تساءل الكاتب "دومينيك لاوسون" في مقاله بصحيفة (اندبندنت) البريطانية لماذا مازلت المملكة المتحدة تعطى المعونة للهند؟!، في الوقت الذي صرحت فيه وزارة المالية الهندية علانية قبل أيام استغنائها عن المعونة البريطانية. والتي تظهرها فقيرة دوليا، مؤكدا أنه من الواضح أن بريطانيا تصر على رشوة الهند، لإجبارها على إتمام صفقات عسكرية متبادلة، ولحفظ ماء وجهها أمام العالم. وجاء رأي الكاتب معبرا عن التصريحات التي أدلاها "أندرو ميتشل"، وزير التنمية البريطاني، بأن المساعدات البريطانية إلى نيودلهي تهدف جزئيا إلى ضمان إتمام صفقة الطائرات المقاتلة "تايفون". وترى الحكومة البريطانية برئاسة "ديفيد كاميرون"، أن الموقف سيكون محرجا للغاية في حال توقف الهند عن تلقي المساعدات من بريطانيا والمقدرة ب 280 مليون جنيه استرليني في العام، أي ما يعادل 6 أضعاف ما تحصل عليه الهند من أي جهة مانحة أخرى، في تعقيب على التصريحات التي صدرت على لسان "براناب موخرجي"، وزير المالية الهندي، التي نقلتها صحيفة تليجراف الأحد الماضي، عن رفض بلاده للمعونة المقدمة من بريطانيا. ورأى "آلان دنكان"، سياسي بريطاني، ضرورة خفض الحكومة البريطانية لميزانية المساعدات الخارجية التي تعتمد على أموال الضرائب في بريطانيا، موضحا ان ميزانية المساعدات عام 1995 قدرت ب 2 مليار جنيه استرليني، ولكنها وصلت هذا العام إلى 11 مليار جنيه استرليني وسط طلب الحكومة المتصاعد بزيادتها بحلول عام 2015. واستنكر "دنكان" من ممارسات الحكومة البريطانية التي تصر على تقديم المعونة إلى الدول التي تعيش حالة من الازدهار الاقتصادي، وعدم حاجتها إلى المعونة كالهند، على الرغم من عبء ميزانية المساعدات على الاقتصاد البريطانى. وعلى الجانب الآخر، أكد "لاوسون" أن الهند تضم عددا هائلا من الفقراء الذين يفتقرون إلى المساعدة والدعم، وعلى الحكومة البريطانية في حال إصرارها على دعم الهند توجيه مساعداتها للفقراء وليس للحكومة.