ألقت دراسة طبية حديثة الضوء على إمكانية الاستعانة بلقاح الحزام الناري في علاج مرضى التهاب المفاصل. وأشارت الأبحاث الطبية إلى أن لقاح الحزام الناري يثير استجابات مناعية قوية بين المرضى الذين يخضعون له قبل عدة أسابيع من بدء العلاج بواسطة عقار "توفاسيتينيب" المعالج لالتهاب المفاصل. وشدد الباحثون في جامعة "واشنطن" على أن النتائج مشجعة لأن المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي لديهم خطر أكبر لتطوير الحزام الناري، مقارنة بالبالغين الآخرين، حيث يعتقد أن عقار "توفاسيتينيب" وبعض الأدوية الأخرى المضادة للروماتيزم تعمل على تعديل المرض لزيادة هذه المخاطر، والأهم من ذلك لا ينبغى إعطاء اللقاح إلى المرضى الذين تعرضوا للإصابة بالجدري المائي في السابق. وكان الدكتور كيفين وينثروب؛ أستاذ الأمراض الروماتيزمية، وفريقه البحثي في جامعة "واشنطن" قد أجروا أبحاثهم على مدار دراستين، قامت الأولى بتطعيم 112 مريضًا مصابًا بالتهاب المفاصل الروماتويدي النشط، ثم تم اختيارهم عشوائيًا لتقلي عقار "توفاسيتينيب"، أو دواء وهمي، بعد ما بين 2- 3 أسابيع من التلقيح. وأظهرت المتابعة تطوير المرضى الذين تلقوا اللقاح إلى استجابات مناعية قوية، قبل بدء أخذ عقار" توفاسيتينيب"، ولم يكن هناك أدنى تأثير سلبي على الاستجابة المناعية الثابتة، بل لوحظ أن المرضى الذين يعالجون بالعقار أظهروا استجابات مناعية مماثلة أو أعلى على اللقاح مقارنة بالمرضى الذين تناولوا عقارا وهميا، ربما لأن لديهم سيطرة أفضل على التهاب المفاصل الروماتويدى. وقال وينثرب: "لقد نجحنا في إظهار أن اللقاح تمتع بخواص مناعية بشكل كافٍ بين المرضى سواء من بدأوا في أخذ عقار "توفاسيتينيب"، أو عقار وهمي فى غضون بضعة أسابيع، وكانت المناعة والاستجابة للقاح مشابهة لما رأيناه خارج وضع التهاب المفاصل الروماتويدي فى الدراسات السكانية". وتؤكد النتائج –التي نشرت في عدد أغسطس من مجلة التهاب المفاصل والروماتيزم- المتوصل إليها أهمية عدم إعطاء لقاح الحزام الناري للمرضى المصابين بالجدري المائي، لعدم تنشيط فيروس الجدري الذى يبقى نائمًا في الجسم، في الوقت الذي تقمع فيه أدوية التهاب المفاصل نشاط الجهاز المناعي لتضع المرضى في خطر مرتفع لعدوى الحزام الناري المرتفعة بعد تلقى اللقاح.