أعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن استنكاره الشديد لقيام أجهزة الأمن المصرية بالقبض على 14 ناشطا سياسيا سوريا في القاهرة. كانت أجهزة أمن قد القت القبض على الناشطين، وحققت معهم على خلفية احتجاجهم أمام مقر سفارتهم بالقاهرة، اعتراضاً على السياسات العنصرية والمجازر البشرية التي يرتكبها النظام السوري ضد أبناء شعبه والتي راح ضحيتها خلال اليومين الماضيين ما يزيد على مائتي شهيد في أنحاء متفرقة من سوريا. ونوه إلى فريقا من محامي المركز قد حضر التحقيقات مع النشطاء مساء أمس في المحضر رقم 1068 إداري قصر النيل 2012، والذي تم فيه توجيه تهم التجمهر وتهديد السلم العام، وتعطيل الموظفين عن أداء أعمالهم، وسرقة بعض محتويات السفارة، وأكد أن تلك التهم ملفقة ولا أساس لها من الصحة، مما دفع النيابة لإخلاء سبيلهم بضمان مالي قدره 2000 جنيه. وأكد المركز أن النشطاء السوريين يمارسون النضال السلمي ضد ذلك النظام الديكتاتوري في مصر منذ بدء الثورة، ولم تصدر عنهم أي أفعال تضر بالأمن والسلم العام في مصر، أو تعطل دولاب العمل أو تمنع أي مؤسسة من القيام بدورها في خدمة المواطنين. وأضاف أن النظام السوري يحاول الضغط على النشطاء ويدفع أعضاء السفارات التابعين له في الخارج، لتوجيه التهم إليهم لعرقلة مساعيهم الخاصة بإدانته ونشر فضائحه أمام الرأي العام المصري، حتى لا تثور الجماهير على ذلك النظام، وتدعو الحكومة والمجلس العسكري لإدانة أفعاله المشينة ضد الشعب السوري . وأكد المركز أن ما قامت به الحكومة المصرية يخالف الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان التي تكفل حرية الرأي والتعبير، وتحظر على الأنظمة والحكومات اعتقال النشطاء السياسيين وتحويلهم للمحاكمة دون وجه حق. وطالب المجلس العسكري والحكومة المصرية بضرورة الإفراج الفوري عن هؤلاء النشطاء دون أي ضمانات، والتأكيد على دعم الحكومة المصرية والمجلس العسكري للنضال المشروع للشعب السوري في سبيل الحصول على الحرية والكرامة. كما طالب المركز الحكومة المصرية بعدم ترحيل هؤلاء النشطاء إلى سوريا، لما يمثله ذلك من خطر فادح على حياتهم، إذ لا يعرف نظام بشار في هذا الوقت سوى لغة واحدة وهي القتل العمد مع سبق الإصرار للنشطاء والشعب على حد سواء. وطالب المجلس العسكري بضرورة طرد السفير السوري من القاهرة واستدعاء السفير المصري من دمشق، حتى يعلم نظام بشار دعم مصر لنضال الشعب السوري، ورفضه للمجازر التي يرتكبها بشار ضد أبناء شعبه.