذاً نقول إن الشعب يستطيع أن يحمى مكاسب ثورته ويحقق أهدافها ويحمى نفسه من تسلل الأفاعى ويدافع عن ممتلكاته ويصد دعاوى العدوان عليها، وعاد مرة ثانية فى بعض المواقع يعد لجانا شعبية للدفاع عن مؤسسات الدولة كما فعل مع بداية الثورة وحمى الوطن. ---------- مدير تحرير مجلة أكتوبر